إعلان

نصّ كلمة السيسي للعالم احتفالًا بافتتاح قناة السويس الجديدة

05:09 م الخميس 06 أغسطس 2015

 

كتب - إبراهيم عياد:

توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى صالون الاستقبال الرئاسي عقب الجولة البحرية التي أجراها في المجرى الملاحي لقناة السويس الجديدة على متن اليخت المحروسة، لاستقبال ملوك ورؤساء وأمراء دول العالم ورؤساء الحكومات المشاركين في الاحتفال.

وألقى السيسي كلمة افتتاح قناة السويس الجديدة، وظهرت قافلتا الشمال والجنوب بالقناتين الجديدة والقديمة، وحلقت طائرات "الرافال" و"إف - 16" بالعروض الجوية، تزامنًا مع انتهاء كلمة الرئيس... 

 

وفيما يلي النص الكامل لكلمة الرئيس والتي وصل مصراوي نسخة منها:-

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو .. 

السيدات والسادة .. ضيوف مصر الأعزاء ..

يسعدنى أن أرحب بكم اليوم باِسم شعب وحكومة جمهورية مصر العربية .. 

أرحب بأشقاء مصر المخلصين وأصدقائها الأوفياء .. من أرادوا أن يشاركوا 

شعبها العظيم فرحته بإنجازه التاريخي ..الذى أثبت من خلاله قدرته على صناعة 

التاريخ باقتدار .. والعبور إلى المستقبل مــــــــن أجل تقـــــــدم ورخــــــــاء 

الانســـــانية بأكملهـــا.

فقرة ارتجلها السيد الرئيس أثناء إلقاء الكلمة:

اسمحوا لي أن أتحدث إليكم كمواطن مصري يفخر بعظمة بلاده وبحضارتها 

العريقة التي تُدرس في العديد من المناهج الدراسية بمختلف دول العالم لتستلهم 

شعوب العالم القيم التي أرستها تلك الحضارة العظيمة .. وها هي مصر تقدم اليوم 

هديتها إلى العالم .. ليس فقط من أجل الشعب المصري ولكن من أجل الإنسانية 

والتنمية والبناء والتعمير .. إن مصر لم تقدم للعالم على مدار العامين الماضيين 

هذه القناة الجديدة فقط .. ولكن امتد عطاؤها ليشمل مجالات أخرى حيوية.. 

وسيذكر التاريخ لمصر وشعبها أنهما تصديا لأخطر فكر إرهابي متطرف لو تمكن 

من الأرض لحرقها .. كما أنهما ساهما في تقديم القيم الإسلامية السمحة .. من 

خلال الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء .. الذين يساهمون بفاعلية في تجديد 

الخطاب الديني وتصويبه.

لقد قام الشعب المصري بإنجاز مشروع القناة الجديدة في ظروف صعبة على 

الصعيدين الاقتصادي والأمني، حيث كانت قوى الإرهاب والتطرف تحارب مصر 

والمصريين.. إلا أننا استطعنا بفضل الله عز وجل ثم بجهد المصريين التغلب على 

تلك الظروف وتحقيق الحلم.

إن عظمة القناة الجديدة لا تكمن فقط في كونها إنجازاً هندسياً هائلاً .. 

ولكنها أيضا منحت المصريين الثقة وأكدت للعالم أجمع قدرتهم على العمل 

والإنجاز .. فالقناة الجديدة خطوة واحدة على طريق طويل بدأه المصريون 

لتحقيق آمالهم وطموحاتهم.

إن سر عظمة المصريين وقوتهم يكمن في وحدتهم ككتلة واحدة ووقوفهم 

صفا واحدا ويدا واحدة .. وها نحن نرى فضيلة الامام الأكبر وقداسة البابا معاً 

ليعبرا دائما عن وحدة الشعب المصري .

ولن يفوتني هذا المقام أن أقدم الشكر لأرواح شهداء مصر الذين جادوا 

بأنفسهم ودمائهم من أجل هذا الوطن ولتحقيق استقراره.. لقد قدموا تضحية غالية 

ليس فقط من أجل مصر .. ولكن أيضا من أجل الإنسانية.. كما أتقدم بوافر الشكر 

والتقدير للهيئة الهندسية للقوات المسلحة ولهيئة قناة السويس وتحالف شركات 

التكريك وشركات المقاولات .. الذين ساهموا جميعاً في إنجاز هذا المشروع العظيم 

في توقيته المحدد. 

وعَدنا نحن المصريين العالم بأن نقدم له القناة الجديدة هدية .. وها نحن 

نوفى بالوعد الذى قطعناه جميعاً علــى أنفسنـــــا .. وفى زمن قياسى.. 

نهدى للعالم شريانا إضافيا للرخاء .. وقناة تواصل حضارى بين الشعوب .. 

لتساهم فى تيسير وتنمية حركة الملاحة الدولية.. وتفتح آفاقا جديدة للتنمية .. 

وتشارك فى تحقيق آمال وطموحات شعب مصر العظيم .. الذى أنجز هذا 

المشروع بعقول أبنائه .. وقوة سواعدهم .. ومدخرات أموالهم.

من سيناء الغالية .. ملتقى الشرق والغرب .. من أرض مصر الطيبة كأخلاق 

أهلها .. العظيمة في شموخها كالأهرامات .. العبقرية في موقعها على مر 

الزمان.. الباقية أبدا كنيلها الخالد .. نستلهم من كتاب التاريخ الإنساني .. صفحات 

الفخـــــر والمجــــــــد التي كتبــــــها الأجــــداد .. ونسطر في صفحات المستقبل 

نهجا فريدا لمصر الجديدة يلبى طموحات أبنائها .. ويتسق مع كفاحهم ونضالهم 

الممتد بامتداد البشرية.

لطالما كانت قناة السويس جزءاً من نبض مصر فشغلت مفكريها وأدباءها.. 

فها هو مفكر مصر الكبير الدكتور جمال حمدان يصفها قائلاً "لنا أن نطمئن رغم 

كل التحديات والعقبات أن مستقبل قناة السويس وثيق كما هو مضمون .. بل 

ومشرق أكثر مما كان في أي وقت مضى فقط بشرط أن نقبل بالتحدي .. وأن 

نتصدى للخطر باليقظة وبالإصرار وبالتخطيط الدؤوب ثم بالعمل الحازم الحاسم".. 

وها هي نبوءة جمال حمدان تتحقق .. واقعاً جديداً يجري الآن متدفقاً في مياه هذه 

القناة.

واسمحوا لى أن أوجه رسالة إعزاز وتقدير لشعب بلادى .. الذى برهن 

يوماً تلو الآخر على أن عطاء مصر من أبنائها المخلصين لا ينضب أبداً .. يا أبناء 

مصر.. إننى أحيى وطنيتكم .. فقد لبيتم نداء الوطن.. وتمكنتم من تمويل هذا 

الإنجاز الهائل خلال أيام معدودات .. ودعونا جميعا نهدى إنجازنا العظيم لأرواح 

شهداء مصر الأبرار .. نقول لهم إن أرواحكم لم تذهب هباء .. ودفاعكم عن 

وطنكم وشعبكم لم يكن فقط من أجل الدفاع عن أرض الوطن .. ولكن أيضا لمنح 

الأمل لأجيال قادمة .. ستعى وتتعلم من تجاربكم وتاريخكم معانى الفداء 

 

والتضحية والإيثار .. فلتنعموا جميعا فى سلام الجنة.. ولن يفوتنى فى هذا 

المقام أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير .. لكل من ساهم بنتاج عقله وجهده فى 

تحقيق هذا الإنجاز المبهر. 

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو .. 

السيدات والسادة .. ضيوف مصر الأعزاء.

إن إنطلاق حركة الملاحة البحرية فى قناة السويس الجديدة .. وإنجازها 

بهذه المعدلات غير المسبوقة .. يتخطى تحقيق أهداف إقتصادية أو سياسية .. 

ليبرز لنا هدفا إنسانيا تنشده مصر المستقبل .. يحقق لشعبها الكرامة والعدالة 

والإستقرار .. فى ظل دولة ديمقراطية مدنية حديثة .. مــن خــلال إستدعــاء 

القــدرات المصرية على البناء بخطوات متسارعة فــى شتــى المجــالات.

إن مرحلة البناء الراهنة تتطلب تهيئة المناخ المناسب للعمل والاستثمار .. 

ولقد كان رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية فى طليعة الصفوف المصرية .. 

التى تسعى بدأب وإخلاص فى مواجهة إرهاب أعمى .. فقد صوابه .. وراح 

يضمر الشر والسوء لمصر وشعبها .. وأراد أن يفرض على المصريين أفكاره 

المتخلفة عن ركب الحضارة .. فكانت إرادتهم وقدرتهم على هزيمته ودحره أقوى 

من حقده وعنفه.

إن التاريخ يروى للإنسانية بأسرها كيف كانت قناة السويس .. محوراً لانطلاق 

إشعاع مصر الثقافى والحضارى للمنطقة والعالم بأسره .. وهمزة الوصل بين مختلف 

أرجائه .. بدءا من العصر الفرعونى ومرورا بالحكم الإغريقى والحقبة الإسلامية .. 

ثم التاريخ الحديث .. ووصولا إلى قناتنا الجديدة .. إن مصر ستظل الملتقى الجامع 

للشرق والغرب مثلما كانت على مدار التاريخ.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ..

السيدات والسادة ضيوفنا الأعزاء ..

إن الشعب المصري العظيم يعلن للعالم اليوم رسالة قناة السويس الجديدة: إننا 

ننتصر على الإرهاب بالحياة، وعلى الكراهية بالحب .. لتكن القناة منطقة رخاء 

للإنسانية.. ليس فقط فوق مياهها بل وعلى ضفتيها .. بما يرتفع إلى مقام تاريخ هذه 

القناة التي وضعت بصماتها على جغرافيا الوجود وخريطة البشرية.. وأؤكد لكم أن مصر 

ليست بلد المشروع الواحد .. ولا يصح أن تكون كذلك .. فشعبها الشاب كما هو في 

حاجة إلى العمل فإنه أيضـــا قـــادر علــى الإبـــداع والإنجـــاز.. وما افتتاح قناتنا 

الجديدة اليوم إلا انطلاقا لمشروعات وطنية عديدة .. ولعل أكثرها اتصالا بإنجاز اليوم 

هو مشـروع التنميـة بمنطقـة قنـاة الســويس .. حيث تم اعتماد المخطط العام 

للمشروع.. وستشرع الحكومة على الفور فى تنفيذه بتنمية وتطوير منطقة شرق 

بورسعيد .. والتى ستشهد توسعة ميناء شرق بورسعيد وتطويره .. والاهتمام بالظهير 

الصناعى للميناء .. وكذا تطوير البنية الأساسية للمنطقة وربطها مع المشروعات 

الأخرى الجارى تنفيذها .. وسيلى ذلك البدء مباشرة فى تنمية مناطق الإسماعيلية 

والقنطرة والعين السخنة. 

إن تنمية منطقة القناة تستهدف إنشاء منطقة إقتصادية عالمية .. تشمل عددا من 

الموانىء والمدن الجديدة والمراكز اللوجستية والتجارية .. والتى تحقق زيادة لمعدلات 

التبادل التجارى بين مصــــر وجميــع دول العالم .. ونحن بإستمرارنا فى تحقيق هذا 

الهدف.. نطمح إلى مشاركة أصدقائنا فى كافة ربوع العالم فى حلمنا الطموح ببناء 

مصر المستقبل .. حيث تنطلق فى مصر حزمة من المشروعات تستهدف إنشاء شبكة 

قومية للطرق العملاقة .. وتنمية زراعية تطمح لاِستصلاح مليون فدان .. وإنشاء عدد 

من المدن الجديـــدة لتســـتوعب الزيـــــادة الســكانيـــة .. بالإضافة إلى البدء في 

تدشين عدد من الموانىء .. والتوسع والتنمية الصناعية من خلال تشجيع الصناعات 

الصغيرة والمتوسطة .. وأؤكد لكم جميعا إن الدولة المصرية تجدد عزمها على المضى 

قدما على خطى الإصلاح السياسى والإجتماعى .. لتحقيق أهداف وطموحات أبنائها فى 

العدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانيـــة .

السيدات والسادة 

الحضور الكريم ..

إننى أتوجه لكم جميعا بالتحية والتقدير .. وأشكر الله عز وجل أن وفقنا جميعاً 

لإنجاز هذا الحلم الكبير.. الذى عظم لدينا الدافع لتحقيق المزيد من الإنجازات لمصرنا 

الحبيبة الغالية .. ذلك الوطن العظيم الذي حملني أمانته ومسئولية قيادته .. إن هذا 

الوطن يستحق أن نبذل من أجله الكثير ونضحى من أجل أن يصل إلى ما يستحقه .. 

هذا الوطن ينتظر منا جميعا صدقا في النوايا .. وإخلاصا في العمل .. وثباتا على 

المبادئ والقيم .. جميعاً .. شبابا وشيوخا .. رجالا ونساء .. مسلمين ومسيحيين.

إن مصر التي استعادت إرادتها مع ثورتي الخامس والعشرين من يناير والثلاثين 

من يونيو .. قد اختارت سبيلها .. وأنارت دربها .. وإن كانت لم تصل بعد إلى كل ما 

تريد.. فإنها عرفت كل ما تريد وتمضي في طريقها لتحقيقه.. وإذا كانت الشعوب قادرة 

على الحلم .. فإن الشعوب الحرة فقط هي القادرة على الإنجاز. 

بسم الله الرحمن الرحيم .. على بركة الله .. نأذن نحن عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصـر العربية .. 

ببدء تشــغيل قنـاة السويـس الجديـــدة.

تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر

وتحيا شعوب العالم المحبة للسلام .. 

وتحيا مبادئ الإنسانية وقيم التسامح والتعايش المشترك

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان