بالصور.. "انتخابات الشيوخ" من داخل غرفة عمليات "المجلس القومي لحقوق الإنسان" (معايشة)
كتب- محمود عبدالرحمن:
داخل قاعة اجتماعات بمبنى "المجلس القومي لحقوق الإنسان"، بشارع مراد بالجيزة، تعرفها لافتة بـ"غرفة العمليات المركزية لمتابعة انتخابات الشيوخ"، يتابع العاملون عبر شاشات الكمبيوتر والمكالمات الهاتفية سير عملية التصويت لـ"انتخابات مجلس الشيوخ"، التي بدأت أمس الثلاثاء داخل مصر، وتستمر حتى مساء اليوم الأربعاء، ويتنافس فيها 787 مرشحًا على 100 مقعد بـ27 دائرة انتخابية، وقائمة موحدة تضم 11 حزبًا سياسيًا، تحت اسم "القائمة الوطنية لدعم مصر".
فريق غرفة العمليات تتنوع اختصاصاتهم، وتنحصر مهمتهم في رصد المخالفات والانتهاكات التي تحدث داخل لجان ومقرات الاقتراع بمختلف محافظات الجمهورية، وصياغتها في صورة شكاوى رسمية وإرسالها إلى الهيئة الوطنية للانتخابات، للتعامل معها: "أي حاجة تخالف تعليمات الهيئة الوطنية يتم رصدها"، يقول نبيل شلبي- مدير الغرفة.
تتلقى غرفة العمليات بلاغات المخالفات والانتهاكات والتجاوزات على مدار يومي الانتخابات خلال ساعات الاقتراع -من التاسعة صباحًا وحتى التاسعة مساءً- من المتابعين الميدانيين الذين يتنقلون بين اللجان ومقرات الاقتراع.
على السعيد، أحد المسؤولين عن استقبال المكالمات الهاتفية، بمجرد استقباله بلاغًا من أحد المتابعين، يتولى تسجيله وصياغته تقريرًا قبل إرساله إلى الموظف المختص بنوعية المخالفة المبلغ عنها؛ تمهيدًا لإرساله إلى الهيئة الوطنية للانتخابات والتواصل معها: "المتابع يبلغني المخالفة ومقر اللجنة الانتخابية التي حدثت بها"، ويوجد معايير وتعليمات أصدرتها اللجنة العليا للانتخابات، يلتزم بها "سعيد" أثناء استقباله البلاغات خلال فترة التصويت، ويتم تصنيف البلاغات على أساسها.
يتواجد 11 غرفة رئيسية وفرعية تابعة "للمركز القومي لحقوق الإنسان" تتولى متابعة سير العملية الانتخابية على مستوى الجمهورية، يبدأ عملها في الثامنة صباحًا قبل ساعة من بداية الاقتراع وينتهي عملها بعد غلق اللجان وانتهاء عملية التصويت، تتكون كل غرفة من مجموعة من العاملين والمتابعين الذين يقومون بجولات ميدانية على اللجان الانتخابية لعملية الرصد والمتابعة: "كل العاملين تم تدريبهم على كيفية متابعة العمليات الانتخابية"، يقول نبيل شلبي- مدير وحدة الدعم بالغرفة المركزية بمقر المجلس.
وتعتمد آلية عمل المتابعين المحليين على استمارات مدون بها المخالفات، وفقًا لمدير وحدة الدعم بالغرفة الذي حدد بعض هذه المخالفات في: "عدم وجود ستارة في المكان المخصص للاقتراع، أو صندوق شفاف، أو عدم وجود أدوات التعقيم، أو كشوف انتخابية، أو السماح بدخول أكثر من ناخب للإدلاء بالصوت في وقت ومكان واحد"، وحال وجود أيٍ من تلك المخالفات يبلغ المتابع عنها.
وبخلاف استقبال البلاغات من المتابعين، تستقبل غرفة العمليات بلاغات بالتجاوزات والمخالفات من المواطنين، حيث تلقت الغرفة بلاغات من بعض الناخبين عبر الأرقام المخصصة للبلاغات والخاصة بكل غرفة، وفي هذه الحالة يتم التحقق من الشكاوى بحسب نبيل شلبي- مدير الغرفة: "بنعرف إيه المخالفة وفي أي لجنة وبنتحقق منها، من خلال المتابعين المعتمدين من المجلس، ولكي يتم التعامل معها كمخالفة ".
من أبرز المخالفات التي رصدتها غرفة العمليات وتلقاها مندوبوها في اليوم الأول للاقتراع: "تأخر فتح بعض اللجان، والدعاية لبعض المرشحين رغم الصمت الانتخابي، وعدم فصل كبار السن عن الشباب خلال عملية الاقتراع، ومع نهاية اليوم تم عمل تقرير ختامي بما تم رصده"، كما يقول مدير غرفة العمليات.
وتضمن التقرير الذي أصدرته الغرفة المركزية لمتابعة العملية الانتخابية بـ"المجلس القومي لحقوق الإنسان"، عن اليوم الأول لعملية التصويت: "معاناة الناخبين بسبب عدم توفير مظلات وأماكن انتظار تحميهم من ارتفاع درجات الحرارة، وكذلك عدم وجود سيارات إسعاف، وإتاحة كراسٍ متحركة لذوي الإعاقة وكبار السن في عدد من اللجان الفرعية، بجانب طول وقت عملية الإدلاء بالصوت بسبب كثرة عدد المرشحين خاصة في محافظة القاهرة، حيث تضم قائمة المرشحين بالنظام الفردي 98 مرشحًا وعلى الناخب اختيار 10 مرشحين، ما ينعكس بالسلب على إتاحة الفرصة في تمكين أكبر عدد من الناخبين من المشاركة والإدلاء بأصواتهم".
أنشئ "المجلس القومي لحقوق الإنسان" عام 2003، بهدف تعزيز وتنمية وحماية حقوق الإنسان، وتلقي شكاوى المواطنين ودراستها وإحالتها لجهات الاختصاص، بجانب متابعة كافة الأحداث والانتخابات التي تجرى نوعًا من التأكيد على حق المواطن في المشاركة السياسية.
ويتكون مجلس الشيوخ -الذي تجري انتخاب أعضائه للمرة الأولى- من 300 عضو، يُنتخب ثلثا أعضائه بالاقتراع العام السري المباشر، ويعين رئيس الجمهورية الثلث الباقي.
ويحق لنحو 63 مليون ناخب مصري التصويت بـ"انتخابات مجلس الشيوخ" 2020، تم توزيعهم على 14 ألفًا و92 لجنة فرعية.
فيديو قد يعجبك: