حوار أدونيس وأمسية جويدة.. "أقرأ" تتويج "قارئ العام" عربيًا في حفل السبت
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
الظهران – د. سمير محمود
تنتظم الحروف لتصنع أبجدية ساحرة، سرعان ما تحتضنها الصحف والكتب والمؤلفات، وتختلط الألوان لتصنع لوحة بديعة تتزين بها الجدران ويرتقي بها الذوق، وتمتزج الأحرف الموسيقية فتصنع أجمل النغمات وأروع الألحان التي تأسر الوجدان، وبمزيج دقيق للمواد والعناصر تجرى أروع التجارب العلمية، ويجتمع الظل والنور ليعزفان سيمفونية الضوء التي تسمعها العين قبل الأذن في صور ولقطات ثابتة ومتحركة، ليمتزج كل هذا في جدارية إبداعية يحتضنها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) الوجهة الثقافية الأبرز بالظهران في المنطقة الشرقية التي تعكس التحولات الكبرى في المملكة، فتطلق الموهبة وتحفز الإلهام لتثير الخيال وتُشكل الوعي وتصنع الثقافة، عبر مزيج فريد من الأنشطة والبرامج والمبادرات، ومن خلال القصة والرواية والشعر والمسرحية والفيلم، ومعها اللوحات والموسيقى والألوان، يلتقي التاريخ بالجغرافيا، ويحتضن المكان الزمان بناسه وأحداثه، بقيمهم وعاداتهم وثقافاتهم ولغاتهم ولهجاتهم وأفكارهم، فتتراكم المعرفة وتُغرس بذور الحضارة، ويتنسم الإنسان عطر النهضة والنمو بخارطة طريق واضحة المعالم للمستقبل في المملكة العربية السعودية، برؤية طموحة هي رؤية المملكة 2030، التي تضع الإنسان وتنمية قدراته وجودة حياته على رأس الأولويات.
قارئ العام
العيون تتجه إلى المركز الثقافي العالمي "إثراء" الذي تم تصنيفه ضمن أعظم 100 موقع عالمي بحسب مجلة تايم، حيث يسدل الستار اعتبارًا من صباح يوم غدًا الجمعة وحتى مساء السبت 27 مايو الجاري، على أعمال الدورة الثامنة من مسابقة "أقرأ" بمجموعة من الأنشطة والبرامج، وسط حشد مميز من الضيوف الشعراء والأدباء والمثقفين والإعلاميين والجمهور من مختلف أنحاء البلدان العربية.
وفي الحفل الختامي الذي يقام مساء يوم السبت يتم تتويج "قارئ العام" على مستوى العالم العربي، من بين عشرة مرشحين يتنافسون على اللقب، تم تصفيتهم من بين أكثر من 50 ألف مشارك من العالم العربي في النسخة الثامنة من مسابقة أقرأ، كما يشهد الحفل الختامي الإعلان عن الفائزين في مسار سفراء القراءة الذي خُصص للمعلمين والمعلمات، وإعلان المدرسة القارئة بهدف تعزيز وإبراز دور تلك المدارس ودور هيئة التدريس في نشر ثقافة القراءة بين الطلاب والطالبات.
المسابقة ليست الأولى وليست الوحيدة من نوعها في العالم العربي، لكنها تتمتع بخصوصية كبيرة، منذ كانت حصرية تخص منطقة ثم كبرت عبر الزمن والدورات لتتوجه لعموم القراء في العالم العربي، فقد انطلقت المسابقة في عام 2013م تحت مسمى مسابقة القراءة الوطنية، مسابقة حصرية تخص المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، وأخذت على عاتقها إضافة نوعية كل عام، حيث أصبحت في العام التالي مسابقة وطنية موجهة لجميع مناطق المملكة، ثم في العام الذي يليه أصبح بإمكان كل من يحسن العربية من مواطنين ومقيمين المشاركة فيها، ثم أضيف إليها فرع المشاركين من المرحلة الابتدائية حيث كانت المشاركة تقتصر على طلاب وطالبات المراحل العليا من التعليم العام ( ما قبل الجامعي) وطلاب وطالبات التعليم العالي (الجامعة).
والآن هي برنامج متكامل تحت مسمى إثراء القراءة "أقرأ" يندرج تحته مسارات متنوعة ومتعددة ، ومنذ بدايتها حرصت أقرأ على معايير وآليات ترشيح متعددة ونوعية، من بينها تقديم قراءة مميزة للمشارك في موقع المسابقة الرسمي، ليترشح منهم عدد من المشاركين، تجرى لهم مقابلات شخصية، ويتم اختيار 50 مشاركاً ومشاركة، لينضموا للملتقى الإثرائي لمدة 3 أسابيع بمدينة الظهران في المنطقة الشرقية من المملكة، وخلاله يتفاعلون في برنامج ثقافي مكثف، ما بين ورش عمل، ومحاضرات، ومناظرات وندوات، وعروض أفلام ومسرحيات وحفلات موسيقية، حيث تتركز في جوانب القراءة والكتابة الإبداعية والمنهجية البحثية إضافة إلى تنمية الملكة النقدية لدى المشاركين، وبما يمكنهم في نهاية الملتقى من الوقوف أمام لجنة متخصصة أكاديمية وثقافية، تختار عشرة منهم، ليتنافسوا في الحفل الختامي، الذي يزدان بنخب من المسؤولين في أرامكو السعودية والمسؤولين الحكوميين والمثقفين السعوديين والخليجين والعرب، والجمهور في حضور صنعته المسابقة، ونجومها من المبدعين والمبدعات الشباب.
اليوم نجحت مسابقة "أقرأ" في إلهام العديد من المشاركين والمشاركات الذين أصبح منهم الشاعر والكاتب والمدون والصحفي والناشط الثقافي والروائي والمهتم بالفكر والفلسفة، وفي خلال ثمان سنوات هي عمر المسابقة، حققّت "أقرأ" مشاركات بلغت أكثر من 125 ألف لشباب وشابات في عمر الزهور من جميع أنحاء العالم العربي، توّج منهم بلقب قارئ وقارئة العام، واحتفى بهم مئات الآلاف من شباب وشابات الوطن العربي، من محبي الجاحظ والمتنبي وزوربا ودون كيخوتي وعاشور الناجي وبرق الليل وباي والجابري وهايدغر والفارابي وآخرين.
منصات توقيع الكتب
وعلى هامش الحفل الختامي لمسابقة أقرأ، ولعشاق الكتب تشهد مكتبة إثراء - (تضم أكثر من 300 ألف كتاب مطبوع و 30 ألف كتاب إلكتروني و7 آلاف صحيفة ومجلة رقمية) - تقام حفلات توقيع لرواية "حراس الحزن" الصادرة عن دار هاشيت أنطوان نوفل ببيروت للروائي السوداني أمير تاج السر، وتوقيع كتاب ضد أمازون.. لماذا يكره بائعو الكتب أمازون؟ للمؤلف خورخي كاريون، ويلتقي عشاق القراءة مع المبدعة العراقية أنعام كجه جي في حفل توقيع كتابها "بلد الطاخ طاخ" مجموعة قصص جديدة في ظهر يوم السبت الموافق 27 مايو الجاري، يليها حفل توقيع رواية الكاتب الجزائري الأشهر واسيني الأعرج "عازفة البيكاديللي"، وتوقيع كتاب "واستقرت بها النوى" لمؤلفه الدكتور حمزة المزيني، وتختتم حفلات التوقيع بتوقيع رواية "تغريبة القافر" الفائزة بجائزة البوكر لهذا العام للروائي والشاعر العماني زهران القاسمي.
حال القراءة في العالم العربي
وتستعرض الجلسات الحوارية على هامش الحفل الختامي لمسابقة "اقرأ"، حال القراءة في العالم العربي وتحدياتها؟ حيث يناقش المشاركون وهم: الدكتورة هنادا طه أستاذ كرسي اللغة العربية في جامعة زايد بدولة الإمارات العربية الشقيقة، والدكتورة الكاتبة العراقية أنعام كجه جي والروائي الجزائري واسيني الأعرج، حال القراءة في العالم العربي وتحدياتها سواء تلك التحديات المؤسسية المتعلقة بصناعة الكتاب ونشره وحقوق الناشر والمؤلفة ضد قرصنة الكتب، والكتب المقلدة وتلك المتعلقة بحجم النشر والإنتاج الفكري، للكتاب العربي المطبوع مقابل الكتاب الإلكتروني، ومنصات النشر الرقمية الأوسع إضافة إلى المشكلات المتعلقة بالتأليف والترجمة وغيرها.
ويناقش كل من الدكتور حمزة المزيني والأستاذ شوقي بزيع ود. نجم عبد الكريم في جلسة حوارية السؤال النوعي، أو سؤال الضرورة، ماذا يقرؤون؟ فالمتابع للمشهد الثقافي العربي يرصد حضورًا كثيفا للأعمال الروائية والكتب الدينية وكتب التراث، جنبا إلى جنب مع كتب الأبراج والحظ والسحر والدجل والشعوذة والأعمال السفلية ونصيب متواضع من كتب العلوم والتقنية، ومن بين هذه الوجبات الثقافية الدسمة يبقى السؤال، ماذا نقرأ لننهض ونواصل النمو ونستعد للمستقبل من الآن؟! وهذا هو جوهر أهمية هذه الجلسة الحوارية.
موعد مع فاروق جويدة
وعندما يأتي المساء من يوم الجمعة 26 مايو الجاري، لا صوت يعلو فوق الشعر، وبوح القصائد، حيث الأمسية الشعرية المرتقبة مع الشاعر المصري الكبير فاروق جويدة (1946)، بمشرح إثراء، ومن أبرز أعماله ودوواوينه: أوراق من حديقة أكتوبر، حبيبتي لا ترحلي، ويبقى الحب، في عينيك عنواني، دائما أنت بقلبي، لأني أحبك، شيء سيبقى بيننا، طاوعني قلبي، في النسيان، لن أبيع العمر، زمان القهر، علمني، قالت، كانت لنا أوطان، شباب في الزمن الخطأ، آخر ليالي الحلم. ومسرحيات شعرية أشهرها "الوزير العاشق، دماء على أستار الكعبة، الخديوي"، إضافة للعديد من القصائد الغنائية وكتب أدب الرحلات.
حوار مع أدونيس
وعند الحادية عشرة من صباح السبت 27 مايو الجاري يلتقي الجمهور في حوار مفتوح مع ضيف شرف الحفل لهذا العام، الشاعر السوري الكبير أدونيس "93 عاما" صاحب مؤلفات "وقت بين الرماد والورد" و"الكتاب" و"قصائد مختارة" و"الثابت والمتجول" و"مقدمة للشعر العربي" إضافة لمعارضه الفنية التي بدأها في عام 2000 وطافت حول العالم.
وللمرة الأولى يشهد الحفل الختامي مناظرة "اقرأ" بمشاركة عدد من المتسابقين الذين تأهلوا للملتقى الإثرائي، وهي مناظرة حول قضية "أضرار قرصنة الكتب تفوق منافعها" حيث يتنافس ثمانية قراء من المشاركين في مسابقة أقرأ، ويتبنى نصفهم ادّعاء القضية، ويتبنى النصف الآخر نقض الادعاء.
خارطة المستقبل للمملكة
ولان الإبداع هو صناعة الغد أصبح “الاقتصاد الإبداعي” جزءًا مهمًّا في الاقتصاد العالمي خلال السنوات الأخيرة، بحسب الكاتب البريطاني "جون هوكنز"، الذي روج للمفهوم لأول مرة في عام 2001 وأطلقه على 15 نشاطًا تشمل مجالات متنوعة، تبدأ بالفنون، وتمتد لتشمل مجالات العلم والتكنولوجيا.
ويحاول مركز (إثراء) رسم خارطة المستقبل للمملكة عبر برامجه وأنشطته المتنوعة ومنها مبادرة "الشرقية تُبدع" التي انطلقت في عام 2020 م ومهرجان تنوين والمعارض المتنوعة، حيث يشتمل مركز «إثراء» على عدة مكونات رئيسية، تضم قاعة كبرى للفعاليات بمساحة تقدر بـ1600 متر مربع، مخصصة للفعاليات الفنية والثقافية الهامة، ومتحفا برؤية بانورامية لإعادة اكتشاف الثقافة السعودية في رحلة تاريخية عبر 4 معارض فنية، وصالة سينما تهتم بالعروض الإبداعية والثقافية وتحتضن مبادرات لتطوير المواهب الوطنية، وهي الراعي الأساسي لمهرجان الأفلام السعودية، ومسرح أوبرالي متكامل وفق أحدث المواصفات يتسع لنحو 1000 شخص، مكتبة عصرية ذات تصميم غير مسبوق تضم أكثر من نصف مليون مادة، متحفا للطفل يقدم برامج تجمع بين المتعة والتعليم هو الأول من نوعه في المملكة، وبرجا للمعرفة، يستوعب 2000 ورشة عمل سنوية في جميع مجالات المعرفة من فنون، وعلوم، وتقنية، وهندسة، ورياضيات.
إلهام مليوني شاب وفتاة بحلول2030
ربطت مسابقة "أقرأ" القراءة، بطموح أكبر وهو تحقيق الاستدامة البيئية والتجاوب مع حقبة خضراء تشهدها المملكة، إذ تقابل قراءة صفحات الكتب زراعة مئات وآلاف بلا ملايين الأشجار، فأنت تقرأ، لتخضر الأرض، وتهتدي العقول والقلوب بنور المعرفة، وتلك إضافة مهمة في مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر اللتان تقف خلفهما المملكة لتقود حقبة خضراء جديدة بالمنطقة.
ويسعى مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) إلى بناء مستقبل واعد قائم على اقتصاد المعرفة، ويأتي هذا الحدث الثقافي ضمن مبادرات "إثراء"، والتي تهدف إلى إلهام وإثراء مليوني شاب وفتاة بحلول عام 2030 سعياً نحو غرس حب المعارف والعلوم ومهارات التفكير الإبداعي والتذوق الفني والثقافي، سعيًا منه لبناء جيل متمكّن قادر على تعزيز المستقبل في المملكة.
اقرأ أيضا: مصراوي ينفرد بالحوار مع الروائي العُماني الفائز بالبوكر: الأفكار الإنسانية تصنع أدبا يُحفر بالذاكرة
فيديو قد يعجبك: