حيلة الموت الجهنمية.. كيف تتهرب إناث الضفادع من التزاوج مع الذكر؟

اكتشف علماء من معهد لايبنيز لأبحاث التطور والتنوع البيولوجي في ألمانيا، حيلة جهنمية تلجأ إليها إناث الضفادع، لكي تتجنب التزاوج مع الذكور، إذ تتصنع الموت حتى لا ينجذب الذكور إليها.

وليست هذه الحيلة الوحيدة، فبعض إناث الضفادع الأوروبية، يطلق أصواتا تشبه الشخير لطرد الذكور، أو اتخاذ وضعية الجمود.

وتعرف الضفادع الأوروبية أنها غزيرة التكاثر، وتمتاز بموسم تزاوج قصير للغاية، وتجتمع في المستنقعات بهدف التزاوج بأعداد كبيرة مع نسبة عالية من خطر الوفاة في أوساط الإناث خلال عملية التزاوج.

وكشفت دراسات سابقة أنه خلال موسم التزاوج يكون عدد الذكور أكبر من الإناث بكثير، ويتحول الأمر إلى مشهد كارثي عندما يتجمع عدد منهم على أنثى واحدة، وغالبا ينتهي الأمر بنفوقها.

وقال الباحثون في الدراسة التي نشرت الأربعاء في مجلة "رويال سوسايتي أوبن ساينس": رصدنا 3 أنماط سلوكية تعتمدها أنثى الضفدع لتجنب الذكر، وهي الدوران وإطلاق الأصوات واتخاذ وضعية الجمود (اصطناع الموت)".

وجمع العلماء ضفادع إناثاً وذكوراً من مستنقع خلال موسم التكاثر، وقسموا الضفادع التي جمعت في أحواض مليئة بالمياه بشكل احتوى كل حوض على ضفدعين من الإناث وضفدع واحد ذكر.

وأمسك الذكور بـ54 ضفدعاً أنثى في الدراسة، ولجأ أكثر من 80% منها إلى الاستلقاء على ظهرها لتجنب التزاوج.

وتبين أن نصف الإناث التي اقترب منها الذكور استخدمت أصوات الهمهمة والصرير في محاولة للهرب من التزاوج.

ووجد العلماء أن ثلث إناث الضفادع استلقت من دون حراك على ظهرها ومدت أطرافها وكأنها تصطنع الموت لنحو دقيقتين.

وأشار الباحثون إلى أن "الإناث الصغيرة أظهرت هي أيضاً السلوكيات نفسها بشكل أكثر تواتراً من الضفادع الأكبر حجماً"، وأضافوا أن الإناث الأكبر سناً كانت أقل تصنعاً أو تمثيلاً للموت من الضفادع الشابة.

ومن غير الواضح، ما إذا كان رد فعل الإناث بتصنع الموت هو سلوك متعمد أو أنه استجابة تلقائية لمواجهة الضغط.

بشكل عام، وجد العلماء أن نحو نصف الضفادع الإناث التي اقترب منها الذكور للتزاوج أفلتت بنجاح باستخدام تلك الاستراتيجيات.