صعايدة الأقصر: "طايع" لا يُمثلنا وصنّاع الدراما اعتادوا على تشويهنا
الأقصر – محمد محروس:
أثارت الأدوار الصعيدية في دراما رمضان هذا العام غضب أهالي محافظة الأقصر، بعد أن اختزلت عددًا من المسلسلات الشخصية الصعيدية في أدوار تاجر الآثار والقاتل الباحث عن الثأر والانتقام، والمتخلف غير القادر على وزن الأمور.
يأتي مسلسل "طايع" الذي صورت مشاهده في محافظة الأقصر على رأس هذه المسلسلات التي أثارت جدلًا والتي رأى البعض هنا أنها تشوّه الصورة الذهنية للمجتمع الصعيدي، ولا تُقدم الواقع الذي يعيشه.
محمد مصطفى، أحد الأهالي قال لمصراوي: "الدراما تقدم الصعيدي على أنه إنسان همجي عاشق للدم والثأر والانتقام وأن المجتمع الصعيدي يسبح في بحر من الدماء على غير الحقيقة والواقع".
وأضاف "مصطفى": "الدراما تقدم صورة ذهنية غير حقيقية عن الصعيد إذ تقدّم الجريمة في صورة تدفع الشباب لتقليدها، ما يؤكد أن الدراما أصبح دورها سلبي على المجتمع وتهدد سلمه وأمنه على عكس الواجب المنوط بها القيام به لتعظيم قيم السماحة والرحمة وترسيخ مبادئ العيش المشترك القائم على المحبة ونبذ العنف".
بينما قال أحمد حسن، أحد أهالي مدينة القرنة غرب الأقصر: "مسلسلات رمضان هذا العام قدمتنا في صورة نباشي القبور وسارقي الآثار وخائني الوطن والتاريخ وسفاكي دماء هل هذا يعقل؟ وهل مطلوب منا أن نتقبل عمل درامي يسيء إلينا بهذا القدر؟ نطالب الدولة والجهات الرقابية بوقف عرض المسلسلات المسيئة إلينا على الشاشات".
وتابع "حسن": على صنّاع الدراما قبل تقديمهم للصعيد أن ينزلوا إلى قراه ونجوعه وأن يروا بأعينهم كيف يعيش سكانه في عيش ووئام وتلاحم وتكاتف لن يجدوه في أي مكان آخر، عليهم أن يعلموا أن الدم والانتقام مساحتهما ضيقة جدًا في مجتمعنا وليس بهذا الحجم الذي يقدموه".
فيما تساءل إبراهيم حجاج: "هل الإبداع يعني أن تسيء للناس وتشوّه صورتهم وتقدمهم كلصوص وسفاكي دماء؟ هل حرية الفكر تعطي لصنّاع السينما والدراما أن يرسخوا في أذهان العالم أن الصعيدي شخص غبي وهمجي وسارق؟ إنكم ترتكبون جريمة في حقنا منذ أمد بعيد ومازلتم مستمرون فيها".
وأضاف "حجاج": الصعيد ليس كما تتصورونه وتصورونه للناس الصعيد مجتمع يعاني فعلًا من التهميش والفقر وغياب التنمية، ولكن سكانه ليسوا أشرارًا لهذا الحد سكانه منهم العلماء والأدباء والشعراء والأطباء والمهندسين والبناءين والعمال سكانه ملح الأرض وترابها".
محمد عثمان، رئيس لجنة التسويق السياحي، وأحد أهالي مدينة القرنة قال: "نشعر بغصة في حلوقنا من الدراما التي مازال صناعها مصرّون على حصر الصعيدي في دور الإنسان المتخلف الباحث عن الثأر والدم وسارقي الآثار والتاريخ فمسلسل طايع قدمنا تحديدًا نحن أهل القرنة في هذه الصورة السلبية على عكس الواقع والحقيقة".
وأضاف "عثمان": محافظة الأقصر المحافظة الوحيدة التي لم يسرق منها حجر واحد أثناء ثورة 25 يناير في حين شهدت محافظات أخرى سرقات كثيرة فضلًا عن أن محافظة الأقصر من أقل المحافظات في أحداث الثأر والقتل، يقيم بيننا بصفة دائمة أكثر من 2500 سائح أجنبي يعيشيون بيننا في أمان بخلاف مئات الآلاف الذين يزورونا سنويًا والجميع يعلم ذلك إلا صنّاع الدراما المصرية".
فيديو قد يعجبك: