إعلان

حينما توقف الزمن.. "ريناد" تسمع الأصوات لأول مرة في عامها التاسع عشر

08:11 م الثلاثاء 02 نوفمبر 2021

ريناد كساب ووالدتها

كتبت-هبة خميس:

عدة دقائق خلفها سنوات طويلة من محاولات العلاج والكثير من الإحباط، في مقطع فيديو تظهر "ريناد كساب" الشابة التي لم تكمل بعد عامها العشرين وبجوارها والدتها بينما تسمع ريناد لأول مرة في حياتها ثم تشرع ريناد في البكاء من تأثرها، وذلك عقب زراعة قوقعة للأذن.
ولدت "ريناد" طفلة طبيعية تسمع الأصوات وتصدرها بسلاسة، لكن في عمر الشهرين أصابتها الحمى لتذهب بها والدتها للطبيب الذي يصف للرضيعة علاجاً خاطئاً ليضعف العصب السمعي وتفقد الصغيرة سمعها للأبد، تستعيد الشابة ذكريات التعب "لو اتكلمت عن المشوار اللي خضته مع ماما هنتكلم كتير عن التعب والإحباط اللي شافته، من أول تركيب السماعات لحد جلسات التخاطب اللي كانت بتسافر بيا علشان نعملها اكتر من مرة في الأسبوع".

مقطع الفيديو الذي انتشر كان يشهد أول برمجة للقوقعة وأول مرة تسمع فيها "ريناد" في حياتها. خلف كل رحلة كفاح أم ضحت بمجهودها ووقتها وحياتها لتجعل حياة أبنائها أفضل، فبعد انفصالها عن والد "ريناد" قررت تركيز جهودها مع طفلتها التي في عمر العام ونصف وبدأت تلاحظ عليها مشاكل في السمع.

"كنت أناديها متردش عليا وكانت قبلها بتقول ماما والبنت فجأة بدأت تسكت خالص، من جوايا حسيت بنتي مش طبيعية فيها حاجة غلط "، تقول الأم "فاتن" التي توجهت للطبيب فأخبرها بأنها لا يوجد بها شيء وأنها تضخم الأمور لكنه زيادة في التأكد نصحها بعمل رسم للسمع في محافظة أخرى بسبب عدم وجوده في محافظة كفر الشيخ التي تعيش بها.
ذهبت الأم بطفلتها لمحافظة البحيرة لعمل رسم السمع للطفلة التي تلقت تخديراً كاملاً لعمله، وبعدها تلقت الأم الصدمة إذ أخبرها الطبيب بأن "ريناد" تعاني من ضعف السمع "طبعا كنت مصدومة لان ريناد كانت طبيعية فمكنتش فاهمة إيه حصلها.. لما رحت لدكتورة اتابع معاها عرفت إن العلاج اللي خدته وهي رضيعة هو اللي عمل فيها كدة".

بدأت الأم مشوار علاج طفلتها، رحلة طويلة قضتها بدون أب لكن بدعم كبير من أسرتها، ومن طبيب لآخر لتركيب السماعات وجلسات التخاطب حتى عمر 8 أعوام.
وقتها علمت الأم عن جراحات زرع القوقعة ونسب نجاحها الكبيرة، فحلمت بعلاج ابنتها لتبدأ رحلة البحث عن الأطباء في القاهرة لعمل الجراحة، لكن الخبر السيء الذي تلقته وقتها هو عدم فاعلية تلك الجراحة بسبب سن الطفلة الكبير "حاولت كتير وفضلنا نعمل أشعة ونلف عالدكاترة لكن مكانش فيه فايدة، رجعت وقتها و مقررة إني أركز مع ريناد ومع دراستها وأخليها أحسن حد في الدنيا حتى لو مكانتش بتسمع".

تفرغت السيدة فاتن لطفلتها بالكامل من دراسة ومذاكرة وجلسات تخاطب حتى أصبحت "ريناد" من أوائل محافظتها في الشهادة الإعدادية.

في إحدى الأيام توجهت مع ابنتها لتجديد السماعات فأخبرها الطبيب بعدم جدوى السماعات وأنه يجب إجراء جراحة زرع القوقعة لها، حكت له الأم المشوار الطويل الذي خاضته لكنه أخبرها بأن الطب تطور وهناك أملاً في حالتها.
سريعًا عادت الأم للتنقيب عن الحل، وجدت طبيباً بمدينة الإسكندرية قام بعمل اختبار لـ"ريناد" ليخبرها بأفضل خبر سمعته منذ سنوات طويلة "قالي ان الاستجابة عند ريناد عالية وأن العملية هتنفع معاها في السن دة".

انتظرت الأم تخطي امتحانات نهاية العام بكلية الآداب للابنة لتبدأ بتجهيز الفحوصات اللازمة مع انتظار الجهاز الذي سيتم تركيبه.
غطى أخوال "ريناد" والأم التكاليف العالية لتلك الجراحة وخرجت منها بصحة جيدة." بعد العملية بأسبوعين بتبدأ أول برمجة للجهاز ودة كان وقت الفيديو، بنتي سمعت لأول مرة في حياتها".. تحكي الأم.

بكت الأم كثيراً من فرحتها، شعرت بأن كل ذلك المشوار الذي قطعته كان سبباً لتلك الدقائق الجميلة، تذكرت كل الإخفاقات والإحباطات التي مرت بها في حياتها التي قضتها لأجل "ريناد"، ففي نهاية مراحل برمجة القوقعة ستتمكن "ريناد" من سماع جميع الأصوات والتفرقة بينهم بشكل جيد، إذ تبتسم الأم قائلة "لما بنادي ريناد دلوقتي وهي مش شايفاني بترد، بحس إني مبسوطة إني جنبها وبشوفها سامعاني".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان