ذهبوا لعزاء شقيقته وماتوا في رحلة العودة.. مأساة أسرة "كمال عبد الحميد" في حادث الكريمات
كتب- أحمد شعبان ومحمود عبدالرحمن:
قبل نحو 5 أيام، غادر "كمال عبد الحميد عبد العال" منزله بشارع بني محمد بمنطقة المنيرة الغربية في إمبابة، ومعه عدد من أفراد أسرته، قاصدين قريتهم "بني محمديات" بمركز أبنوب بمحافظة أسيوط. توفيت شقيقة الرجل الستيني فذهب لتوديعها وإلقاء النظرة الأخيرة قبل فراقها. أخذ العزاء وقرر العودة إلى بيته، أمس الجمعة، لكن في رحلة العودة فقد الرجل حياته هو و9 من أفراد أسرته، ضحايا لحادث أليم.
الحادث الأليم وقع على طريق الكريمات، مساء أمس، بعد انفجار الإطار الأمامي لمقطورة نقل، أدى إلى انقلابها وتخطيها الحاجز الخرساني الفاصل بين اتجاهي الطريق، لتصطدم بميكروباص الأجرة، الذي استقله "كمال" وأقاربه وآخرون من قريتهم، ليصل عدد الضحايا إلى 20 شخصاً، فيما أصيب 5 آخرون.
وفي الوقت الذي شيّع فيه أهالي قرية بني محمديات 8 من ضحايا الحادث بمقابر القرية بأسيوط بعد ظهر اليوم، كانت جثامين "كمال عبد الحميد" وأفراد أسرته "زوجته وابنته وشقيقتيه، وابنة وحفيدة إحدى شقيقتيه، وزوجة نجل الأخرى وابنها، زوجة أحد أبناء الرجل الستيني"، يواريها الثرى في مقابر العائلة على طريق الفيوم، وفق ما يقول "حسن علي" صهر العائلة.
على مقهى أمام الشارع الذي عاش فيه "كمال"، جلس "حسن" مع بعض أقاربه، يقول إنه حين علم بالحادث ذهب مسرعا تجاه منزل الحاج "كمال" ليعرف ماذا جرى "كنت عاوز أعرف مين اللي مات ومين مصاب ممكن يحتاج نتبرع بالدم له أو أي مساعدة يحتاج إليها، خاصة إن الأخبار التي كانت متداولة كانت تقول بأن هناك أحياء، لكن بعدها عرفنا أن الكل مات"، يقول بحزن.
حين حل مساء اليوم، بدأ توافد المعزين لتأدية واجب العزاء في الراحل وأفراد أسرته. عند بداية الشارع الضيق الذي يسكنه "كمال"، يدخل الآتين للعزاء يرفعون أيديهم حتى المنكبين مرددين "البقاء لله"، فيما وقف أقارب الراحلين على جانبي الشارع يرفعون أيديهم حتى المنكبين كذلك ليردوا على صف طويل من المعزين "سعيكم مشكور". رويدا رويدا يتحرك الصف حتى يصل إلى مكان الاستقبال الذي يفصله مئات الأمتار عن بداية الشارع.
يصحب الداخلين صوت شيخ يأتي عبر مكبرات الصوت، بدأ خطبته بالحديث عن الحادث الجلل والمصاب الأليم الذي تناقلت وسائل الإعلام أخباره. دعا بالرحمة للراحلين واحتسبهم شهداء، قبل أن يعدد مآثر "كمال عبد الحميد" وفضائله المتعددة.
يحكي حسن أن الراحل كمال عبد الحميد كان من أوائل "الصعايدة" الذين جاؤوا إلى المنطقة واستقروا بها، حتى صار الشارع يحمل اسم "بني محمد" على غرار القرية الواقعة في محافظة أسيوط.
"كان رجلا حكيما وطيبا، دايما يمشي في الخير ويحل مشاكل الناس، كان زي كبير المنطقة هنا، الناس كلها تحبه وتحترمه"، يقول حسن، مشيراً إلى الصدمة التي طالت الجميع حين علموا بالحادث الأليم "الشارع كله زعلان ومش مصدق اللي حصل"، يقول محمد عمران، أحد القاطنين بشارع بني محمد.
استيقظ محمد مساء الجمعة على صوت صرخات في عدة أماكن متفرقة بالشارع. هرول مسرعا لمعرفة ما حدث "قولت في حريق ولا حاجة"، ليأتيه الخبر على لسان الجيران "قالوا الحاج كمال مات وكل العربية ماتت، فاجعة كبيرة ربنا يصبرنا".
فيديو قد يعجبك: