"صيام البيرة".. بدعة تحولت إلى مشروب أوروبي في القرن السابع عشر
إعداد- سارة عبد الخالق:
الصيام في اللغة هو الإمساك مطلقا، سواء كان إمساكا عن المشي أو عن الفعل والحركة أو إمساكا عن الكلام أو عن الأكل والشرب أو غير ذلك.
وذكر ابن حجر في فتح الباري أن (الصوم والصيام في اللغة: الإمساك، وفي الشرع: إمساك مخصوص في زمن مخصوص عن شيء مخصوص بشرائط مخصوصة).
وعادة يختلف الصيام من ديانة لأخرى، فلكل ديانة أو طائفة طريقة وطقوس معينة أو أسلوب مختلف عن غيرها من الديانات والطوائف .
ولعل من ضمن أغرب أنواع الصيام التي عرفت على مر العصور، هو صيام قام به مجموعة من الرهبان في القرن السابع عشر في عام 1694 أطلق عليه (صيام البيرة)!!
بداية يقال إن مشروب البيرة- وفقا لكتاب غذاء للقبطي، تأليف شارل عقل- أول من طوره هم الفراعنة، حيث اكتشفوه بمحض الصدفة، حيث أمطرت السماء على الشعير المحصود، فتخمّر، وعندما تذوق أحد الأشخاص المياه المختلطة بالشعير المتخمر استساغ طعمها، حتى إنه قرر أن يغرق محصول الشعير في المرة القادمة بطريقة مقصودة.
وتعتبر ألمانيا هي الأشهر في العالم في صناعة البيرة- ووفقا لما جاء في المصدر السابق ذكره - (إن ألمانيا التي تعد البيرة مشروبها الرسمي ومصنعها العالمي الأشهر، نشأت بيرتها وترعرعت في الأديرة الكاثوليكية البافارية، لأنها كانت مشروبا مناسبا للرهبان في أوقات الصيام، فمشروب الشعير يوفر مصدرا للغذاء إذا أرادوا التقشف وقت الصوم، أو حتى الامتناع عن المأكولات نهائيا، فكانت البيرة بذلك رفيق الصوم المثالي)، حيث انتقل "رهبان بولانر" من جنوب إيطاليا إلى بافاريا، حسبما أوضحت وكالة الأنباء الكاثوليكية.
وعادة في الديانة المسيحية يسعى البعض - وفقا لموقع christiantoday - إلى التخلي عن شرب الكحول أثناء فترة الصوم المعروفة (بالصوم الكبير)، لكن في القرن السابع عشر الميلادي، قامت مجموعة معينة من الرهبان الكاثوليكيين بطرحها بشكل كبير خلال موسم الصوم، عن طريق تجنب المواد الصلبة والاعتماد بدلاً من ذلك على "الخبز السائل": المعروف باسم "الجعة".
وأوضح "مارتن زوبر Martin Zuber " المسئول عن صنع البيرة أو تخميرها في مصنع بولينر في فيديو سابق نشر على موقع الشركة على شبكة الإنترنت- وفقا للموقع السابق ذكره - : (نتيجة لنظام صارم، لم يسمح للرهبان باستهلاك الأطعمة الصلبة خلال فترة الصوم الكبير، حيث كانوا يحتاجون إلى شيء آخر غير الماء لإعالتهم أثناء هذه الفترة، فقاموا بصنع "جعة" من البيرة المملوءة بالكربوهيدرات والمغذيات "غير العادية" لأن "الخبز السائل لن يُفطر"، فابتدعوا صياما من نوع خاص، حيث قرروا الامتناع عن تناول كل ألوان الطعام، وظلوا طوال فترة الصيام لا يتناولون إلا البيرة والماء فقط لمدة تزيد على 40 يوما متواصلة!
وفي نهاية المطاف، قام هؤلاء الرهبان ببيع هذا المشروب في المجتمع على نطاق واسع، وكان منتجًا أصليًا لمصنع بولينر للبيرة الذي تأسس عام 1634.
ويعتبر الصوم الكبير هو أحد فترات الصيام حسب الديانة المسيحية، وتستمر فترة الصيام المسيحية إلى حوالي ستة أسابيع قبل عيد القيامة - وفقا لموسوعة ويكيبيديا - ، حيث تقام طقوس الصوم الكبير من قبل العديد من الكنائس المسيحية والغرض التقليدي من الصوم الكبير هو إعداد المؤمن من خلال الصلاة، والتوبة من الذنوب، والصدقة وممارسة أعمال الرحمة.
فيديو قد يعجبك: