ما الذي يضحكنا في النكت؟
كتبت-جهاد التابعي:
ساعات قليلة تفصلنا عن العيد، وربما بدأ هاتفك يستقبل رسائل التهنئة التي تتضمن بعض النكات أو الدعابات، وربما يضحكك هذا، لكن هل سألت نفسك يوما؟ ماهو الضحك؟ وكيف نضحك؟ وما الذي يضحكنا في النكتة؟
كنت تجلس مع صديقة لك، وفجأة وجدت أن وجهها قد بدأ يتشنج، عضلات الوجه، والشفتان علي وجه الخصوص تتمدد، ظهرت تعبيرات غريبة في عينيها، أجهزتها الصوتية تصدر تتابعا من أصوات زفير متواترة، لكن أحدا ممن حولكما لم يعر الأمر إهتماما، رغم أنها قد أصبحت علي حافة الإختناق، وتحاول جاهدة أن تقتنص شهيقا مفاجئا، كتفاها يهتزان بعنف، وجسدها كله يلتوي ويرتج، ماذا ستفعل؟ هل تستدعي لها الطبيب؟ لا لزوم لذلك، لقد حدث لك أنت هذا كثيرا، ويحدث لكل الناس، إن ما حدث يسمي الضحك! كان هذا تعريف الدكتور أحمد مستجير لأعراض الضحك في مقال علمي له بعنوان '' علم الضحك''، حيث وصفة بدقة بالغة، ومن زاوية غريبة ليبدو وكأنه مرض عصبي، أو بعض أنواع الصرع.
ما الذي يضحكنا؟
مشاهدة شخص آخر يضحك، قد يكون سببا كافيا لجعلك تضحك أنت أيضا، وهذا يفسر قدرة التلفزيون علي إستثارة الضحك، لكنه ضحك '' معلب'' كما يصفه مستجير، ويستدل بتجربة قام بها عالم النفس '' روبرت بروفاين'' حيث قام بتمرير جهاز تسجيل يحتوي علي ضحكة مدتها ١٨ ثانيه علي فصل دراسي يتكون من ١٢٨ طالب، وفي المرة الأولي استجاب نصف الطلبة بالضحك، و٩٠٪ منهم بالإبتسام، لكن الأثر أخذ يتضاءل مع كل تكرار، حتي وصل عدد من يضحك في المرة العاشرة إلي ٣ فقط، ورأي الطلبة عندئذ أن ما يسمعونه من الضحك قد أصبح بغيضا، فالنكتة إذا تكررت كثيرا تصبح بائخة.
وهناك نظريات تفسر ما يضحكنا في النكتة، حيث تقول إحدي النظريات: إن الفكاهة تتحقق عندما نستبدل المنطق والمألوف بأشياء لا تتوافق مع بعضها، ويقول عالم النفس '' توماس فيتش'' إن النكتة تصبح ظريفة عندما نتوقع شيئا ويحدث غيرة، فهذا التناقض هو ما يسبب الضحك، وهناك نظرية أخري تري أن الإستعلاء قد يكون سببا للضحك، فنحن قد نضحك علي النكتة عندما تركز علي أخطاء شخص آخر، أو غبائة أو محنته، هنا نشعر بأننا أفضل منه، فنضحك.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: