رمضان في حياتهم: (1) الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو بن العاص
كتب- إيهاب زكريا:
يستعرض مصراوي خلال أيام شهر رمضان المبارك، كيف كان الصحابة والتابعون والسلف الصالح يقضون نهارهم وليلهم في شهر القرآن وخير شهور العام، استنادا لما ورد في الروايات والكتب الصحيحة.. وفي التقرير التالي يرصد كيف كان رمضان في حياة الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما.
- جاء في صحيح البخاري عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا عبدالله، ألم أُخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟))، فقلت: بلى يا رسول الله، قال: ((فلا تفعل، صُم وأَفطِر، وقُم ونَم، فإن لجسدك عليك حقًّا، وإن لعينك عليك حقًّا، وإن لزوجك عليك حقًّا، وإن لزَوْرك عليك حقًّا، وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإن ذلك صيام الدهر كله))، فشَددتُ، فشدَّد عليّ، قلت: يا رسول الله، إني أجد قوة، قال: ((فصم صيام نبي الله داود - عليه السلام - ولا تَزِد عليه))، قلت: وما كان صيام نبي الله داود - عليه السلام؟ قال: ((نصف الدهر))، فكان عبدالله يقول بعد ما كَبِر: يا ليتني قبِلت رُخصة النبي - صلى الله عليه وسلم. (كتاب الصيام، حديث رقم 1975.)
- ورد في صحيح البخاري عن عبدالله بن عمرو، قال: أنكحني أبي امرأة ذات حسبٍ، فكان يتعاهد كَنَّته، فيسألها عن بَعْلها، فتقول: نِعم الرجل من رجلٍ، لم يطأ لنا فراشًا، ولم يُفتِّش لنا كنَفًا منذ أتيناه، فلما طال ذلك عليه، ذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم –
فقال: الْقَني به، فلقيتُه بعدُ،
فقال: كيف تصوم؟
قال: كلَّ يوم،
قال: وكيف تختم؟
قال كلَّ ليلة،
قال: صم في كل شهر ثلاثة، واقرأ القرآن في كل شهر،
قال: قلت أُطيق أكثر من ذلك،
قال: صم ثلاثة أيام في الجمعة،
قلت: أُطيق أكثر من ذلك،
قال: أَفطِر يومين وصُم يومًا،
قلت: أطيق أكثر من ذلك،
قال: صم أفضل الصوم صومَ داود: صيام يوم، وإفطار يوم، واقرأ في كل سبع ليالٍ مرة، فليتني قبِلت رُخصة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذاك أني كبِرتُ وضَعُفت، فكان يقرأ على بعض أهله السبع من القرآن بالنهار، والذي يقرؤه يَعرضه من النهار؛ ليكون أخفَّ عليه بالليل، وإذا أراد أن يتقوى أفطر أيامًا وأحصى، وصام مثلهنَّ؛ كراهية أن يترك شيئًا فارَق النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه، قال أبو عبدالله: وقال بعضهم: في ثلاث وفي خمسٍ، وأكثرهم على سبع. (الجامع الصحيح، كتاب فضائل القرآن، حديث رقم 5052)
- وعن عبدالله بن هُبيرة عن عبدالله بن عمرو قال: لأن أدمع دمعة من خشية الله - عز وجل - أحبُّ إليّ من أن أتصدَّق بألف دينار.. وقد توفي عبدالله بن عمرو بن العاص بالشام سنة خمس وستين، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة. (ابن الجوزي؛ صفة الصفوة 1/655-660)
- وكان رمضان في حياة عبدالله بن عمرو - رضي الله عنه - كما ورد في سنن ابن ماجه بسند صحيح عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن للصائم عند فطره لدعوة ما تُرَد))، قال ابن أبي مُليكة: سمعت عبدالله بن عمرو يقول إذا أفطر: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسِعت كلَّ شيء أن تغفر لي. (كتاب الصيام، حديث رقم 1753 )
- وجاء في سنن الترمذي من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ثلاثة لا تُرَد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يُفطر، ودعوة المظلوم. (سنن الترمذي، كتاب صفة الجنة، حديث رقم 2525)
فيديو قد يعجبك: