وراء كل حقنة أنسولين ''ماري كروغ''
كتبت-جهاد التابعي:
ربما تخيلت أن حياة العلماء جافة، لا تحمل أي عواطف، أو قصص حب، وربما أطلقت يوما ما لقب '' عبقرينو'' علي صديقك الذي يحصر اهتماماته في الدراسة والاستذكار، إذا كان هذا ما تعتقده عن حياة العلماء والباحثين وأصحاب نوبل، فربما تراجع فكرتك بعد أن تعرف عن الزوجين أوغست وماري كروغ، واهتمام أوغست البالغ بمرض زوجته، وهو ما عاد بالنفع علي العالم كله.
كان '' أوجست كروغ'' استاذاً في جامعة كوبنهاجن، وحاز على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أما زوجته، ماري كروغ، فقد كانت طبيبة وباحثة في الأمراض الأيضية وكانت تعاني من مرض السكر من النوع الثاني، وخلال فترة وجودهما في أمريكا سمعا بباحثين كنديين وهما ''فريدريك بانتنج'' و''تشارلز بيست''، وأنهما كانا يعالجان المصابين بمرض السكر بالأنسولين المستخلص من بنكرياس البقر، وكان الزوجان مهتمان جداً بهذا العلاج بسبب معاناة ماري من مرض السكر و في النهاية مُنح الزوجان الامتياز لإنتاج وتصنيع الأنسولين في الدنمارك. وعند عودتهما إلى الدنمارك، قام أوجست كروغ بتأسيس معمل نورديسك لتصنيع الأنسولين بالتعاون مع هانس كريس هاجيدن أخصائي تنظيم سكر الدم ، بدعم مالي من ''أوغست كونجستد''، وفي الحادي والعشرين من يناير 1922 نجحت نورديسك في استخلاص كمية صغيرة من الأنسولين من البنكرياس البقري، وتمت معالجة أول مريض سكر بالأنسولين في مارس عام 1923.
وفى عام 1924 تأسست شركة جديدة لتصنيع الأنسولين باسم نوفو، قامت بإصدار رسائل للصيادلة في الدنمارك لإبلاغهم أن أنسولين نوفو و حقنة نوفو الجديدة أصبحا متوفرين في الدنمارك، وأصبح في الدنمارك شركتان، هما النواة التي طورت الشركة الرائدة في العالم لتصنيع الأنسولين. وعلى مدى الخمس وستين عاماً التي تلت، تطورت الشركتان، وتوسعتا بسرعة فقد أسست كل شركة وحدة الأبحاث الخاصة بها، وتنافستا لتكون كل واحدة منهما هي الأولى في الأسواق، ولتكون هي الأولى لإنتاج أنواع جديدة من الأنسولين لعلاج مرض السكر.
يذكر أن ''كروغ'' ولد في 15 نوفمبر 1874، وتوفي في 13 سبتمبر 1949 عن عمر يناهز 74 سنة، وكان أستاذاً لفسيولوجيا الحيوان في جامعة كوبنهاغن، وله اكتشافات بارزة في مجال علم وظائف الأعضاء، وحصل على جائزة نوبل في الطب عام 1920 لاكتشافه آلية تنظيم عمل الشعيرات الدموية في العضلات الهيكلية، والتي تشكل ٤٠٪ من الجسم.
كان كروغ من رواد الدراسات الفسيولوجية للحيوان، حيث وضع رسالة عن التنفس عبر الجلد والرئتين في الضفادع كان عنوانها ''التبادل التنفسي في الحيوانات'' سنة 1915، ثم شرع في دراسة توازن الماء في الحيوانات المائية، وابتكر العديد من الأجهزة العلمية ذات النفع العملي، مثل مقياس التنفس وجهاز لقياس المعدل الآيضي القاعدي.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: