كيف يمكن أن تساهم الطاقة الشمسية في معالجة أزمة الكهرباء في مصر؟
كتبت – إيناس الجبالي:
قدمت أوشيل يالسين، رئيس إريكسون، وحدة شمال شرق أفريقيا، منطقة الشرق الأوسط حلولا لدور الطاقة الشمسية في معالجة تحديات الكهرباء في مصر.
وأوضحت عبر بيان تلقى مصراوي نسخة منه اليوم الاثنين أن التنامي السريع في عدد سكان مصر وزيادة التوسع الحضري قاد إلى ارتفاع مستويات استهلاك الطاقة في الدولة إلى مستويات قياسية.
وأضافت: ''بالتالي توجب على الحكومة المصرية التعامل مع مشاكل انقطاع التيار الكهربائي، التي تسببت بها هذه الطفرة في الاستهلاك، ما اضطرها للاحتفاظ بموارد النفط والغاز التي كانت تعتمد على صادراتها كمصدر للدخل لعقود من الزمن، وتعدى الأمر ذلك لاضطرارها إلى استيراد كميات إضافية من الخارج. إلا أن هنالك مصدر بديل للطاقة يمكن لمصر أن تتحول إليه؛ ألا وهو الطاقة الشمسية، والتي تمثل حلاً فعالاً لمشاكل انقطاع التيار الكهربائي المستمر في العديد من الدول حول العالم، فالشمس تعد مصدراً مستداماً للطاقة يضمن إمدادات مستمرة من الكهرباء''.
كما أكدت أنه ثبت أن الاعتماد على النفط والغاز كمصادر للطاقة الكهربائية غير فعال ولا يتيح مواكبة معدلات الاستهلاك المتنامية، وبرزت الحاجة لاستكشاف مصادر بديلة. وبالنظر إلى وفرة الأيام المشمسة في مصر، فالطاقة الشمسية تمثل خياراً فعالاً للغاية،ولا سيما لتوفير الطاقة لمرافق خدمات الاتصال. ولا تقتصر فوائد هذا الأمر على ضمان توافر خدمات الاتصالعلى الدوام، بل تتعدى ذلك إلى الحد من حاجة هذه المرافق للطاقة الكهربائية، وتحويل هذا الفائض للاستخدام السكني والتعليمي والتجاري، وبالتالي رفع مستويات معيشة السكان.
ومن المعلوم أن قطاع خدمات الاتصال يستهلك قدراً كبيراً من الطاقة. لذا لا تقتصر جهودنا في إريكسون على تلبية متطلبات القطاع من حلول الاتصال، بل نحرص على تسخير الوقت والجهد والموارد لتطوير تقنيات متطورة في مجال الإنشاءات من شأنها أن تسهم في دفع عجلة التحول نحو مستقبل مستدام.
وتابعت: ''ونلتزم أثناء قيامنا بذلك بأخذ المقومات الثلاث للتنمية المستدامة بعين الاعتبار؛ ألا وهي المجتمع، حيث نسعى إلى تحسين العدالة الاجتماعية؛والبيئة، إذ تشمل جهودنا تعزيز الكفاءة من الناحية البيئية؛والاقتصاد، حيث نعمل على تعزيزالفوائد الاقتصادية. وضمن إطار جهودنا الرامية إلى أن تصبح عملياتنا أكثر استدامة، واستكشاف تقنيات مبتكرة لإنتاج الطاقة، طورتشركتناالعديد من الحلول التي يمكن اعتمادها بسهولة لتطوير شبكات الكهرباء الوطنية''.
وأضافت:'' ينظر العديد من الدول إلى الطاقة الشمسية على أنها مصدربديل فعال لتوليد الطاقة الكهربائية، حيث عملنا في إريكسون على تطوير تكنولوجيا تعمل بالطاقة الشمسية لتكون بديلاً عملياًعن أنظمة الاتصالات التي تعمل بالوقود الأحفوري. وقد تم تطبيق هذه التقنيات بنجاح في العديد من المواقع العالمية على مدى عقد من الزمن، حيث يمكن لحلول إريكسون الشمسية أن تولد ما يصل إلى 100٪مناحتياجاتهامنالطاقة عبر الشمس، وتقدمبالتالي لشركات الاتصال خياراًمستداماً، وتوفر لبلد مثل مصرحلاً ناجعاً بشكل استثنائي.
ولا تقتصر فوائد تقنيات الطاقة الشمسية على توفير مصدر موثوق للطاقة يضمن توافر خدمات الاتصال في الدولة، ولكنها أيضاًتقلل من انبعاثات الكربون. وقد اعتمدت اتصالات المغرب حلول إريكسون للطاقة الشمسية خلال العام 2000، الأمر الذي سمح للشركة توفير خدماتها في المناطق الريفية، ودفع عجلة نموها، وفي نفس الوقت حد من النفقات التشغيلية وخفض مستويات الانبعاثات الكربونية. وتلا ذلك اعتماد حلول إريكسون الشمسية في دول عدة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المكسيك وإثيوبيا وإندونيسيا وسورينام وغيانا والكونغو وإندونيسيا وكمبوديا وباكستان وغينيا.
وتمثل هذه الأبراج حلاً مستداماً وصديقاً للبيئة يحل محل أبراج الاتصالات التقليدية،ويساعد شركات الاتصال على خفض التكاليف التشغيلية وزيادة التزامها بالمعايير البيئيةعبر الحد من انبعاثات الكربون، فضلاً عن تميزهابأرقى معايير التصميم الجمالية والإبداعية. علاوة على ذلك، فهي تتطلب مساحة أقل مقارنة مع الأبراج التقليدية، وبالتالي تساعد على تخفيض المزيد من التكاليف. وقد شركة اعتمدت الاتصالات السعودية هذه الأبراج بنجاح، حيث يوجد لديها في الوقت الحالي العديد من الأبراج الأنبوبية.
وغني عن الذكر أن فوائد تبني مصادر الطاقة البديلة تتجاوز الحد من انبعاثات الكربون. وفي حين أن عمليات التركيب الأولية تتطلب تخصيص نفقات رأسمالية، إلا أن كون هذه التكنولوجيا مستدامة يجعل منها استثماراً بحد ذاتها ويوفر في النفقات التشغيلية.
علاوة على ذلك، فمصدر الطاقة اللازم لتشغيلها مجاني، على عكس الوقود الأحفوريالمكلف، حيث تقتصر معظم التكاليف على متطلبات الصيانة المحدودة. أما عن المزايا والفوائد التي ينعم بها المستهلكون، فهي لا تعد ولا تحصى، من أهمهاتوفير خدمات اتصال موثوق بها، فهي تعتمد على شبكاتتعمل بطاقة مستدامة، لذا فهي تضمن الاستمرارية للأعمال، وبالتالي تساهم في تعزيز مستويات الإنتاجية وتدعم الاقتصاد.
أوضحت أنه بات واضحاً أننا من خلال اعتماد مصادر أكثر استدامة، وفي مقدمتها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتجددة، سنكون قادرين على إيجاد حلول لواحدة من أكثر المسائل إلحاحاً في يومنا هذا؛ ألا وهي تنامي مشاكل عجز الطاقة على المستوى الوطني. وتتيح هذه المصادر للدول ضمان توفير خدمات الاتصال بشكل موثوق، وفي نفس الوقت الحد من انبعاثات الكربون، والمساهمة في تحسين مستوى المعيشة، في يومنا هذا وللأجيال القادمة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: