خروج اضطراري رغم تحذيرات الأرصاد.. مرضى بالفشل الكلوي: "هنموت لو مغسلناش"
كتب - محمود عبد الرحمن:
تحذيرات متكررة من مسؤولين حكوميين وخبراء متخصصين للمواطنين "إلزموا منازلكم"، سبقتها قرارات رسمية بتعطيل المصالح الحكومية والمدارس، وامتد القرار ليكون اليوم الخميس إجازة رسمية مدفوعة الأجر لموظفي الحكومة والقطاع الخاص، لكن بقاء حمدي السيد في منزله اليوم، وعدم ذهابه إلى وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى بولاق الدكرور قد يكلفه حياته.
موعد جلسة "حمدي" لا يتغير، دائمًا ما كان يأتي الساعة الواحدة ظهرًا، لكن سوء الطقس، أدى إلى ذهابه مُبكرًا: "إمبارح المستشفى كلمتني وخلو الميعاد الساعة 10 الصبح"، يقطع حديثه طلب الممرضة "استعد يا عم حمدي 10 دقايق وتدخل الجلسة" ينهض الرجل متكأً على عكازه، يترقب الانتهاء من تجهيز ماكينة الغسيل الكلوي داخل الوحدة التي تضم 19 ماكينة ووحدة معالجة.
"اللي زي حالتي ميقدرشي يتحمل تأجيل وخصوصًا يوم الخميس"، يحكى الرجل الستيني، الذي يجري جلسات الغسيل الكلوي ثلاث مرات أسبوعيًّا، منذ اكتشاف إصابته بالمرض قبل 4 سنوات.
التخلف عن حضور جلسة الغسيل الكلوي يوم الخميس تحديدًا، يعني الانتظار لمدة 4 أيام بدون إجراء أي جلسات، وبعض الحالات لا تستطيع أن تتحمل الانتظار طوال هذه المدة "ممكن يموت أو تحصل له مضاعفات خطيرة"، تقول ممرضة بوحدة الغسيل الكلوي، رفضت ذكر اسمها، بخلاف جلستي يومي الأحد والثلاثاء التي يفصل بينهما يوم واحد فقط، موضحة بالقول: "إدارة المستشفى كان حريصة على التخفيف عن المرضي، وتواصلت هاتفيًّا مع عدد من المرضى للسماح لهم بالقدوم في وقت مبكر، بسبب سوء الأحوال الجوية.
إلى جوار "حمدي"؛ يستعد عبدالفتاح وهيب الذي يكبره في السن بـ 3 أعوام، للخضوع لجلسة الغسيل الكلوي. جاء رفقة زوجته "صباح"، يقول: "النهارده الجو صعب ومكنش ينفع آأجل جلسة غسيل إنهاردة"، على عكس الجلسات الأخرى التي لا يجد مشكلة في تأجيلها لو حدث ظرف خارج عن إدارته، فبحسب تشخيص الأطباء حالته تسمح بذلك.
تتذكر زوجته "صباح"، عندما تخلف زوجها عن جلسة الغسيل الكلوي: "كان بسبب وفاة ابنتنا"، قبل أن تستطرد بالقول: "وقتها كان هيموت من التعب.. كان لازم ياخد الجلسة بأي طريقة عشان المياه تنزل".
مع تزايد هطول الأمطار التي أغرقت الشوارع، خططت "صباح" لنقل زوجها إلى المستشفى عبر "توك توك" اتفقت مع سائقه مُسبقًا، وحاولت إقناع أفراد أمن بوابة المستشفى، بضرورة إدخال الـ "توك توك" إلى داخل المستشفى لاصطحاب زوجها عبدالفتاح عقب انتهاء جلسة الغسيل الكلوي: "زوجي بيكون تعبان جدًا.. واحنا ظروفنا على قدنا.. ولولا الجو كنا اتمشينا لحد البوابة.. لكن في المطر ده.. مكناش هنعرف".
فيديو قد يعجبك: