صور وفيديو: مع اقتراب رحيل شهر القرآن.. من هو خطاط المصحف الشريف الذي لا يعرفه كثيرون؟
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتبت- سارة عبدالخالق:
لا يكاد يخلو منزل من منازلنا من وجود هذه النسخة الشهيرة التي كانت في الأساس مكتوبة بخط بيده. ومع اقتراب شهر القرآن على الرحيل يتنافس المتنافسون في قراءة آيات الذكر الحكيم؛ تقربا وطاعة من الله- عز وجل- ولا يعلم هؤلاء المتنافسون في الخير من هو خطاط المصحف الشريف هذا الذي بين أيديهم يتلون آياته آناء الليل وأطراف النهار.. ربما يكون البعض قرأ اسمه بين طيات غلافه، لكنهم لا يعرفونه.
فمن هو خطاط المصحف الشريف؟!
جميع مصاحف مطبعة الملك فهد التي طافت العالم بأكمله وراؤها أنامل شخص واحد، وبمجرد فتح الصفحات الأخيرة منه يجد قارئ القرآن هذه العبارة "بعون من الله وتوفيقه تم طبع هذا المصحف. الخطاط "عثمان طه".
قضى الشيخ "عثمان طه" أكثر من 30 سنة في كتابة المصحف الشريف، وكتب القرآن الكريم بجميع الروايات 12 نسخة جميعها بخط يده.
هو شخص محب لفن الخط، وعلى الرغم من تقدمه في العمر، 85 عاما، فإنه يجد فيه متعة، ويحرص دائما كما قال للداعية أحمد الشقيري في حلقة سابقة من برنامجه (إحسان) الذي يذاع على قناة mbc 1، أن من طقوسه عند كتابة المصحف أنه يحرص على أن يكون على وضوء قائلا: "ما كتبت صفحة من المصاحف إلا وأنا على ضوء".
ويستغرق الخطاط "عثمان طه" 3 سنوات عملا يوميا لكتابة المصحف كاملا بخط يده، وهو يرى أن القرآن لمن يؤمن بالدين والآخرة وبوجود الله، فهو "مخيف صعب"، خاصة عند وصف الجنة ووصف النار، فيصف تجربته الشخصية عند كتابة القرآن عند وصف الجنة قائلا: "أحب ألا تنتهي الآيات، وعند الحديث عن جهنم وعذابها ترتجف يدي، وأتعرق وهذا على عكس عادتي فأنا لا أتعرق عادة".
وهو يطلب من الملايين الذين يقرأون القرآن بخط يديه أن يدعوا له بأن يحفظ الله- تعالى- جوارحه لكي يستطيع أن يكمل عمله.
عثمان عبده طه هو خطاط مصاحف المدينة المنورة، ولد في ريف حلب عام 1934 م، وقد أخذ مبادئ الخط من والده الشيخ "عبده حسين طه" إمام وخطيب المسجد وشيخ كتاب البلد، وكان والده يكتب خط الرقعة، وكان قد درس في دمشق أثناء مرحلته الجامعية، وحصل على درجة الليسانس في الشريعة الإسلامية من جامعة دمشق عام 1964 م، وعلى الدبلوم العامة من كلية التربية من جامعة دمشق في 1965 م، وفقا لما جاء في السيرة الذاتية للخطاط "عثمان طه" على موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
تعرف في دمشق على خطاط بلاد الشام "الأستاذ محمد بدوي الديراني" وتعلم منه الكثير في الخط الفارسي، وخط الثلث، كما كان دائما ما يأخذ تمرينات وتعليقات حول خط الثلث والنسخ من خطاط العراق "الأستاذ هاشم محمد البغدادي"، كما درس الرسم وعلم الزخرفة.
وكان الشيخ "عثمان طه" قد حصل على إجازة في حسن الخط من شيخ الخطاطين في العالم الإسلامي "الأستاذ حامد الآمدي" في عام 1973 م، كما عين عضوا في هيئة التحكيم الدولية لمسابقة الخط العربي التي تجري في اسطنبول كل ثلاث سنوات منذ عام 1988 م، وعُين خطاطا لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة منذ عام 1988، وكاتبا لمصاحف المدينة المنورة.
له خبرة وباع طويل في مجال كتابة المصاحف؛ حيث كتب المصحف الشريف بالرسم العثماني، وله أسلوب مميز في كتابة المصاحف، منها:
تخلصه من أشكال بعض الأحرف من خط النسخ تفاديا لالتباسها بحروف أخرى مشابهة لها. كما اعتمد على تبسيط الكلمة كما هو الأصل في الخط الكوفي الذي كتب به القرآن أول مرة أيام الصحابة.
كما اكتسب خبرة في توزيع الكلمات في السطر الواحد؛ بحيث ينتهي السطر كما بدأ دون تزاحم الكلمات في النهاية.
وكان قد كتب أول مصحف بخطه في عام 1970 لوزارة الأوقاف السورية، ثم كتب مصحفا آخر برواية حفص للدار الشامية، ثم سافر إلى المملكة العربية السعودية وعين خطاطا في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة وكاتبا لمصاحف المدينة النبوية، وكان قد كتب بخط يده لمجمع فهد أربعة مصاحف، وطبع منها ما يزيد على 200 مليون نسخة، تم توزيعها حول العالم، وفقا لما جاء في صحيفة الرياض السعودية.
فيديو قد يعجبك: