المفتي السابق يعدد الانتصارات التاريخية في شهر رمضان المبارك.. تعرف عليها
(مصراوي):
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن شهر رمضان في الحضارة الإسلامية لم يكن شهرا للعبادة والتقرب إلى الله تعالى فقط، بل كان شهرا للعمل والجهاد لنشر ذلك الدين العظيم، فحينما تقوى النفس وتسمو الروح يعود ذلك بالضرورة على الجسد فيقوى ويشتد، فما الجسد إلا مرآة للروح.
وأضاف فضيلته أنه لذلك شهد شهر رمضان على مدى التاريخ الإسلامي الفتوحات العظيمة التي كانت عاملا كبيرا في نشر الإسلام بسماحته وعدله في ربوع العالم، كما شهد رمضان الكثير من الأحداث التي سجلها التاريخ علامات فارقة في مسيرة الحضارة الإسلامية. ففي الثاني والعشرين من رمضان المبارك في العام الأول للهجرة كان بدء إرسال السرايا النبوية، ومنها سرية حمزة بن عبد المطلب وسرية محمد بن مسلمة وغيرها من السرايا التي ساعدت في دعم قواعد الدين الإسلامي الحنيف. حتى كان السابع عشر من رمضان في العام الثاني للهجرة، حيث كانت معركة بدر الكبرى التي انتصر فيها المسلمون بقيادة رسول الله ﷺ على جحافل الباطل.
وتابع جمعة، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: في سنة ثمان للهجرة فتح رسول الله ﷺ وأصحابه مكة في الحادي والعشرين من رمضان، وكان هذا الفتح تتويجا لجهود النبي ﷺ وأصحابه في الدعوة إلى الله وإيذانا بسيادة الإسلام في شبه الجزيرة العربية، حيث دخل الناس على إثره في دين الله أفواجا.
وفي الثامن من رمضان سنة تسع للهجرة كانت موقعة تبوك، وعاد الرسول ﷺ من هذه الموقعة في السادس والعشرين من الشهر نفسه بعد أن أيده الله تعالى فيها تأييدا كبيرا. وبعد وفاته ﷺ استمر أصحابه رضي الله عنهم على نهجه في نشر الدعوة، وشهد شهر رمضان أيضا الكثير من الفتوحات الإسلامية العظيمة في أيامهم، ففي الثالث عشر من رمضان سنة خمس عشرة للهجرة وصل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى فلسطين بعد معارك ضارية لفتح بلاد الشام، وقد تسلم مفاتيح مدينة القدس وكتب لأهلها أمانا لأرواحهم وأموالهم، نسأل الله أن يردها سالمة للمسلمين.
وفي الأول من رمضان سنة عشرين للهجرة دخل المسلمون مصر على يد القائد عمرو بن العاص رضي الله عنه في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن اكتسح عمرو في طريقه جنود الروم الغاشمين.
وفي السادس من رمضان سنة ثلاث وستين من الهجرة انتصر محمد بن القاسم علي جيوش الهند عند نهر السند وتم فتح بلاد السند، وكان ذلك في آخر عهد الوليد بن عبد الملك.
وتابع فضيلة المفتي السابق: كان بدء فتح الأندلس أيضا في الأول من رمضان سنة إحدى وتسعين من الهجرة، فقد نزل المسلمون بقيادة طريف بن مالك البربري إلى الشاطئ الجنوبي لبلاد الأندلس وفتحوا بعض الثغور. وفي التاسع من رمضان سنة ثلاث وتسعين للهجرة قام القائد المسلم موسى بن نصير بحملة لاستكمال فتح الأندلس وتم فتح إشبيلية وطليطلة. وفي التاسع من رمضان سنة مائتين واثنتي عشرة نزل المسلمون على شواطئ جزيرة صقلية وفتحوها لينشروا الإسلام في ربوعها بقيادة زياد بن الأغلب. وفي شهر رمضان تحقق للمسلمين النصر على الدولة البيزنطية في معركة عمورية بقيادة الخليفة المعتصم العباسي الذي هب لنجدة إخوانه المسلمين حين استغاثوا به فحرك جيشا كبيرا لتأديب الدولة البيزنطية، وكان ذلك في السابع عشر من رمضان سنة223 هـ.
وفي الخامس والعشرين من رمضان سنة658 هـ نشبت معركة عين جالوت بقيادة المظفر سيف الدين، وكتب الله تعالى النصر للمسلمين فحققوا فوزا ساحقا أوقف زحف المغول وأنقذ الحضارة الإسلامية من الدمار. وكذلك كان أول نصر للمسلمين على الفرنجة في هذا الشهر الكريم، في السادس من رمضان عام532 هـ بقيادة عماد الدين زنكي شمال الشام بحلب.
وأما العاشر من رمضان فقد سجله التاريخ ليس كيوم نصر للمصريين فقط، بل كيوم نصر لجميع الأمة العربية والإسلامية، وسيظل يذكره كل عربي ومسلم على مدى الدهر، كان انتصار الجيش المصري على إسرائيل في حرب السادس من أكتوبر عام1973 م في معركة العبور، حيث عبر الجيش المصري قناة السويس مستعينا بالله واستعاد سيناء من المحتل الإسرائيلي، وقبل ذلك بمئات السنين وفي العاشر من رمضان أيضا سنة ستمائة وثمان وأربعين للهجرة الموافق الثاني عشر من ديسمبر سنة1250 م انتصر المصريون على لويس التاسع في معركة المنصورة، وقتل وأسر عدد كبير من جنوده.
وهكذا عرف شهر رمضان في التاريخ الإسلامي بشهر الفتوحات، ذلك الشهر الذي شاء الله تعالى أن ينتشر فيه نور الإسلام بأخلاقه وقيمه على العالمين.
فيديو قد يعجبك: