ما معنى ليلة القدر.. ولماذا سميت بهذا الاسم؟
إعداد – سارة عبد الخالق:
ليلة القدر هي ليلة خير من ألف شهر، وهي ليلة أنزل الله فيها القرآن، هذه الليلة المباركة التي جعلها الله في العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم، فما هو سبب تسميتها بهذا الاسم؟
جاء في قاموس المعاني الجامع:
- قَدَر: (اسم)- الجمع : أَقْدَارٌ
القَدَرُ : وقتُ الشيء أَو مكانه المقدَّر له
القَدَرُ : القضاءُ الذي يَقضي به الله على عباده، فالقدر: مبلغُ كلِّ شيء. يقال: قَدْرُه كذا، أي مبلغُه
والقدر في اللغة: اسم مصدر من قدر الشيء يقدره تقديراً، وقيل إنه مصدر من قدر يقدر قدراً، عبارة عما قضاه الله وحكم به من الأمور.[ابن الأثير]
وقيل: هو كون الشيء مساوياً لغيره من غير زيادة ولا نقصان، وقدّر الله هذا الأمر بقدره قدراً: إذ جعله على مقدار ما تدعو إليه الحكمة.
أما في الشرع فهو ما يقدره الله من القضاء ويحكم به من الأمور.
لماذا سُميت بـ"ليلة القدر"؟
يقول الله تعالى في سورة القدر: { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}.
وقيل عن سبب تسميتها إنها ليلة ذات قدر وشرف، وهي ترجى في العشر الأواخر من رمضان كما قال – صلى الله عليه وسلم -: (التمسوها في العشر الأواخر).
سميت ليلة القدر بذلك، لعظيم قدرها وشرفها، وجلالة مكانتها عند الله عز وجل "لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر، بواسطة ملك ذي قدر، على نبي ذي قدر، وعلى أمة ذات قدر"، (فيها يفرق كل أمر حكيم)، فأصبح للأمة شأن ومكانة ورفعة بنزول القرآن، فتأتي ليلة القدر في كل عام، لتذكر الأمة أنها إذا أرادت أن يكون لها شأن ومكانة ورفعة عليها أن تعود لكتاب ربها وتتخذه منهاجا، وأن تعظم حملة القرآن فهم أشراف الأمة، "أشراف أمتي حملة القرآن".
قال الخليل بن أحمد: إنه من الضيق أي هي ليلة تضيق فيها الأرض عن الملائكة الذين ينزلون، ويشهد له قوله تعالى: "وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ".
وقال ابن قتيبة: إن القدر بمعنى القَدَر؛ أي يقدر فيها أحكام تلك السنة.
وقال عنها ابن عباس وغيره كما جاء في تفسير ابن كثير: إن الله تعالى أنزل القرآن فيها جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد جاء في تفسير ابن كثير في هذه الآية الكريمة، أي: في ليلة القدر يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة، وما يكون فيها من الآجال والأرزاق، وما يكون فيها إلى آخرها. وهكذا وهكذا روي عن ابن عمر ، وأبي مالك ، ومجاهد ، والضحاك ، وغير واحد من السلف، وقوله : ( حكيم ) أي : محكم لا يبدل ولا يغير.
فيديو قد يعجبك: