علامات ليلة القدر تثير الجدل.. هل صافحك جبريل وشعرت بقشعريرة؟
إعداد – سارة عبد الخالق:
في كل عام مع دخول العشر الأواخر من رمضان واقتراب الشهر على الرحيل، يبدأ رواد وسائل التواصل الاجتماعي وجميع المواقع الإلكترونية في الحديث عن هذه الليلة وفضلها وعلاماتها، ويتجدد الجدل عندما يتحدث البعض عن أنه شعر بليلة القدر في ليلة دون غيرها من الليالي الوترية، وتبدأ التعليقات، وأكد البعض أن لا أحد يستطيع أن يجزم بأن ليلة ما هي ليلة القدر دون غيرها وفقا لإحساس معين أو شعور معين شعر به في هذه الليلة، مبررين ذلك أن النبي – صلوات الله عليه – قال: (تحروا ليلة القدر في العشر الآواخرمن رمضان)، وفي حديث آخر: (تحروا ليلة القدر في الوترمن العشر الآواخر من رمضان)، كما أنهم يرون أن ذلك قد يتسبب في فتور وضعف البعض عن العبادة والاجتهاد في الأعمال الصالحة في الأيام المتبقية من الشهر الكريم.
بدأ بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي الرافضين لفكرة إعلان ليلة القدر بناء على الإحساس الفردي يطلقون مصطلح على هؤلاء الأشخاص الذين يقولون إنهم شعروا بليلة القدر في ليلة معينة قائلين: (حساس ليالي القدر) أو (حساسين ليلة القدر).
كان الدكتور محمد وهدان، العالم الأزهري، خلال لقائه مؤخرا ببرنامج «منهج حياة»، طالب بتحري ليلة القدر في الليالي الوترية في العشر الأواخر من رمضان، مؤكدًا أن جبريل -عليه السلام- ينزل إلى الأرض في ليلة القدر، ويصافح المؤمنين، موضحا أن من يصافحه جبريل – عليه السلام – في ليلة القدر يكون قد فاز بثواب هذه الليلة المباركة التي عبادتها خير من ألف شهر، مشيرا إلى أن المؤمن حينما يصافحه سيدنا جبريل -عليه السلام- في ليلة القدر يشعر بقشعريرة تنتاب جسده ودموع في عينيه ورقة في قلبه، وفي هذه الحالة يكون المؤمن قد حصل على شرف عبادة الله تعالى نحو 83 عامًا.
وعلى فيسبوك، علق أسامة الندر أحد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي: (النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "، إيمانا بفضلها واحتسابا لأجرها (وخلاص)، النبي ما قال لو أنت حسيت بليلة القدر أو لو عيونك دمعت، تلاقينا في آخر العشر بنسأل أنت حسيت فيها بأي ليلة، هذا بيحكي ليلة 27 وهذا ليلة 25 و29 و 21، طيب الأغلب حسها بكذا، خلاص يبقى أنا محروم منها، يا عمي هو أنت وظيفتك "حساس ليالي القدر" !، المطلوب فقط نؤمن بأجرها وفضلها ونقبل على الله بصدق وإخلاص، وربنا كريم قال "إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا".
وتحت عنوان (حساس ليلة القدر)، اللهم بلغنا إياها، سجل أحد مستخدمي الفيسبوك يدعى (عماد الشريف) فيديو يتفق مع الرأي السابق ذكره.
وقالت ياسمين قنديل إحدى المستخدمات أيضا للفيسبوك إن: (الناس بتوع كل رمضان صحاب كلام أنا حسيت بليلة القدر امبارح، في ناس بسببكم قلوبها بتتكسر وبتفتر وبتيأس فتبطل عبادات وتكتئب، ليلة القدر لا يعلمها إلا الله وسر إخفائها عشان نجتهد في كل الليالي لعل العاصي يتوب ولو بآخر ليلة).
وعلى الرغم من أن هناك علامات لليلة القدر ذكرت في كتب الأحاديث الشريفة منها: أن (الشمس تطلع صبيحتها لاشعاع لها، والقمر يطلع فيها مثل شق جفنة، "جفنة أي: قصعة" ، وأن الليلة تكون معتدلة لا حارة ولا باردة، ولا يرمى فيها بنجم)، إلا أن إخفاءها له سبب وحكمة كما ورد في حديث عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – أخرجه البخاري، قال: (خرج النبي – صلى الله عليه وسلم – ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى – أي تشاجر- فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيرا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة) ، وفي روايات أخرى: (فالتمسوها في العشر الأواخر).
ويقول الإمام الحافظ – رحمه الله – في فتح الباري، قال العلماء: (الحكمة من إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها).
فيديو قد يعجبك: