الانتخابات الرئاسية.. كيف يختار الأمريكيون سيد البيت الأبيض؟
كتبت – سارة عرفة:
تُعقد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة كل أربع سنوات كما ينص الدستور الأمريكي. ودائما ما تنعقد في شهر نوفمبر، ويكون نظام الانتخاب بالنظام غير مباشر وذلك لأن الناخبين يختارون مندوبين عنهم ليقوموا بعملية اختيار رئيس الجمهورية.
تتم عملية انتخاب الرئيس الأمريكي بشكل عام على مرحلتين:
o الأولى: انتخاب المرشح من كل من الحزبين الرئيسيين (الديموقراطي والجمهوري) عن طريق انتخابات أولية تجرى في كل الولايات.
o الثانية: الانتخابات العامة التي يصوت فيها المواطنون الأمريكيون للمندوبين الذين يدلون بأصواتهم لصالح أحد المرشحين.
بعد ذلك، يبدأ المرشحون الفائزون الاستعداد لخوض الحملة الانتخابية، وأول خطوة لهم في هذه المرحلة هي إعادة تنقية وتعديل مشاريعهم وبرامجهم الانتخابية التي ينادون بها بهدف الفوز بأصوات المرشحين الخاسرين في الترشح لانتخابات الرئاسة.
تعتبر الحملة الانتخابية أقصر مما سبقها من مراحل. وتزداد نفقات الانتخابات في هذه المرحلة خصوصاً في المساحات الإعلامية التي تُشترى لأجل الدعاية للمرشحين، وتقام مناظرات تلفزيونية كبيرة بين المرشحين.
كيف تسيير العملية الانتخابية؟
كل ولاية من الولايات الخمسين حتى مقاطعة كولومبيا لديها عددا محددا من المجمعات الانتخابية، التي يقوم على أساسها اختيار الناخبين لمندوبينن لهم في ذلك المجمع، ويقوم هؤلاء المندوبون باختيار المرشح الذي يكنون له ولائهم وفازوا بأصوات الناخبين تبعا لذلك. تُمثل كل ولاية وفقا لعدد أعضاء الكونجرس، أي مايساوي 535 بالإضافة إلى ثلاثة أصوات عن العاصمة واشنطن أي 538 مندوبا عن الولايات الخمسون الأمريكية يقومون باختيار رئيس الجمهورية.
يذكر أن طريقة اختيار المندوب تختلف: إما بالانتخاب أو بالتعيين.
وبحسب النظام الأمريكي؛ من يفوز بأغلبية الأصوات الشعبية في الولاية يفوز بجميع أصوات الولاية في المجمع الانتخابي وهو ما يعرف بنظام الفائز يفوز بالكل، على سبيل المثال في عام 2008 عندما فاز باراك اوباما بنسبة 53 في المئة على منافسه جون ماكين، لم تكن تلك النسبة النهائية لأن مجمعات الأصوات جعلته يفوز بنسبة تصويت وصلت لنسبة 68 في المئة.
ما هي شروط الفوز في الانتخابات؟
وفقا للدستور الأمريكي فإن المرشح الذي يفوز بكرسي الرئاسة هو ذلك الذي يحصل يحصل على 270 صوتا من الأصوات الكلية الانتخابية البالغة 538 مندوبا.
وفي حال عدم حصول أي من المرشحين على 270 صوتا، يتم اختيار الرئيس وفقا للتعديل الـ12 من الدستور الأمريكي في اقتراع يجرى في مجلس النواب الأمريكي.
في هذا التصويت تمنح كل ولاية صوتا واحدا.
ويجرى اقتراع آخر في مجلس الشيوخ لاختيار نائب الرئيس. في هذا الاقتراع يمنح كل عضو من أعضاء مجلس الشيوخ صوتا واحدا. وقد جرى ذلك في عامي 1800 و1824.
وإذا لم يتم اختيار رئيس بحلول يوم تعيين الرئيس في 20 يناير، يقوم نائب الرئيس بأعمال الرئيس، وإذا لم يتم اختيار أي منهما بحلول ذلك اليوم، يقرر الكونجرس من سيقوم بأعمال الرئيس وفقا للتعديل الـ20 للدستور.
الولايات الزرقاء والحمراء والبنفسجية
تنقسم الولايات في تأييدها بين الحزبين الكبيرين - الديمقراطي والجمهوري-، لذلك تنسب كل ولاية إلى لون الحزب الذي تنحاز أغلبية سكانها إليه.
فكرة الألوان بدأت مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2000.
فالولايات الزرقاء التي تنحاز عادة للحزب الديمقراطي، وهي ترتكز عادة على الساحلين الشرقي والغربي للولايات المتحدة الأمريكية.
الولايات الحمراء هي تلك التي يختار ناخبوها مرشحي الحزب الجمهوري في أغلب الأحيان. وأغلب تلك الولايات في الجنوب الأمريكي.
الولايات البنفسجية أو المتأرجحة هي تلك الولايات غير المحسومة لصالح أيا مرشحي أي من الحزبين ولذلك تكون بمثابة ساحات المعارك الانتخابية الرئيسية لأن أصواتها ترجح في العادة هوية الفائز.
هذه التقسيمات ليست بالضرورة ثابتة، ففي انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2008 بين المرشح الديمقراطي باراك أوباما والمرشح الجمهوري جون ماكين فاز أوباما بأصوات عدد من الولايات التي كانت تعتبر من الولايات الحمراء وقتها المحسوبة للجهوريين.
فيديو قد يعجبك: