ما هو "إنترنت الأشياء"؟
كتبت – رنا أسامة:
"انترنت الأشياء؟"
مصطلح تكرر على مسامعنا كثيرا في الفترة الماضية دون أن يدري أغلبنا ماهية هذا الأمر في ظل التطور المذهل في عالم التكنولوجيا.
"إنترنت الأشياء"، أو ما يُعرف اختصارًا بـ IOT، هو الجيل الجديد من الإنترنت، الذي يتمثّل في نظام يتكوّن من مجموعة من أجهزة الحواسيب المُترابطة، والآلات الرقميّة والميكانيكيّة، والأشياء، الحيوانات، والأشخاص، وأدوات الذكاء الاصطناعي المُزوّدة بأجهزة تعريف مُميّزة.
"انترنت الأشياء" له قدرة على نقل البيانات عبر شبكة إنترنت دون الحاجة إلى التفاعل بين شخصين أو بين شخص وحاسب.
ما هي "الأشياء"؟
"الشيء" في انترنت الأشياء يُمكن أن يكون شخصًا بجهاز قلب مزروع، أو مزرعة حيوانات، أو سيارة مزوّدة بأجهزة استشعار لتنبيه السائق عند انخفاض ضغط هواء الإطارات، أو تِلفاز، أو مروحة، أو نظّارات جوجل، أو أدوات منزلية كالثلاجة والغسالة وأجهزة الإنذار ومداخل العمارات وأجهزة التكييف، أو أشجار.
يعني ذلك أنه يشمل كل شيء - طبيعي أو صناعي- يُمكن تعيينه من خلال عنوان إنترنت آي بي IP، ومُزوّد بإمكانية تحويل البيانات عبر شبكة إنترنت، الأمر الذي يُمكن أن يجعل الإنشان نفسه "شيئًا" إذا ما تم إلصاقه أو محيطه بعنوان إنترنت معين، كأن يُلصق به نظارة أو ساعة أو سِوار أو ملابس الكترونية أو أجهزة أو معدّات طبية على أو داخل جسمه.
تطوّر إنترنت الأشياء، من خلال التقارُب بين التِقنيّات اللاسلكيّة، والأنظمة الكهروميكانيكية الصغيرة (MEMS)، والخدمات الميكروية، والإنترنت، وساعد هذا التقارُب على هدم الحواجز بين التكنولوجيا التشغيليّة (OT) والتكنولوجيا المعلوماتيّة (IT)، مانحًا الفرصة للبيانات المولّدة آلياً ليتم تحليلها، والخروج بنتائج قد تقود إلى تحسينات.
جاء أول ظهور لذلك لمُصطلح "إنترنت الأشياء" على يد العالِم البريطاني والمؤسّس والرئيس التنفيذي لـ Auto-ID Center التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا- كيفن آشتون - خلال عرض قدّمه في بدايات الرقن الواحد والعشرين، وبالتحديد عام 1999.
استخدامات إنترنت الأشياء
وَفقًا لـ آشتون، فإن التطبيقات العمليّة لتِقنيّة IOT يُمكن استخدامها في العديد من الصناعات اليوم، بما في ذلك الزراعة الدقيقة، إدارة المباني، الرعاية الصحيّة، الطاقة، النقل.. إلخ.
من خلال تِقنيّة إنترنت الأشياء يُمكنك التحكم بكافة أجهزة المنزل من مسافات بعيدة قد تصل إلى آلاف الكيلومترات، كما يُمكن أن تطلب إحدى الثلّاجات الذكية من موزّع بأحد المتاجر تزويدها بالمواد الغذائيّة التي تنقُصها، أو رُبما تكون وسيلة تُساعد من خلالها سيارة ذكيّة لتعمل من تلقاء نفسها وتتواصل مع أحد الأبواب التي تعوقها عن المرور والذهاب إلى أقرب محطة بنزين تتزوّد من خلالها بالوقود الكافي، حال علمت بذهابك في رحلة عائليّة هذا الأسبوع على سبيل المثال.
وقد يُتيح سِوارًا ذكيًا له إمكانية الاتصال الأوتوماتيكي بالإسعاف، إذا تحسّست ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل يتجاوز المُعدّل الطبيعي.
صعوبات
يواجه إنترنت الأشياء العديد من الصعوبات والانتقادات الناجّم عن انعدام الثقة في أمانها سواء على صعيد الأفراد الفرد أو على صعيد الشركات والمؤسسات.
يأتي هذا الخوف من تزايد احتمالات اختراق نظام هذه الأشياء والعبث بها من طرف القراصنة، وسط تنامي حوادث اختراق العديد من الأجهزة التي مضى على اختراعها عشرات السنين.
فضلًا على النقطة الخاصة بكيفية معالجة البيانات التي يتم مرورها عشوائيًا بين الأجهزة الرقمية المتصلة بتقنية إنترنت الأشياء، فلا تزال مُبهمة إلى حد كبير حتى الآن.
يقول جيل برس، الخبير التِقني بمجلة فوربس الأمريكية: إن المخاطر الأمنيّة التي تحاصر إنترنت الأشياء من شأنها إعاقة التِقنيّة عن الوصول إلى عدد كبير من الناس لسنوات عديدة قادمة، فيما رأى جون جرينوف من صحيفة بيزنس انسايدر الأن أن هُناك أربعة حواجز تمنع التِقنيّة من الوصول إلى عُملائها المُحتملين، أوّلها: مخاوف القرصنة الأمنيّة، وثانيها: مخاوف انتهاك الخصوصية واختراق البيانات، وثالثها: صعوبة تحديد عائد الاستثمار والتكلُفة، وآخرها مشاكل تتصل بالتوافق.
وحول إمكانيّة تطبيقها في مصر، رأى د. طارق خليل - رئيس جامعة النيل- في تصريح نُشّر بمقال على موقع "للعِلم"، (http://www.scientificamerican.com/arabic/articles/news/internet-of-everything-are-we-ready/) أن مصر تملك فرصة كبيرة في تطبيقات إنترنت الأشياء، وأكّد أن: "المجال مفتوح الآن، خاصة وأنه سوق لا يزال في بدايته، ومصر لديها وفرة في الكفاءات البشرية من باحثين ومطورين"، مُشيرًا في الوقت نفسه على أن "إنترنت الأشياء من الموضوعات الساخنة الآن على الساحة التكنولوجية في الجامعة، لكن مخرَجاتها لم تصل بعد لنطاق تجاري".
كما ترى هيلين هينريكسون - رئيس إريكسون مصر- أن الإطلاق المتوقع لشبكات الجيل الرابع 4G في مصر سيُسهِم بصورة كبيرة في خلق العديد من تطبيقات IoT، وفقًا لما نُشر بذات المقال.
وتضيف: "نحاول أن نكون الجسر بين الشركات المقدمة لخدمات الاتصالات، والعملاء الذين يحتاجون إلى تطبيقات إنترنت الأشياء، ومصر لديها بنية أساسية قوية مع شبكات الجيل الرابع، وجاهزة لأن تبدأ تجارب قوية لإنترنت الأشياء"، مع الإشارة إلى وجود شركات أخرى عديدة أكدت اهتمامها بالسوق المصري فيما يتعلق بإنترنت الأشياء، مثل: سيسكو وهانويل وهواوي.
فيديو قد يعجبك: