حدث في مثل هذا اليوم.. (4) رمضان: أوّل لواء لسيد الشهداء.. والقرطبي يُدفن في المنيا
كتب- محمد قادوس:
4 من رمضان عام 1 هـ:
في الرابع من رمضان للعام الأول من الهجرة عقد الرسول- صلى الله عليه وسلم- أوّلَ لواء لحمزة بن عبد المطلب على رأس ثلاثين رجلاً من المهاجرين لاعتراض عير قريش التي كانت بقيادة أبي جهل على رأس ثلاثمائة رجل، إلا أنه لم يقع بينهما قتال ولا مواجهة.
وحمزة بن عبد المطلب الهاشمي القرشي هو صحابي من صحابة رسول الإسلام محمد، وعمُّه وأخوه من الرضاعة وأحد وزرائه الأربعة عشر، وهو خير أعمامه لقوله: «خَيْرُ إِخْوَتِي عَلِيٌّ، وَخَيْرُ أَعْمَامِي حَمْزَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا».
لُقِّب بسيد الشهداء، وأسد الله وأسد رسوله، ويكنى أبا عمارة، وقيل أبو يعلى. كان حمزة في الجاهلية فتىً شجاعاً كريماً سمحاً، وكان أشدَّ فتى في قريش وأعزَّهم شكيمة، فقد شهد في الجاهلية حرب الفجار التي دارت بين قبيلتي كنانة وقيس.
4 من رمضان عام 53 هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان توفي زياد بن أبيه، قائد عسكري وسياسي أموي.
ولد في السنة الهجرية الأولى، في الطائف، أمه سمية كانت جارية عند الحارث بن كلدة الثقفي الطبيب الشهير.
اعتمد على نفسه في تكوين شخصيته وأصبح من خطباء العرب، في إحدى المرات قص زياد إحدى معارك المسلمين فأعجب به الناس فقال أبو سفيان لعلي بن أبي طالب: أيعجبك ما سمعت من هذا الفتى؟ فقال علي: نعم، قال أبو سفيان: أما أنه ابن عمك، قال وكيف ذلك؟ قال أبو سفيان: أنا قذفته في رحم أمه سمية. قال على وما يمنعك أن تدعيه؟ فقال: أخشى الجالس على المنبر وكان الجالس هو عمر بن الخطاب.
4 من رمضان عام 238 هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان توفي الإمام القرطبي، إمام أهل التفسير الذي يعد كتابه "الجامع لأحكام القرآن" من أشهر كتب التفاسير الأربعة لأهل السنة.
ظل الإمام القرطبي يعيش ويتلقى العلم في الأندلس حتى سقوطها، فخرج منها نحو عام 633هـ، قاصدًا المشرق طلبًا للعلم، فانتقل إلى مصر التي كانت محطًّا لكثير من علماء المسلمين على اختلاف أقطارهم، فدرس على أيدي علمائها، واستقرَّ بها.
التقى الإمام القرطبي بعدد من العلماء الأعلام منهم على سبيل المثال الإمام بهاء الدين أبو الحسن علي بن هبة الله بن سلامة المصري الشافعي، المتوفَّى سنة 649هـ، وكان من أعلام الحديث والفقه والقراءات، الإمام المحدث أبو محمد عبد الوهاب بن رواج، واسمه ظافر بن علي بن فتوح الأزدي الإسكندراني المالكي وغيرهما الكثير.
واستمر طوال مدة بقائه في مصر ينهل من العلوم ويجتهد في التأليف والتصنيف، فقدم للأمة الإسلامية مؤلفات عظيمة من أهمها على الإطلاق كتابه "الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمن من السنة وأحكام الفقه والفرقان"، وعاش الإمام القرطبي بصعيد مصر حتى توفي بالمنيا في ليلة عاشوراء من العام 371 هجرية وقام تلامذته ومريدوه بدفنه فيها.
ويوجد قبر الإمام القرطبي في قرية البهنسا في بني مزار شمال محافظة المنيا. وقد تحول مقامه مزارًا يقصده الآلاف سنويًا من مصر وغيرها من البلدان، خاصة إندونيسا وباكستان وإسبانيا يأتون سنويًا في ذكرى مولده لزيارة مقامه.
فيديو قد يعجبك: