فرانس برس تكشف: الخبير الهولندي كذب 28 مرة
طوال الأشهر الماضية، تحول الخبير الهولندي فرانك هوجربيتس، إلى محور جدل منذ صدقت توقعاته بشأن الزلزال الكبير في تركيا وسوريا.
وتوالت توقعات ونبوءات هوجربيتس التي تستند إلى تأثير اصطفاف الكواكب على الصفائح التكتونية في كوكب الأرض، وأصبح مستخدمو مواقع التواصل يتابعون منشوراته بشغف.
حسب خدمة التحقق من صحة الأخبار التي تقدمها وكالة فرانس برس، تحدث الزلازل بسبب عوامل في باطن الأرض وتحديداً في الصفائح التكتونيّة، وهي ظواهر لا يمكن توقّعها.
وتضيف: رغم ذلك تكثر النبوءات الكاذبة عن حدوث الزلازل بالاستناد إلى "اصطفاف الكواكب" وتغزو مواقع التواصل حول العالم، ولا سيّما تلك المنسوبة لرجل هولندي يقول إنّه خبير. إلا أن علماء الجيولوجيا وخبراء الزلازل المعروفين حول العالم ينفون هذه التوقّعات الكاذبة وينفون قطعاً وجود أي طريقة حتى الآن للتنبّؤ بوقوع الزلازل.
ومن هذه المنشورات كتابات على مواقع التواصل وتقارير لمؤسسات إعلامية أو مواقع إخباريّة تنسب هذه المعلومات المزعومة إلى الخبير الهولنديّ المزعوم فرانك هوجربيتس، الذي أغرق مواقع التواصل في الأشهر الماضية بنبوءات عن الزلازل زرعت القلق والذعر في مناطق عدّة من العالم لا سيما في الشرق الأوسط.
هل يمكن التنبّؤ فعلاً بوقوع زلزال؟
نجح العلم الحديث في توقّع الأحوال الجويّة بدقّة، ونجح كذلك في تصميم معادلات رياضيّة جعلت من الممكن توقّع ظواهر فلكيّة مثل الكسوف والخسوف.
لكن لا يوجد حتى الآن أي طريقة للتنبّؤ بوقوع الزلازل، لا من خلال حركة الكواكب ولا غيرها، بحسب ما يؤكّد العلماء والخبراء محذّرين من أشخاص ينتحلون صفة خبراء يبثّون الذعر والقلق بين الناس بهدف الشهرة أو جمع التفاعلات على مواقع التواصل.
ما هو الزلزال؟
هو تكسّر في القشرة الأرضيّة بسبب تراكم الضغط، وحين يقع هذا التكسّر في الصخور تتحرّر الطاقة المخزّنة في كلّ الاتجاهات، على شكل موجات. وحين تمرّ هذه الموجات في باطن الأرض تُسبب اهتزازاً في سطح الأرض، كما يشرح الخبراء.
هل يمكن توقّعه؟
في 13 فبراير 2023، عقب الزلزال الذي دمّر مناطق واسعة من جنوب تركيا وشمال سوريا، وعلى إثر الشائعات التي ظهرت عن التنبّؤ بالزلازل، قال يان كلينجر مدير الأبحاث الزلزالية في معهد فيزياء الأرض في باريس لوكالة فرانس برس "من المستحيل توقّع مكان وقوع الزلزال أو زمانه أو قوّته".
وقالت لوسيل بروها المتخصصة في فيزياء الأرض "أريد أن أكون جازمة، ليس هناك أي طريقة علميّة تتيح التنبّؤ بالزلازل".
ويؤكّد معهد الدراسات الجيولوجية في الولايات المتّحدة أن العلماء يمكنهم أن يحددوا مناطق الخطر الزلزالي، أي المناطق التي يُتوقّع - بناء على دراسة طبقاتها الأرضيّة وتكسّراتها - أن تكون مرشّحة لوقوع زلزال في زمن ما. لكن التحديد المسبق لوقت الزلزال أو مكانه أو قوّته غير ممكن حتى الآن.
هل يُصيب الخبراء المزعومون في تنبؤاتهم عن الزلازل؟
رصدت منصات تقصّي الحقائق في العالم عدداً كبيراً من التوقّعات التي أطلقها الخبير الهولنديّ المزعوم ولم تحالفه الصدفة سوى في واحدة منها (زلزال فبراير الماضي).
وفي العام 2019، رصد موقع "تشيك نيوز" 28 توقّعاً لهذا الرجل أطلقها خلال 3 أشهر لم يصدُق منها شيء.
فيديو قد يعجبك: