"الهدوء الأخضر".. حكاية مشروع عراقي فاز بجائزة "زايد" للتنمية المستدامة

كتبت-هبة خميس:

في عام 2008 أطلقت الإمارات العربية المتحدة جائزة الشيخ زايد للاستدامة وهي جائزة تعطي المنح للشركات والمدارس الثانوية والمنظمات غير الربحية التي تقدم حلولاً مستدامة تمتلك مقومات الابتكار والتأثير والأفكار الملهمة، لتقوم بإحداث تأثير إيجابي في حياة الكثير ضمن 150 دولة.

وفي هذا العام مُنحت الجائزة لثلاث مشروعات فائزة من ضمنهم طلاب مدرسة الموهوبين في نينوي بالعراق، ويعرف مدير المدرسة "مهند حازم" مدرسة الموهوبين بأنها ثاني مدرسة بالعراق تأسست بالموصل في عام 2007 وهي من ضمن 7 مدارس للموهوبين بالعراق "تدرس المدرسة المناهج بالإنجليزية والمنهج يؤخذ من كليات الطب والهندسة والعلوم، والغاية من المدرسة إخراج جيل من العلماء الموهوبين في مجالات العلوم المختلفة، ويُقبل الطالب بالمدرسة بعد العديد من الاختبارات الإبداعية والشخصية ليدخل فقط نسبة 1% من المتقدمين للدخول".

يقول "حازم" إن الفكرة بدأت قبل أن تدخل المدرسة في المسابقة بشهور، حيث اجتمع فريق المدرسة المكون من 11 عضو من الأساتذة والطلبة، واستمرت الكثير من جلسات العصف الذهني في حضور "حازم" باعتباره مدير المدرسة والمشروع مع المختصين من الأساتذة وتم وضع معايير رئيسية للمشروع وهي "الابتكار، الإلهام، التأثير" لإنشاء مشروع مستدام يتلام مع ظروف العراق المعيشية.

قبل أن يتولى "مهند حازم" إدارة المدرسة حصل على الماجستير في علم الوراثة، وعمل لسنوات كمعلم لمادة الأحياء، ومن عام 2020 تولى إدارة المدرسة المتميزة حتى الآن "قمنا بدراسة المستوى الصحي العقلي للطلبة عن طريق إجراء استبيان وأشارت النتائج لأن 63% من الطلبة يعاني من حالات كرب ما بعد الصدمة بسبب عدم وجود مكان للفسحة أو التنزه خلال فترات طويلة، وقمنا بقياس نسبة ثاني أكسيد الكربون التي ستقللها المساحة الخضراء المزروعة مع استخدام ألواح شمسية بدون مولدات لتوفير الكهرباء أيضاً".

علمت المدرسة بالمسابقة خلال فترة متأخرة فقرر "حازم" استكمال الفكرة مع ملء الاستمارات والعمل في فترات العطل وما بعد الدوام مع تحفيز الطلبة وتشجيعهم على المشاركة في مسابقة هي مفتاح لبوابات العالم الحديث.

يسمى المشروع الفائز للمدرسة "الهدوء الأخضر" ويفسره "حازم" بانه مقترح لإنشاء متنزه يعمل بنظام الطاقة الشمسية لتقليل انبعاثات الكربون وهي الفكرة التي قامت عليها مسابقة الشيخ زايد للإستدامة، وبفوز المدرسة منحت جائزة مالية لدعم تنفيذ المشروع بمدينة الموصل العراقية التي تقع بها مدرسة الموهوبين، إذ يضيف المدير "فوزنا بالمسابقة هو إعطاء الأمل للمجتمع الموصلي والعراقي عامة، مجتمعنا متعطش للفرحة والشعور بأن المستقبل سيكون أفضل بعد ما مر به من ويلات الحرب والاحتلال".

دُهش "حازم" من فرحة الناس بالفوز وتفاعلهم مع الخبر على شبكات التواصل الإجتماعي ليشعر هو وفريق المدرسة بأن تلك الفرحة الخارجة من القلب مضاعفة تتخطى فرحة الفوز بالجائزة.