رغم كورونا.. مصري يفضل البقاء بالكويت: "خايف أخسر شغلي"

كتب - عبدالله عويس:

مثل عشرات الأخبار التي يصادفها أثناء تصفحه مواقع التواصل الاجتماعي، لم يهتم عبدالعزيز محمد بشأن ظهور فيروس جديد في مدينة "ووهان"، غير أن الأمر تغير حين تفشى الفيروس خارج المدينة الصينية، وانتقل منها إلى الدول المجاورة، حتى وصل إلى الخليج، حيث يعمل الشاب المصري في الكويت، لتتحول حالة عدم الاهتمام إلى قلق أتبعه رعب حين أعلنت الكويت اكتشاف الحالات الأولى المصابة بفيروس كورونا المستجد.

الاثنين 24 فبراير2020؛ أعلنت الكويت اكتشافها 3 حالات مصابة بفيروس كورونا المستجد، بعدما أجلْتّ 700 شخص من رعاياها المقيمين بإيران، بينهم عدد من مواطني دول الخليج، بعد تفشي الفيروس في إيران مؤخرًا، وكانت تلك اللحظات مخيفة لـ "عبدالعزيز"، الذي ترك مصر منذ 4 سنوات للعمل في الكويت، لكنه ومع ارتفاع أعداد المصابين، صارت له احتياطاته التي لم تكن قائمة من قبل، بحيث أصبحت النظافة بشكل مستمر، والتزام تعليمات الأمن والسلامة التي حددتها وزارة الصحة الكويتية أمرًا ضروريًّا، كما قرر من نفسه الامتناع عن أي تجمعات، واقتصار خروجه من المنزل إلى العمل فحسب: "الموضوع بقى فيه خوف بزيادة، وأنا وأسرتي كنا قلقانين جدًا".

تستقر أسرة الشاب في مصر، لديه زوجة على وشك أن تلد طفلة عما قريب، وحين علمت بوصول كورونا إلى الكويت سارع لطمأنتها، وطمأنة أسرته. وقرر ألا يخرج من الكويت خلال تلك الفترة، فهو لا يأمن أن يعود إليها مجددًا حال تفاقمت الأوضاع: "كان نفسي أنزل بس خفت مقدرش أرجع، وأخسر شغلي" يحكي الشاب الذي درس القانون، ويخشى أن تصدر قرارات جديدة يمنع على إثرها من العودة مرة أخرى وسط إجراءات الوقاية التي تتخذها الكويت لمواجهة الفيروس بشأن القادمين إليها من دول مختلفة.

يعمل عبدالعزيز في مركز لتوصيل الطلبات، وهو مسؤول عن تلقي الاتصالات، ويأخذ العمل معظم وقته، وهو أحد 230 ألف مصري صدر لهم تصريحات بالعمل في الكويت، وفق ما أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.

بوجود كورونا اختلفت تفاصيل يوم الشاب، فأصبح يقضي أغلب وقته بالمنزل، يغسل ثيابه ويجهز طعامه ويجلس أمام الإنترنت وقتًا طويلًا، ولا يتلقى رفاقه إلا قليلًا، لمشاهدة مباراة أو للتسلية: "يعني حتى المطاعم حوله نصها قفل بسبب اللي حصل".

وصلت عدد الحالات المؤكدة للإصابة بفيروس كورونا المستجد في الدولة الخليجية إلى 56 حالة، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة الكويتية، وكان ذلك بعد أن أعلنت بساعات عن تطبيق إجراءات وقائية مشددة لفحص المسافرين القادمين من مصر، وكان ذلك بعد إعلان تعليق منح التأشيرات للمصريين، وذلك ضمن الخطط الاحترازية لمواجهة الفيروس، لكن ذلك لم يمثل مشكلة للشاب، الذي لم يكن ينوي استقدام أسرته إلى الكويت في الفترة الحالية: "على المستوى الشخصي ملقتش أي مشكلة، بس أسرتي بقت قلقانة وكل شوية يطمنوا ويأكدوا عليا ألتزم التعليمات".