محللون يوضحون موقف كلينتون وترامب من دول الشرق الأوسط؟
كتبت- هدى الشيمي:
ينتظر العالم بعد ساعات نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية، والتي لا تؤثر على الأوضاع بداخل الولايات المتحدة فحسب، بل يمتد تأثيرها على العديد من البلدان في المنطقة، خاصة وأن الرئيس المقبل سيتولى المسؤولية في فترة تعم فيها الفوضى الحروب.
مصراوي تحدث إلى ثلاثة باحثين ومحللين عن توقعاتهم لما سيطرأ على العالم من تغيرات، في حالة فوز الديمقراطية هيلاري كلينتون أو الجمهوري دونالد ترامب.
ومن بينهم الدكتور محمد حسين –أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والكاتب الصحفي سليمان الحكيم، وكرم سعيد الباحث المتخصص في الشئون التركية.
مصر:
يرى الكاتب الصحفي سليمان الحكيم، أن ترامب -في حال فوزه- سيتخذ جانب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ويعتقد أن كلينتون ستدعم الإخوان المسلمين، باعتبارهم حزبا أو تنظيما سياسي، لعب دورا في الحياة السياسية المصرية.
واتفق الباحث المتخصص في الشأن التركي، كرم سعيد، مع حكيم، إذ يرى أن تشكيك كلينتون في جدوى العملية الديموقراطية بالقاهرة، وتوجيهها للانتقادات فيما يتعلق بسجل حقوق الانسان والحريات يثير الشكوك في طبيعة العلاقات الأمريكية المصرية إذا وصلت إلى البيت الأبيض.
ويشير محمد حسين، أستاذ العلوم السياسية في جماعة القاهرة، إلى أن مصر صديقة للكل، فالوضع لن يتغير في حالة وصول ترامب أو كلينتون للرئاسة، والعلاقات الاستراتيجية ستستمر ولن تتوقف.
وعن تصريحات كلينتون عن أوضاع حقوق الانسان في مصر، يقول إنها "شيء طبيعي الهدف منه كسب ود بعض الامريكان، واستمالة الناشطين في حقوق الانسان للحصول على مزيد من الأصوات"
سوريا:
يتوقع الحكيم أن يكون لترامب موقفا أقوى تجاه تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ليس من أجل القضاء عليه، ولكن لإثبات تفوقه على خصومه السياسيين والحزبين، خاصة وأنه وجه عدة اتهامات لسياسة أوباما وكلينتون، وأكد أنها كانت السبب في زرع التنظيم داخل الشرق الأوسط.
ويرى كرم أن ترامب وكلينتون اتفقا على ضرورة إقامة منطقة آمنة لحماية المدنيين من عمليات القصف والحرب، لكنها ترى أنه لا حل للأزمة السورية إلا برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، على عكسه فهو يرى أن بقاء الأسد في المشهد سيساعد على إنهاء الأزمة بصورة أفضل.
في كلتا الحالتين لن يتغير الوضع في سوريا كثيرا، حسبما يقول حسين، الذي أشار إلى أن الاختلاف الوحيد الذي من الممكن أن يطرأ على المشهد هو مطالبة ترامب بعزل الأسد إذا حدث خلاف بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
العراق:
صرح المرشح الجمهوري لأكثر من مرة بأن العراق يجب أن تدفع فاتورة دعم الولايات المتحدة الأمريكية لها، ويقول كرم إن ترامب سيحاول الحصول على عائدات النفط العراقي نظير ما قدمته له أمريكا.
بالنسبة لكرم فإن موقفها هو الأوضح تجاه الأكراد، وأكدت في أكثر من تصريح أنهم جزء من القوة الرئيسية في محاربة داعش، وحال وصولها للبيت الأبيض ستدعمهم.
ويقول حسين إن سياسة المرشحين ستتوقف على نتيجة الحرب الدائرة في العراق حاليا، وما ستؤول إليه في النهاية.
إسرائيل:
لا يتوقع الخبراء والسياسيون حدوث أي تغيير في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، فمنذ سنوات طويلة أكد حكام أمريكا أن حماية أمن إسرائيل والحفاظ على سلامها تتصدر قائمة أولوياتهم.
يقول الحكيم إن أي رئيس أمريكي أيا كان اتجاهه السياسي، ديموقراطي أو جمهوري، سيسير على نفس النهج.
ويؤكد حسين على قوة العلاقات بين البلدين، ويقول "إسرائيل ربيبة أمريكا، وحليفتها الاستراتيجية، لديهما الكثير من القواسم المشتركة، واعتقد أن المرشحان يتنافسان على التشدد نحو أي جهة لصالح اسرائيل".
تركيا:
قد يكون هناك نوع من المراوغة والارتباك في العلاقات الأمريكية التركية حال وصول المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون للرئاسة لأنها، بحسب كرم، تُثمن جماعة "خدمة" التي يتزعمها فتح الله غولن، والتي اعتبرتها الحكومة التركية جماعة إرهابية، وتلقت بعض المعونات في حملتها الانتخابية من مؤسسات تابعة لها.
وتنتقد كلينتون بعض القرارات التي اتخذها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عشية الانقلاب، ولكنها مع ذلك ترى تركيا حليفا وثيقا، ونقطة ارتكاز مركزية لا يمكن الاستغناء عنها.
أما ترامب فقد تؤثر تصريحاته عن المسلمين واللاجئين على العلاقات الأمريكية التركية، كما أنه لا يملك رؤية واضحة تجاه أنقرة، بحسب المحللين. يقول كرم إنه قد يشيد بقرارات أردوغان بشأن محاولة الانقلاب التركي، لكن آراءه عن المسلمين تزيد حنق التركية عليه، وتدفع بالأمر إلى غياهب المجهول.
إيران:
يقول الحكيم إن قوة إيران تمنع أي رئيس أمريكي من تغيير العلاقات، أو الاساءة لها بأي صورة ممكنة. "من يضمر لها الشر أو العداء لن يستطع اتباع أي سياسة عدائية تجاهها".
ويوافقه في الرأي حسن ويؤكد أيضا أن الظروف الدولية ستجبر المرشحين على التعاون مع إيران لمواجهة "التطرف السني"، ومحاربة الإرهاب.
ومن جانبه، يرى كرم أن كلينتون ستحافظ على الاتفاق النووي، أما ترامب سيعمل على إلغاء الاتفاق وتحجيم قدرات إيران، لأنها قد تهدد أمن وسلامة إسرائيل.
السعودية:
أعلن المرشح الجمهوري دونالد ترامب عن رغبته في الحصول على مبالغ مادية نظير الحماية الأمريكية للسعودية، كتعويض عن أحداث 11 سبتمبر 2001.
ويرى حسين إن تصريحات ترانب ستتغير كثيرا بعد وصوله للرئاسة، لأنه سيعلم أهمية المملكة العربية السعودية.
ويتوقع حسين تغير المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينون قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب" (جاستا) الذي يتيح مقاضاة السعودية، لتحسين العلاقات بين البلدين.
يقول حسين إن كلينتون ستحاول اصلاح ما أفسده القانون، ولن يكن لها تأثيرا كبيرا لأنها ستتبع نفس سياسة أوباما.
فيديو قد يعجبك: