إعلان

تعرف على خطبة الجمعة من المسجد الحرام: وسطية الإسلام المثال الأكمل لتطبيق العدل

02:23 م الجمعة 31 مايو 2019

المسجد الحرام

(وكالات):

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبدالعزيز السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام :"وإذ تَنْعَمُ أمتنا الإسلاميّة بِعَبَقِ شهْرِها الخالِد، وأيَّامه الفَيْحَاء التَّوالِدْ، وتَتَفيَّأ خَيْرَه الوارف، المُزْدَان بِأسْنَى المطارِف، وتَرْشُفُ رحِيقه، وتَنْهَل رَيَّاه، وتَجْتَلِي أنوَاره وتَتَمَلَّى بديع مُحَيَّاه، لَسُرْعَان ما تَبَدَّى لَنَا آخره، وقدْ تَصَرَّم جُلُّه، ولم يَبْقَ إلاَّ نَزْرُه وقُلُّهُ، بل أيَّام على الكَفِّ تُعَدّ، لقد مرّ كلمحة برق أو غمضة عين، فحي هَلاً بِمُستزيدٍ لا يُرَد، نسْأل الله قبول العمل، وبُلُوغ الأمل في المُفْتَتَحِ والمُخْتتم.

وأضاف يقول- نقلا عن وكالة الأنباء السعودية واس : أيها الصائمون القائمون يَا بُشْرَاكم ويَا نُعْماكم بهذه الأيّام المُبَاركة القلائل، ازدلفوا إلى ربكم بالفرائض والنوافل، واستَدْركوا ما فاتكم في شهركم من الأعمال الجلائل، لِنَسْتَدْرِكَ النَّفَحَات، ونَدْرُج في ثنايا الرحمات فبعد أن حلَّقت بِكم أشواق الروح إلى سِمَاك الإخبات والسكينة، وقُنَن الطُّهر والطمأنينة، لا تركنوا إلى الدَّعة والراحة، فلا تزال السوق قائمة، والتجارة رابحة، ويا مَنْ بَدَّدَ أيَّام رَمضان وَفرَّقَهَا، وسلك بِنفسه طرائق التّفريط فَأَوْبَقَهَا، فلا تزال الفُرْصَة سَانِحَة، وهذا دَأَبُ المؤمن الصَّادِق الوَجِل، إنْ وَنَى واجْتَرَح، أو عَن جَوَادِ الطَّاعَة جَنَح، تاب وآب، وعَفَّى حَوْبَاته بالتَّوبَة والاستغفار وحُسْن المآب.

وأردف فضيلة الشيخ السديس يقول: أمّة القرآن والصِّيام وفي هذه العَشْر الأواخر اختَصَّكم الباري تبارك وتعالى بليلة عظيمَةَ الشّرف والقدر، مُبَاركة الشّأن والذِّكر، بالخير والرَّحمة والسلام اكتملت، وعلى تنزُّل القرآن والملائكة الكرام اشتملت، هي مِنكم على طرف الثُّمام، بإذن الملك العلاَّم، إنَّها ليلة القدر، فعليكم بالاجتهاد، ألَا لا تَخْرُجُوا من رمضان إلا مَغْفُورًا لكم، لا تخرجوا مِنْهُ إلا وقد أُعْتِقَتْ رِقَابكم، ولْيَكُن لكم فيه مِن أُنْسِكم باللهِ هَادٍ لا يَضِل، ومِن تَنَافُسِكم وجِدِّكم في الطاعات حَادٍ لا يَمَل، كيْف وأنْتم للآخرةِ تَمْهَدُون، وفي حُبِّ اللهِ تَسْهَدُون، ولِلَذِيذ دُعائه وضَرَاعَتِهِ تَتَهَجَّدُون فتَجْهَدُون، ألا إنَّها نِعمة الإيمان، وأعْظِم بها من نعمة، ألا إنه بَرْدُ اليقين، وأكْرِم به مِن زادٍ مُبين، وإشراق لا يَبِين، ولتكن هذه النسمات الروحانية زادا ومُعينا لنا على صدق الانتماء لديننا وأوطاننا، وبداية لعهد جديد، نطفئ فيه لهيب الخلافات والنزاعات، والانهزامية والنعرات، ونُنهي مظاهر الغُلو والضَّلالات، والعنف والتطرف والإرهاب، وسُعار الرذيلة والموبقات، وخطاب التطرف والإقصاء والكراهية، والدعوة إلى تعزيز قيم الحوار والتسامح والتعايش والسلام، ونفيء إلى أنوار الإسلام وهداياته الغامرة، وعُرَاه المحَمَّلة بأمجاد الكرامة، ومعاقد العزة والسؤد والإخاء، والتآلف والرخاء، وليعيش بنو الإسلام متوادين متآزرين، متكافلين متصافين، وضد المحن والخطوب متصافِّين، وعلى نصرة الدين وقضاياه متوافين، ولنطالع العالم بأعظم مِنْهَاج، به تَسْعَد الشُّعوب والأمم وتُسَاس؛ لأننا أمة الوسط والشهادة على الناس، ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾، وذلك بما حَبانا الباري من الخصائص العقدية، والسلوكية، والفضائل الأخلاقية والتربوية، كيف وشِرْعَة الإسلام بوسطيته واعتداله هي الأنموذج الحق الأفضل، والمثال الأكمل لتطبيق العدل والوِئَام، والسِّلْم والسلام بين جميع الأنام، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾.

وبين أن الله شَرَعَ في ختام شهر رمضان إخراج زكاة الفِطْر، وأنه يجب إخراجها بنفس طَيِّبَة، وهي صاعٌ من غالب قوت البلد، ففي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى من المسلمين).

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان