إعلان

في 2015 .. مصريون يدفعون ثمن "الغربة" ضرب وموت

05:37 م الثلاثاء 29 ديسمبر 2015

الاعتداء بالضرب المبرح على أحد العاملين المصريين ب

كتبت- نورا ممدوح :

بين ليلة وضحاها تتبدل الأماكن والوجوه، بعد أن يطرق الشاب كل الأبواب للبحث عن وظيفة، وتبوء محاولته بالفشل، يتخذ قرار البعد عن كل ما عايشه طيلة عمره، ليسافر إحدى البلاد بحثاً عن "لقمة عيش" لم يجدها في بلده، فيكون المقابل هو تحمل آلام الغربة وصعوبتها، فيحمل في جعبته ما استطاع من ذكريات لتهون عليه شقاء غربته، ويختار أن يمتهن "شغلانة" عبر من أجلها البحار، ليجمع ما يقدر عليه من أموال تمكنه من العيش الكريم، ولكنها في بعض الأحيان لا تكن كذلك.

في الثلاثة أشهر الأخيرة من عام 2015 تكررت حوادث الاعتداء على المصريين بالخارج بأشكال مختلفة، وامتلأت الصحف والمواقع الإخبارية بعناوين حول التعدي على عامل مصري بإحدى الدول العربية أو الأجنبية، إحداهما كان إصابات واعتداء بالضرب ووصل الأمر في إحدى الحالات إلى الدهس بالسيارة حتى الوفاة، فلم تكن الغربة هي أصعب ما تواجه الشاب المصري المسافر ولكن الأكثر صعوبة منها هي "إهانة" كرامته.

الفضل في معرفة هذه الحالات وما حدث معهم يرجع للسوشيال ميديا، التي كانت سبب أولياً في توصيل هذه الوقائع إلى المجتمع المصري، وذلك عن طريق تداول مقاطع الفيديوهات والصور التي تتضمن اعتداء على إحدى العمال المصريين بالخارج، وهو ما كان يثير غضب واستياء كل من يشاهد هذه المقاطع، حتى وصلت إلى أعين المسئولين المعنيين بمثل هذه الوقائع لاتخاذ اللازم.

في الأردن .. اعتداء بطريقة "وحشية"
من أبرز هذه الحوادث التي وقعت في هذا العام، كانت في الأردن، حيث انتشر فيديو يحتوي على مشاهد للاعتداء بالضرب المبرح على أحد العاملين المصريين بالأردن، من قبل زيد الشوابكة نائب برلماني أردني، وعدد من مرافقيه بطريقة "وحشية"، داخل أحد المطاعم الشهيرة بالعقبة، وأثار هذا المقطع استياء وغضب المصريين، الأمر الذي ساعد على توجيه أنظار السلطات المصرية إلى هذه الواقعة، لمخاطبة الجهات الأردنية للتحقيق في هذ الاعتداء حرصا علي كرامة المصري في أي مكان.

وروى خالد عثمان، العامل المصري الذي تعرض للضرب، إنه تم الاعتداء عليه من قبل زيد الشوابكة نائب برلماني أردني، وعدد من مرافقيه، بالضرب بطريقة وحشية، داخل أحد المطاعم الشهيرة بالعقبة، مضيفاً أن الاعتداء كان بسبب تأخره على إحضار الوجبات على مائدة الطعام بالمطعم، وتطاولا سباً وقذفاً، بالرغم من اعتذاره بسبب أن الطلبات التي طلبت منه تأخذ وقت طويل لتجهيزها، قائلا: "قالولي أمشي يا كلب جيب الاوردر من جوه، وعندما اعترضت على اهانتي خلع حذائه وضربني به، وهددني بأخيه الذي يعمل داخل البرلمان الأردني".

ومن جانبها قالت نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة ورعاية شئون العاملين المصريين بالخارج، إنها قامت بالاتصال بالقنصل العام ونائبه للوقوف على حيثيات هذه الواقعة، واتضح أنه تم توجيه المواطن المصري المعتدى عليه بإثبات الواقعة في محضر رسمي لدى الجهات المسؤولة هناك، على أن تقوم القنصلية المصرية بمتابعة واتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن، وأنه تم التعرف على اسم المواطن ويدعى خالد عثمان الذي يعمل فى ذلك المطعم مكان الواقعة، مؤكدة أنه في ظل وجود هذه الوزارة لم ولن تهدر كرامة أي مصري في الخارج، وسوف يحصل على كافة حقوقة سواء داخل مصر أو خارجها.

وقد قامت الوزيرة بالاتصال بالمواطن المتضرر للاطمئنان على سلامته، كما اتصلت بالطبيـب المعالج والذي أفاد بأنه في حالة صحية جيدة ولكنه مصاب فقط بكدمات في وجه.

ومن جانبه قال جمال سرور، وزير القوى العاملة، إنه تواصل مع الحكومة الأردنية وأكدوا أنه تم القبض علي المعتدي بالقبض على المصري، مؤكدا أنه قام بالاتصال الهاتفي بـ"خالد عثمان"، في إطار المتابعة والتواصل المستمر لقضيته من جانب الوزارة، والمستشار العمالى المصري، بعد توكيل القنصلية محام للدفاع عنه في القضية المرفوعة لحفظة حقوقه القانونية، بالإضافة إلى أنه عرض عليه العودة إلى مصر و توفير فرصة عمل له، وبالفعل حضر إلى مقر الوزارة وتم توفير فرصة عمل له ولكنه قال أنه يفضل العودة للعمل في الأردن.

الموت تحت عجلات سيارة
لم يقف الأمر على الواقعة السابقة، ولكن وصل إلى دهس مصري بالكويت في واقعة آليمة تفتقد لأي الإنسانية، فلم يكن يعلم أحمد عاطف، المصري الذي سافر الكويت بحثاً عن فرصة عمل لم توفرها له بلده، أن نهايته ستكون تحت عجلات سيارة أحد شباب الكويت، حينما كان يقف الشاب المصري ذو الـ25 عام بمحله الخاص في أحد مولات الكويت، دخل عليه شاب لشراء أحد الأجهزة وبعد مماطلات منه حول ثمن الجهاز رفض "عاطف" البيع له متلقياً تهديد من الكويتي بإيذائه.

لم يمر سوى وقت قليل وعاد الشاب الكويتي ومعه أصدقائه الذين قاموا بتكسير المحل لـ"عاطف" والاعتداء عليه بالأيدي، ثم تطورت المشاجرة إلى خارج المول التجاري، ومع زيادة حدة الشجار قام أحد الشباب الكويتيين بدهس الشاب المصري بسيارته وثلاثة أخرين، مما أسفر عن وفاته وإصابة الأخرين ونقلهم إلى المستشفى.

ومن جانبها قامت نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة ورعاية المصريين بالخارج، بزيارة لدولة الكويت، لمقابلة وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل الكويتية هند الصبح ، للتعرف على تعامل الحكومة الكويتية مع حالة الشاب المصري الذي توفى بدولة الكويت.

وصرحت مكرم حينها "عندما شاهدت فيديو دهس المواطن المصري تحت عجلات سيارة كويتي دمي فار وقولت أنا مش هسكت وهجيب حقه"، مؤكدة أنها أجرت اتصال بشقيق المواطن المصري الذي توفي بالكويت وأكدت له أنها لن يهدأ لها بال حتى تأتي بحقه قائلة" انا مش بعزي دلوقتي هجيب حقه الاول وبعدين أخد عزاه".

كما أكد جمال سرور، وزير القوى العاملة، أنه تواصل مع وزيرة العمل الكويتية وأكدت له أنهم سيعملون كل ما في جهدهم لحصول هذا العامل على حقه وعقاب من اعتدوا عليه وكانوا سبب في وفاته بعد دهسه بالسيارة.

ضرب سائق بالكويت
وفي واقعة أخرى الكويت أيضاً، انتشر فيديو وصور على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لمصري يعمل سائقاً لتوصيل الطلبات للمنازل، يدعى محمد صلاح يونس محمود، من محافظة سوهاج، وتضمنت الصور تعرضه للضرب ومكوثه في إحدى المستشفيات نتيجة لإصابته من قبل أحد المواطنين الكويتين.

وبحسب ماتداوله النشطاء، فإن المواطن الكويتي انهال علي العامل المصري بالضرب، بعد توصيله الطعام إلى منزله، ووجه له السباب والشتائم، ما تسبب فى إغمائه، وإصاباته بجروح وتم نقله للمستشفى لتلقي العلاج.

اعتداء بسبب الأصول العربية
تلقت وزيرة الهجرة نبيلة مكرم، شكوى من المواطن عماد محمد حجازي، بعد أن أجرى اتصالاً هاتفياً بها، بواقعة اعتداء عليه في مدينة ميلانو بإيطاليا من قبل مواطن إيطالي بسبب "أصوله العربية" على خلفية الأحداث الإرهابية التي وقعت في باريس حينها.

ومن جانبها أجرت مكرم، اتصالا بكارلو باريني، أحد المسئولين في وزارة الداخلية، لبحث هذه الواقعة ، ونقلت للجانب الإيطالي اعتداء هذا المواطن على المصري والذي تسبب في إصابته بجروح وتشوهات بالوجه بالإضافة إلى أن الاعتداء عليه وقع أمام زوجته وابنته.

وأكدت السلطات الإيطالية للوزيرة، حرص إيطاليا على حسن معاملة كافة المقيمين على أراضيها، ورفضها لأي تصرفات عنصرية ضد أي من الجاليات العربية والإسلامية، وبالأخص منهم المصرية، ووعدت بمتابعة سير التحقيقات في تلك القضية.

وأوضحت الوزيرة، أن المواطن المصري يقيم بصورة شرعية في مدينة ميلانو في إيطاليا، وأنها وجهته إلى تحرير محضراً بقسم الشرطة في وجود محام إيطالي للدفاع عنه.

رصاصتان في الرأس والصدر
أعلنت وزارة الهجرة في بيان رسمي، أن المواطن محمد عادل عبد الوهاب نصير، من أبناء محافظة المنيا مركز مغاغه، قُتل برصاصتين أحدهما في الصدر، وأخرى في الرأس، إثر خلاف مالي مع مواطن أردني.

وتواصلت نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة، مع السفارة المصرية في الأردن، للإطلاع على تفاصيل مقتل مواطن مصري في الأردن، والعمل على إعادة الجثمان إلى مصر.

وأوضحت الوزيرة، أن المواطن المصري من مواليد عام 1996، وكان يعمل في مزرعة دواجن، مشيرة إلى أن السلطات الأردنية ألقت القبض على مواطنين اثنين أردنيين يشتبه في تورطهما بالحادث.

الإرهاب يطارد المصريين
لم يسلم المصريون من الإرهاب الذي يطاردهم أينما ذهبوا، حيث كان من بين ضحايا أحداث باريس، أحد المصريين الذي يدعى صالح عماد الجبالي، ووصل جثمانه إلى مصر واستلمه اهله الذين اشتكوا لوزيرة الهجرة من خطأ بأوراق المتوفي حيث كتب في شهادة الوفاة أنها " وفاة طبيعية" وليست أحداث إرهابية.

وأجرت وزيرة الهجرة، اتصال بوالد المتوفي، لتقديم العزاء له، وفي سؤال للوزيرة حول مطالب أسرة الفقيد، أجابها والد الضحية أنهم يشعرون بالضيق بسبب شهادة الوفاة، حيث كتب فيها سبب الوفاة بأنها طبيعية، وليست بسبب الأحداث الإرهابية الأخيرة، فطلبت منه الوزيرة بالحضور لمقر الوزارة بكامل الأوراق حتي يتسنى لها معالجة الأمور ووضعها في نصابها الطبيعي.

وبعد ساعات من الاتصال الهاتفي التقت مكرم بمحمد النحاس ابن عم صالح عماد الجبالي، الذي توفى في أحداث باريس، ووعدت الوزيرة، أسرة المتوفي، بمتابعة كافة الإجراءات اللازمة لضمان حصول الأسرة على كافة حقوق نجلهم.

وقالت الوزيرة، عقب لقائها ابن عم المتوفي أنه "نظراً لقتل المواطن المصري في أثناء الأحداث الإرهابية، فإن من حق أسرة المواطن المصري الحصول على حقوق تعويضية.

وأجرت الوزيرة اتصالاً بخالد أبو بكر المحامي الدولي، الموكل من قبل أسرة المواطن وليد عبد الرزاق، الذي أصيب في الأحداث الإرهابية، لبحث تمثيل أسرة المواطن صالح الجبالي أمام المحاكم الفرنسية بجانب حالة وليد.

كما تواصلت نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة، مع سامح شكري وزير الخارجية، لبحث آليات حل مشكلة إصدار شهادة وفاة طبيعية للمتوفي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان