من صيام الجوارح.. خمسة أمور امتنع عنها ليكتمل صيامك
كتب- هاني ضوه:
كثير من الناس يعتقد أن الصيام هو مجرد أن يمتنع الإنسان عن الأكل والشرب والجماع فقط، إلا أن الصيام أكثر من ذلك، فهناك أيضًا صيام الجوارح مثل صوم اللسان والعين والأذن حتى يكون الصيام كاملًا ولا يفسده شئ، ويتناول مصراوي واحدا من صيام الجوارح ألا وهو صيام اللسان.
الامتناع عن الغيبة والنميمة
عن أبي عبيدة بن الجراح - رضى الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الصيام جنة ما لم يَخْرِقها" قال الدارمي: "يعنى بالغيبة".
قد حُكي عن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها - وبه قال الأوزاعي: إن الغيبة تُفطر الصائم، وتوجب عليه قضاء ذلك اليوم. وقال سفيان الثوري: الغيبة تفسد الصوم.
الامتناع عن الكلام البذيء
الكلام البذئ هو كلام حرم بإجماع العلماء سواء كان في رمضان أو غير رمضان، بل هو في رمضان أشد، ومن الدليل على حرمة التحدث بالكلام البذيء ما جاء في الحديث من أن الله يبغض الفاحش البذيء، ففي سنن الترمذي عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء".
أما في رمضان، فالأمر أشد لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "الصيام جُنَّةٌ، وإن كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب".
الامتناع عن قول الزور
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
وقد عد النبي صلى الله عليه وآله وسلم قول الزور من الكبائر، فجاء في الحديث الشريف ثلاث من الكبائر، والكبائر هي الذنوب العظيمة التي توجب العقوبة عند الله، إلا إذا غفرها، فقال النبي بعد الشرك وعقوق الوالدين: «ألا وقول الزور»، وظل يؤكدها، لأن كثيرًا من الناس لا يهتمون بها، ويقول: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، أي أن الله ليس بحاجة لعبادة أحد، وإنما العبادة هي لتزكية النفس يستفيد منها المسلم، والصيام كما قال الله تعالى فرض للتقوى، فإذا كان الإنسان لا يتقي الله ويقول الزور ويعمل به، فليس هناك فائدة في تركه طعامه وشرابه، وكان الصحابة يحرصون على أن يكون صيامهم طهارة للأنفس، وتنزها عن المعاصي.
الامتناع عن الكذب
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "مَن لم يدع الخنا والكذب، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"، والخنا هو الكلام القبيح.
وقد قال جابر بن عبد الله: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار، وليكن عليك سكينة ووقار يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء.
ومن وقع بالكذب أثناء الصيام، فليس عليه إلا التوبة والاستغفار مما حدث، مع العزم على عدم الرجوع إليه مرة أخرى، ولا يلزم قضاء اليوم الذي وقع فيه الكذب.
الامتناع عن السب والشجار
قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم: "وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم".
فيديو قد يعجبك: