إعلان

لماذا غابت الانتخابات الأمريكية عن المصريين؟

11:35 م الثلاثاء 08 نوفمبر 2016

المرشحين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب

كتب - محمد زكريا:

عصر اليوم الثلاثاء؛ كان موعد صبري توفيق مع عمله اليومي، بمتجر أحذية بوسط القاهرة. كل ما يشغله أن تزيد مبيعاته. يحادثه أحد زبائنه عن رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية، يبتسم البائع الأربعيني دون مبالاة، قبل أن يرد عليه "أنا متكحرت، معنديش رفاهية أتابع حاجة".

تحظى عملية الاقتراع داخل الصناديق الأمريكية، بين كلا المرشحين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، باهتمام إعلامي واسع على مستوى العالم. غير أن الأمر اختلف كثيرًا لدى غالبية المصريين الذين أرهقتهم قسوة الحياة المعيشية، وهو ذات الحال الذي يتخلل في نفس المهندس سليمان فوزي، الذي وجد أن الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد تستدعي الاهتمام الأكبر من مواطنيها "إحنا لسة مفوقناش من صدمة التعويم".

صباح الخميس الماضي، أعلن البنك المركزي، تحرير سعر صرف الدولار فى البنوك وفقا لآليات العرض والطلب. قبل ساعات من إعلان الحكومة المصرية رفع أسعار المحروقات. هو ما أثار غضب عدد من المواطنين؛ نتيجة لارتفاع أسعار السلع والخدمات.

لم تكن الظروف الاقتصادية وحدها سبب غياب الانتخابات الأمريكية عن نفس "فوزي"، بل أن طبيعة السياسات الأمريكية كان لها دور في ضعف متابعته لها "أمريكا دولة بتحكمها سياسات مش أفراد". نفس الأمر وجده محمد علي ابن حي الهرم "ترامب ولا كلينتون، كلهم أمريكان".

رغم عدم انشغال نصر صلاح بالنتيجة النهائية للانتخابات الأمريكية، إلا أنه يتمنى فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون؛ نظرًا لباعها الطويل مع السياسة العالمية بعد شغلها منصب وزير الخارجية لسنين طويلة "متهيألي هتتعامل أفضل مع قضايا الشرق الأوسط"، إلى جانب غضب تحمله نفس ابن حي بولاق أبو العلا لمنافسها دونالد ترامب؛ نتيجة تكراره تصريحات معادية للمسلمين.


بعد تعرض ولاية كاليفورنيا لحادث إرهابي، في ديسمبر من العام الماضي، عقب سلسلة هجمات إرهابية شهدها العالم، حينها أعلن المرشح الجمهوري دونالد ترامب عزمه منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة بشكل كامل، وذكر أنه في حالة فوزه بالمقعد الرئاسي سيقوم بتأسيس قاعدة بيانات تصنف الجاليات الإسلامية على أساس "ديني".

بعد صعود باراك أوباما -الرئيس المنتَظر انتهاء ولايته بعد ساعات- في يناير من العام 2009، وجه خطابًا أعلن فيه سعيه إلى بداية جديدة مبنية على الاحترام بين بلاده والعالم الإسلامي، وقتها أحس "فوزي" بشئ من التفاؤل فيما يخص السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية، غير أن 8 سنوات كانت كفيلة بدحر أمال ابن مدينة بنها "كنت مهتم بالانتخابات الأمريكية من أول بيل كلينتون، لكن بعد أوباما اكتشفت أنها مش فارقة كتير".

الأمر لم يختلف كثيرًا، على مقهى شهير بوسط القاهرة، يتراص زبائنه دون اهتمام بالحدث الجاري بالبلد الآخر. يبرر "القهوجي" ثبوت المحطة التليفزيونية على مباراة مسجلة بقوله "انتخابات ايه.. انت مش شايف الناس حاطة ايدها على خدها ازاي"، قبل أن يضيف ساخرا "وبعدين تبدأ بانتخابات، تتحول لأخبار، والقهوة ممنوع عنها السياسة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان