البيضة أولاً أم الدجاجة؟ فيزياء الكم تجيب.. فهل ينتهي الجدل؟
(دويتشه فيله)
في تطور مثير كشفت دراسة نشرتها جامعة كوينزلاند هذا الاسبوع أنّ السؤال الشهير "هل سبقت البيضة أم سبقت الدجاجة؟" والذي قامت عليه نظريات في الفلسفة اليونانية، تقدم فيزياء الكم اليوم إجابة صادمة مختلفة عنه، لكن هل حسم الجدل؟
أظهر فريق من علماء الفيزياء في جامعة كوينزلاند ومعهد نييل بأستراليا أنّ فيزياء الكم تثبت ظهور الدجاجة والبيضة معاً في آن واحد، وهو اثبات يدحض طروحات الفلاسفة الإغريق الصعبة في محاولتهم الإجابة عن سؤال البيضة والدجاجة والتي قدموها في الأصل لشرح نظريتهم في السبب والنتيجة.
وفي الدراسة التي نشرتها الجامعة على صفحة "يو كيو كويسشنز" قالت الدكتورة جاكي روميرو من مركز هندسة أنظمة فيزياء الكم "لا تقود قضية السبب والنتيجة التي ألفها الناس إلى نفس النتائج في مجال فيزياء الكم" مشيرة إلى أن فرضية البيضة ظهرت قبل الدجاجة أو العكس التي قام عليها الجدل الاغريقي، ستحسم بشكل آخر في إجابات فيزياء الكم.
ومضت موضحة "غرابة آليات وقوانين فيزياء الكم، تكشف أنّ الاحداث قد تحدث خارج التسلسل المنطقي الذي تعودنا على افتراضه. لنأخذ مثالا بسيطاً هو رحلة المرء من وإلى عمله اليومي، حيث يسافر عادة بالحافلة أولا ثم بالقطار، أو العكس، لكنّ تجارب مختبرات فيزياء الكم تثبت أن الأمرين يمكن أن يجريا معا في توافق زمني متطابق، أي أن المرء يمكن أن يركب القطار والحافلة معاً في زمن موازٍ"، في اشارة منها إلى نظرية النسبية التي تثبت أن اختلاف الأزمنة أو البعد الرابع يلغي فرضية التتابع السببي المألوفة.
وبينت الدكتورة روميرو " ويدعى هذا ب"النظام العشوائي غير المحدد"، وهو أمر لا يمكن ان نلحظه في حياتنا اليومية المعتادة"
ولدراسة هذا النظام مختبريا، استخدم الباحثون آلة هيكلية سموها" زر الانتقال الفوتو كوانتي" photonic quantum switch ، وعلّق الدكتور فابيو كوستو المتخصص في هذا البحث أنّ تتابع تحولات الأحدث التي تظهر في مساحة الضوء تعتمد هنا على الاستقطاب. وبيّن قائلاً "من خلال قياس مستوى استقطاب الفوتونات عند سطح خارج انتقال الكونتوم الحاصل خلال العملية تمكنا من البرهنة على أن تتابع التحولات الجارية لم يظهر في شكل الضوء".
وقد لا يعني هذا التحليل كثيراً لغير المختصين في هذه المرحلة، لكنّ الدكتور كوستا يبدو متفائلاً وهو يقول" هذا دليل ابتدائي لصحة هذا المبدأ، وعلى مستوى أشمل، فإنّ "النظام العشوائي غير المحدد" قد يحقق تطبيقات عملية حقيقية، ومنها أنه سيجعل أجهزة الكومبيوتر تعمل بكفاءة أكبر(من خلال آليات عمل تنشط في زمنٍ موازٍ لزمننا الذي نشعر به)، كما أن التطبيق يمكن ان يحسن مستوى الاتصالات بشكل كبير".
فيديو قد يعجبك: