إعلان

منسيون ومنسيات (3)-أحمد سامي.. غواية الغناء التي لم تجعل صاحبها نجمًا (بروفايل)

09:25 م الأحد 28 يونيو 2020

أحمد سامي


كتبت-رنا الجميعي:
قيل عنه إنه أطول مطرب في مصر، لقب رُبمّا ظلمه، انتحى به جانبًا، فلا توثّق شبكة الإنترنت له أية حفلات أو حوارات، لم يشفع له صوته الجميل وجهده وحبه للغناء، ولا أن رصيده الغنائي زاد عن الـ 300 أغنية.

بدأ أحمد سامي احتراف الغناء في فترة الخمسينيات، فقبلها كان يدرس الهندسة، تحديدًا قسم الكهرباء، لكنه غوى الغناء حتى أنه كان يُشارك بصوته في أفراح زملائه، وحفلات أهل منطقته عابدين، والحفلات التي أقامتها محافظة القاهرة، ومن حلاوة صوته طلب منه مُحبيه أن يحترف الغناء، بعدها شارك في برنامج "ركن الهواة" بالإذاعة المصرية، حيث تخصص في غناء أغاني موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، واعتمدته الإذاعة عام 1959.

2

اسمه "أحمد عبد الله أحمد اسماعيل"، لكن مع احترافه الغناء قام بتغييره، حيث أشار إليه عبد الوهاب بذلك، والذي كانت له محبة كبيرة في قلب سامي، وحينها شاهد فيلم "أحلام البنات" لشكري سرحان، الذي كان اسمه بالفيلم أحمد سامي، أعجب بالاسم وصارت هذه شهرته.

مع اعتماده بالإذاعة علا نجم سامي، تعاون معه عدد كبير من الملحنين والشعراء، من بينهم محمد فوزي ومحمد الموجي ومرسي جميل عزيز وآخرون، غنى سامي في شِعاب الحب، بين الحبيبة والوطن والنبي وحب الله تغنى بصوته الجميل الشجي، فقد اشتهر بأغاني مثل "يا حب أيه الظلم ده"، و"وشك حلو عليّا" التي يحكي عنها في إحدى البرامج الحوارية؛ أنه قابل الشاعر عبد الوهاب محمد بعد اعتماده بالإذاعة فقال له ما إن رآه "وشك حلو عليّا"، فردّ عليه الشاعر "أنت كمان وشك حلو عليا عشان الست أم كلثوم أخذت أغنية حب إيه"، ومن هنا جاءت الأغنية التي كتبها عبد الوهاب محمد "وشك حلو عليا لو شفته في الصبحية".

لسامي العديد من الأغاني الخفيفة التي يحب عليها "الحبّيبة"، منها "زهر البساتين" و"خد مني وردة" و"أسمر كحيل العين"، وغيرها من الأغاني الجميلة.

كذلك فقد غنى سامي أغنية "سالمة يا سلامة"، المعروفة بصوت سيد درويش، واشتهرت حين أعادت غنائها داليدا، لكن هذه المرة مع سامي كانت الكلمات مُختلفة، من تأليف نديم عبد الشافي السيار، يتحدث فيها عن الغربة والحنين للحبيبة.

في تلك المرحلة التي اجتهد فيها سامي بالغناء، لم يترك الأحداث التي مرّت على مصر، فقام بالغناء للوطن أغاني عديدة منها "إرادة الشعب"، و"الوحدة" و"سلاما بلادي"، و"شوف 5 يونيه" التي غناها حين تمت إعادة افتتاح وتشغيل قناة السويس في 5 يونيو 1975، والتي يقارن فيها بين التاريخ المميز 5 يونيه، أحدهما كانت فيه النكسة عام 1967، والثاني بعد نصر أكتوبر، كذلك فقد تغنّى لسيناء في أغنية "عروس الواحة" التي يقول فيها "مبروك يا سينا.. بنت العرب رجعت لينا"، كما غنى في حب الله والنبي مثل أغاني "يا الله يا رحمن" و"شوقتني للنبي".

ظلّ سامي يغني حتى السبعينيات، لكنّه لم يأخذ حقه في الشهرة، ربما لوجوده بين عمالقة كبار مثل محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ لم يتمكن من التزاحم بينهم، كما لم يمثل في السينما مثلما فعل كثيرون فرسخوا في ذاكرة الناس، رغم أنه أقام حفلات كثيرة دار فيها المحروسة، لكننا لم نصل لأي تسجيل منها، ويقول سامي في إحدى البرامج الحوارية إنه عُرف عنه أنه لا يجمع المال، فقد جعله حبه للغناء لا يفكر في المقابل المادي الذي يأخذه، ولذلك فإن أغانيه التي سجلها لم يأخذ مقابل كبير لها، كما شارك في العديد من الحفلات التي تنفذها الجمعيات الخيرية.

1

ابتعد سامي عن الوسط الفني منذ السبعينات، قيل إن ذلك بسبب التجاهل الذي أحاطته به وسائل الإعلام، وهكذا بقي سامي في الظل حتى وفاته في 12 يونيو 2005، وتتذكره إذاعة الأغاني في ذكراه السنوية فتُحييها بصوته الجميل.

اقرأ أيضًا:

منسيون ومنسيات (1).. المطربة نازك خفيفة الروح (بروفايل)

منسيون ومنسيات (2)-هند نوفل.. تطلعات امرأة في صحافة القرن الـ19 (بروفايل)

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان