إعلان

أدوية علاج مرض التهاب الكبد الوبائي سي تتوالى ولكن السؤال : ما تكلفتها؟

06:17 م الثلاثاء 22 يوليه 2014

أدوية علاج

إنه وباء صامت أصيب بعدواه ما يصل إلى مليون شخص في ألمانيا وحدها ، إنها فيروسات التهاب الكبد الوبائي سي ولكن القليل جدا من هؤلاء المصابين لا يعلمون أنهم مصابون حيث لا تظهر أهم أعراض الإصابة، وهي الصفراء، سوى على ثلث المصابين فقط في حين أن ثلثهم يلاحظون فقط أعراض الحمى ولا يلاحظ الثلث الثالث شيئا على الإطلاق.

ورغم ذلك فإن هذه الفيروسات قد تصيب الإنسان بالتليف الكبدي وسرطان الكبد في المراحل المتقدمة من المرض وبذلك تنتهي الإصابة بالموت، وهو ما جعل منظمة الصحة العالمية تحدد الثامن والعشرين من يوليو من كل عام يوما عالميا لالتهاب الكبد الوبائي، في محاولة من المنظمة للفت الأنظار إلى خطورة هذا المرض.

في هذا السياق يناشد أخصائي أمراض الكبد في جامعة طب هانوفر ميشائيل مانس المجموعات المعرضة لخطر هذا المرض مثل مدمني المخدرات والمهاجرين القادمين من بلدان بعينها والأطقم الطبية بالخضوع لفحوص طبية وتحليلات للتأكد من خلوهم من هذه الفيروسات.

وينطبق الأمر نفسه على الأشخاص الذين خضعوا قبل عام 1991 لعملية نقل دم أو خضعوا لعمليات جراحية.

وحسب تقديرات مانس فإن الأطباء لا يكتشفون سوى 10 إلى 20 في المئة من حالات الإصابة ''فوظائف الكبد لا تتأثر سلبا بشكل عال سوى في حالات نادرة، ومع ذلك فلابد من تحليل هذه الوظائف''.''.

وبينما يضطر مرضى التهاب الكبد الوبائي المزمن بي لتعاطي العقاقير طوال حياتهم مثل المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب، فإنه من الممكن أن يتداوى مرضى فيروس سي بشكل كامل حيث ظهرت في السوق منذ مطلع العام الجاري مادتان فعالتان ضد الفيروس يعتقد أن من شأنهما أن يساعدا مجموعة أكبر من المرضى مع أعراض جانبية أقل مقارنة بالعقاقير التقليدية المتوفرة حتى الآن.

شاركت جامعة هانوفر الطبية في الأبحاث التي سبقت منح هاتين المادتين ترخيص التداول.

قصة نجاح
ويرى الأستاذ مانس أن نجاح هاتين المادتين في معالجة ما يصل إلى 90 في المئة من المصابين بمثابة ''قصة نجاح لا تصدق ونادرة للطب'' وأوضح أن ذلك من شأنه الاستغناء مستقبلا عن نحو ربع حالات زراعة الكبد.

تلقت المنظمة الألمانية لمرضى الكبد منذ بداية العام الجاري اتصالات من الكثير من مرضى التهاب الكبد الوبائي سي يستعلمون من خلالها عن فرص المادتين الجديدتين.

ويرى المتحدث باسم المنظمة إنجو فان تيل أن العقارين الجديدين يمثلان ''ثورة علاجية'' ولكنه أشار في الوقت ذاته لارتفاع تكاليف العلاج وقال إن التكاليف الباهظة تمثل عائقا كبيرا حيث يصل ثمن جرعة العلاج على مدى 24 أسبوعا لنحو 120 ألف يورو.

صوتت اللجنة الألمانية الصحية المشتركة مؤخرا وبأغلبية ضئيلة على منح المادة الفعالة الجديدة سوفوسبوفير بعض الاستخدامات الطبية الإضافية أكثر مما كانت تريده شركات التأمين الصحي في البداية و التي ترددت في اتخاذ هذه الخطوة.

وهذه اللجنة الصحية هي اللجنة صاحبة القرار الأول في قطاع الصحة الألماني.

وعلى الرغم من أن بعض الدراسات تؤكد ريادة ألمانيا فيما يتعلق بأبحاث فيروسات التهاب الكبد الوبائي إلا أنه لا يزال هناك الكثير مما ينبغي فعله في تقديم الرعاية الصحية للمصابين بهذا المرض.

وكان تحالفا من الأطباء والاتحادات الممثلة لمرض الكبد الوبائي قد قدم للحكومة الألمانية قبل عام خطة قومية للنهوض بهذه الرعاية.

وانتقد الأستاذ فان تيل عدم توفير الفحوص المنهجية لمجموعات المرضى الأكثر تعرضا لمخاطر هذا المرض في ألمانيا وعدم متابعة وظائف الكبد لدى الأشخاص الذين خضعوا لتحليلات وقائية.

وربما كان من سلبيات الخطة القومية أنها تقضي على الأفكار المسبقة التي كانت تعتبر أمراض الكبد ''أمراضا مشبوهة'' تتساوى في سمعتها في ألمانيا مع سمعة إدمان الكحول وهو ما يعد أحد العوائق الكبيرة أمام التعرف المبكر على هذه الأمراض في كثير من الحالات حسبما يعتقد مانس الذي شارك في تأسيس المنظمة الألمانية لمواجهة أمراض الكبد والتي لا تزال تبحث عن شخصية شهيرة تمثلها في عرض خطورة فيروس التهاب الكبد الوبائي سي وذلك خلافا لسرطان الثدي على سبيل المثال والذي وجد شخصيات نسائية شهيرة حذرت بقية النساء منه.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان