الدخن.. هذه البذور التي ستنقذ العالم من أزمة القمح
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
أصبح نقص إمدادات القمح في العالم بسبب الأزمة الأوكرانية، يمثل هاجسا عالميا، وتزايدت المخاوف من أن يؤدي استمرار ارتفاع أسعار السلع الغذائية إلى أزمة غذاء عالمية، كما دفعت الباحثين إلى دراسة البدائل الممكنة للقمح.
والمعروف أن روسيا وأوكرانيا كانتا قبل الحرب تصدران للعالم كله ثلث احتياجاته من القمح وربع احتياجاته من الشعير وأكثر من 65% من احتياجات العالم من زيت عباد الشمس.
وقال الخبير الاقتصادي الزراعي في جامعة أليكس إكويمي الفيدرالية في نيجيريا روبرت أونينيكي، في حوار مع دويتشه فيله، إنه حان الوقت للبحث عن بدائل للمواد الغذائية الأساسية الشائعة مثل الأرز والقمح. ويعتقد أونينكي أن نبات الدخن، وهي فصيلة من الأعشاب ذات البذور الصغيرة المتغيرة، يمكن أن تشكل واحدة من الحلول المطروحة من أجل توفير طعام للعالم.
حبوب الدخن (Millets) أو الجاورس أو البشنة تنتمي إلى الفصيلة النجيلية التي تنبت في المناطق الجافة من قارتي آسيا وإفريقيا، وعلى الرغم من الأصناف العديدة لنبات الدخن إلا أن الصنف اللؤلؤي هو الأكثر شيوعًا.
نبات الدخن موجود منذ عام 3000 قبل الميلاد ويعتقد أنه من بين أقدم النباتات المستأنسة، ويعد منذ فترة طويلة المحصول الأساسي لملايين المزارعين، خاصة في الهند والصين وأجزاء كثيرة من أفريقيا.
ويطلق عليها أحيانا اسم "الحبوب الغذائية" بسبب مستوياتها العالية من الحديد والألياف وبعض الفيتامينات، ولا تزال تزرع في أكثر من 130 دولة. ومع ذلك، فإنها تلعب دورا هاما في النظم الغذائية وحدها لحوالي 90 مليون شخص في أفريقيا وآسيا، وغالبا ما تعتبر غذاء للفقراء.
ويرى الخبير أن قدرة هذه النبتة على التكيف مع المناخ، وفترة النضج القصيرة، وانبعاثات الكربون المنخفضة، تضعها في دائرة الاهتمام العالمي.
هل العالم مستعد لزراعة الدخن؟
وبالرغم من إعلان الأمم المتحدة سنة 2023 بأنها السنة الدولية للدخن، فإن انتشار هذه الحبوب الضئيل والاهتمام المتواضع يمكن أن يتغير. ويقول الخبراء إن هذا سيكون أمرا جيدا - ليس فقط بسبب الفوائد الصحية للحبوب، ولكن أيضا بسبب قدرتها على الازدهار في الظروف الصعبة. وفي عالم يتسم بتغير المناخ.
ولا يتمتع الدخن بالقدرة على النمو في المناطق الحارة أو المنكوبة بالجفاف فحسب، بل يحتاج أيضا إلى مياه أقل بكثير من القمح أو الأرز أو الذرة. وهذا ليس كل شيء، إذ أن فترة النضج أقصر. بعض الدخن يصل إلى مرحلة النضج في غضون 60 إلى 90 يوما". ويؤكد الخبير الأفريقي أن الدخن ينبعث منه القليل من غازات الدفيئة على عكس زراعة الأرز التي تساهم بشكل كبير في انبعاثات الميثان.
إضافة إلى قائمة المزايا، تشير الأمم المتحدة إلى أن الدخن لا يتطلب سوى القليل من الأسمدة الاصطناعية والمبيدات الحشرية، ويمكن أن يعزز جودة التربة من خلال الزراعة البينية مع النباتات الأخرى.
ومع ذلك، قال أونينيكي إن إنتاج الدخن في آسيا وأفريقيا غير قادر على تلبية الطلبات المحلية وحدها، لذلك لا يوجد ما يكفي منه للتصدير، لذلك فمن المهم وضع خطة من أجل زراعته عالميا والاهتمام بكيفية تصديره.
تحذيرات من الاستبدال الغذائي
لكن الأمر لا يخلو من عواقب، إذ يحذر دويجيندرا ناث جورو، وهو مدافع وناشط في مجال النظم الغذائية المستدامة ومؤسس منظمة الموارد والدعم التي تتخذ من مدينة بنغالور الهندية مقرا لها في حديث مع DW أن مجرد استبدال استهلاك نوع واحد من الحبوب بنوع آخر بطريقة من شأنها أن تخلق ثقافة أحادية غذائية جديدة تؤثر سلبا على الأمن الغذائي.
وقال: "لا يمكن أن يكون لدينا سياسة أوروبية قصيرة النظر تحرم ببساطة البلدان النامية من حصتها من الحبوب التي سيتم تصديرها".
فيديو قد يعجبك: