دراسة بريطانية: الضغوط المرتبطة بكورونا تزيد بـ19% من المشاكل الهرمونية
لندن - (أ ش أ):
توصل الباحثون فى "مختبر لندن الطبي"، في دراسة جديدة، إلى أن التأثير المجهد لفيروس "كورونا" المستجد- بما فى ذلك إجراءات الإغلاق، والعمل من المنزل، والعودة الآن إلى مقر العمل– يؤثر على التوازن الهرمونى لدى الإنسان، وهو مايمكن أن يؤدى إلى مشاكل صحية على المدى الطويل.
وحذر الباحثون أن هناك الآن زيادة بنسبة 19% المشاكل الهرمونية بين الأشخاص الذين تعرضوا للإصابة بفيروس "كورونا" المستجد، مقارنة بما كانوا عليه قبل الوباء .. وأرجع الباحثون إمكانية حدوث هذة الظاهرة إلى أن مشاعر القلق والتوتر التى أثارها تفشى فيروس "كورونا"، بما فى ذلك الخوف من المرض، وحالات الإغلاق، والتغييرات المقلقة في الروتين اليومي، تسببت فى إرتفاع ملحوظ فى عدد الأشخاص الذين أظهروا تغيرات هرمونية كبيرة خلال العامين الماضيين ..
كما وجد الفريق البحثى أن اختبارات الهرمونات الخاصة بهم كشفت عن زيادة بنسبة 19% عن المعدل الطبيعى.. وهو ما يعد أمرا مقلقا، لأن الإختلالات طويلة المدى يمكن أن يكون لها آثار سلبية على صحة الإنسان .. كما يمكن أن تؤدي الإضطرابات الهرمونية، إذا لم يتم علاجها، إلى مجموعة متنوعة من الأمراض، تتراوح من الاكتئاب إلى العقم ومشاكل القلب.
وقد تشمل الأعراض المبكرة النموذجية للاختلال الهرموني، المعاناة من حالات إعياء، إعتلال الحالة المزاجية، مشاكل فى الجهاز الهضمى، دورات غزيرة أو متكررة للنساء، تساقط الشعر أو ترققه، نوبات تعرق ليلى، علامات على الجلد، القلق أو الاكتئاب الشديد.
وتوصل الباحثون إلى حدوث تغيرات فى مستوى الهرمون الناتج عن الإجهاد للإستروجين، والتستوستيرون، فضلا عن هرمون الجريب" (FSH) وهرمون اللوتين (LH) وهرمونات الغدة الدرقية (T3) و(T4)، والبرولاكتين و(DHEA) عقب التعرض لفترات من التوتر والقلق الناجم عن تفشى فيروس "كورونا"..ويمكن أن يؤدي عدم التوازن في أي من تلك الهرمونات إلى حدوث تأثيرات كبيرة تتزايد تدريجيا، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى أمراض خطيرة.
وقال الباحثون إن الإجهاد يزيد من مستويات هرمون ACTH، المتحكم فى إنتاج هرمون آخر يسمى "الكورتيزول"، والمعروف بهرمون القلق والتوتر، والذى يؤثر بدوره على عدد من الهرمونات الأخرى محدثا عددا من الإضطرابات .. يُعرف الكورتيزول بأنه هرمون التوتر الأساسي في الجسم .. ينظم مجموعة واسعة من العمليات الحيوية في الجسم، بما في ذلك التمثيل الغذائي، والإلتهاب، والاستجابة المناعية.
وأوضح الفريق البحثى فى "مختبر لندن الطبى" أن الإجهاد يعمل على تثبيط إفراز هرمون الغدة الدرقية (TSH) .. وفى حال لم يتم تشخيص قصور وظائف الغدة الدرقية (قصور الغدة الدرقية)، يمكن أن يؤدى إلى بطء معدل ضربات القلب، وفقدان السمع، وفقر الدم .. قد يكون الإجهاد الشديد أحد عوامل الخطر لمرض السكري النمط الأول .. وقد تنخفض مستويات الأنسولين أثناء الإجهاد .. كما يمكن أن يساهم ذلك في ارتفاع السكر في الدم الناجم عن الإجهاد - وهي مشكلة شائعة لدى مرضى السكري .. لذلك، يقترح الفريق البحثى أن أى شخص يشعر بالتوتر، والقلق بشكل خاص لفترة طويلة، يجب أن يخضع لإختبار هرمونى فى الدم للتاكد من أن هذا لم يؤثر على مستويات الهرمونات لديه، مما قد يؤدى إلى مشاكل صحية أكثر خطورة بمرور الوقت.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: