400 مشهد وموسيقى "انت عمري".. شاب يجمع أفلام يوسف شاهين في "فيديو"

كتبت-رنا الجميعي:

ربما تمكن أنس سعد من القبض على روح يوسف شاهين عبر فيديو صنعه له على الفيسبوك، قام بتجميع أفلامه التي تقارب الخمسة وثلاثين عمل سينمائي، انتقى منها حُزن أبطاله، طيشهم، فرحهم، غوايتهم، حماسهم، حيرتهم، لوعتهم، وأنينهم، كل ذلك على نغمات العود، حاول الشاب برهافة شديدة أن يجمع في خمس دقائق رؤية شاهين لمصر وحكايات المصريين.

منذ فترة ذاق سعد تجربة جديدة، هي مُتعة مشاهدة الأفلام المرممة ليوسف شاهين، حيث تم الترميم بواسطة أفلام مصر العالمية، وقد عرضتها سينما زاوية في سبتمبر 2018، وقامت شبكة نتفليكس بعرضها مؤخرًا، الفارق كبير بين الأفلام المرممة ومشاهدة نفس الأفلام بجودة أقل "كأننا بنشوف السينما بتاعتنا من أول وجديد"، هكذا شعر سعد.

وقتها أحسّ سعد أنه يرى أفلام شاهين من جديد، يستطعم تجاربه السينمائية الكبيرة بشكل مختلف، يراها بعين مغايرة "أفلام زي الأرض واسكندرية ليه وعودة الابن الضال"، وهي الأفلام الأقرب لقلب سعد، وحين شاهد الشاب تلك الجرعة المكثفة من شاهين خطر بباله أن يصنع شيئًا تكريمًا لتلك السينما العظيمة "فكرت أعمل حاجة أبيّن فيها الكاردات المميزة لشاهين وأسلوبه".

وبالفعل خطط سعد لصناعة الفيديو، قام بتجميع المشاهد كمرحلة أولى "وخدت مني أسبوع"، لخّصهم في خمس دقائق هو عمر الفيديو، حيث جمّع الشاب العديد من الكادرات لأفلام شاهين "حوالي 400 مشهد"؛ صراع في المينا، صراع في الوادي، الناصر صلاح الدين، الأرض، باب الحديد، العصفور، عودة الابن الضال، اسكندرية ليه، اسكندرية كمان وكمان، حدوتة مصرية، اليود السادس، المهاجر، المصير، الآخر، اسكندرية نيويورك، وهي فوضي، تلك هي معظم الأفلام التي انتقاها سعد واقتطع المشاهد منها "أما الفيديو نفسه خد مني 4 أيام".

كان الفيديو أخاذًا، حيث ركز سعد على الكادرات القريبة لوجوه أبطال شاهين، في لحظات عديدة ومختلفة؛ عيونهم ودمعاتهم، ملامحهم الفرحة، العيون التي تعانق بعضها حُبًا، وصوتهم في لحظات القوة والضعف، لمسات الأيدي، والقبلات، في كل المشاعر التي يمكن أن يختبرها الإنسان.

لم يكن ذلك المبهر فقط في فيديو سعد، بل أيضًا انتقاء الموسيقى، حيث اختار العود على نغمات أغنية "أنت عمري"، والتي يقول إنها للموسيقار "أحمد الشيبة"، والمقطوعة الثانية هي أيضًا بالعود للموسيقى الشهيرة الخاصة بفيلم "intersteller"، جاءت الموسيقى لتُضفي جمالًا فوق جمال مشاهد الأفلام المرممة، والتي تحتاج لنفس صبور.

كان أول فيلم شاهده سعد لشاهين هو الأرض، والذي يعتبر أقربه لقلبه "ويمكن أفضل فيلم شفته في السينما المصرية"، لا يرى سعد أن أفلام شاهين غير مفهومة كما أشاع عنها "هي بس ليها طابع خاص، ولازم كل واحد يديها فرصة".

أكثر من 300 ألف مشاهدًا مرّوا على فيديو سعد، وتعليقات عديدة تُعبّر عن إعجابها به "مكنتش متخيل إن كم الناس دي بتحبه".

لم يكن ذلك هو الفيديو الوحيد الذي صنعه سعد عن مخرجي السينما، قبل ذلك قام بفيديوهات أخرى للمخرج السويدي "انجمار بيرجمان"، ولمخرجه البولندي المفضل "كريستوف كيسلوسكي"، تأتي خيارات سعد نابعة مما تأثر به من أعمالهم "بحب أقدّم حاجة ولو كانت بسيطة مقابل اللي عملوه في أفلامهم".