في ذكرى رحيل السيدة فاطمة الزهراء.. لماذا أطلق الرسول عليها لقب "أم أبيها"؟
(مصراوي):
في مثل هذا اليوم، في الثالث من شهر رمضان، سنة 11 للهجرة الموافق 21 نوفمبر 632م تُوفيت السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول، صلى الله عليه وسلم، وزوج على بن أبى طالب رضى الله عنه، وأم سبطي الرسول الحسن والحسين رضى الله عنهما. هي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمُّها خديجة أمُّ المؤمنين.
كانت أصغر بنات النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت سيدة النساء في زمنها، وقد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام أنه كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا أربع، والسيدة فاطمة رضي الله عنها إحدى هؤلاء الأربع.
وعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ) ولدت قبل البعثة بقليل، وتزوجها الإمام علي كرم الله وجهه في ذي القعدة من سنة اثنتين بعد وقعة بدر. أولادها الحسن، والحسين، والمحسن، وأم كلثوم، وزينب، أبناء علي بن أبي طالب. وكان عليه الصلاة والسلام يحبها، ويكرمها، ويسرُّ إليها، ومناقبها غزيرة، وكانت رضي الله عنها صابرة، دينية، خيرة، قانعة، شاكرة لله- عز وجل.
عن أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- قالت: (ما رأَيْتُ أحدًا كان أشبهَ سمتًا وهَدْيًا ودَلًّا. والهدى والدال، برسولِ اللهِ- صلى الله عليه وسلم- من فاطمةَ كرَّمَ اللهُ وجَهْهَا؛ كانت إذا دخَلَتْ عليه قام إليها، فأخَذَ بيدِها وقبَّلَها وأَجْلَسَها في مجلسِه، وكان إذا دخَلَ عليها قامت إليه، فأَخَذَتْ بيدِه فقَبَّلَتْه وأَجَلَسَتْه في مجلسِها). صححه الألباني.
وجاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: (أقبلَتْ فاطمةُ تَمشِي كأنَّ مِشْيَتَها مَشْيُ النبيِّ- صلى الله عليه وسلم، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم: مرحبًا بابنتي! ثم أَجلَسَها عن يمينِه أو عن شمالِه، ثم أسرَّ إليها حديثًا فبَكَتْ، فقلتُ لها: لِمَ تَبكين؟ ثم أسرَّ إليها حديثًا فضَحِكَت، فقلت: ما رأيتُ كاليومِ فرحًا أقربَ مِن حزنٍ، فسألتُها عما قال، فقالت: ما كنتُ لِأُفْشِيَ سرَّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حتى قُبِضَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فسأَلْتُها، فقالت: أسرَّ إليَّ: إن جبريلَ كان يُعارِضَني القرآنَ كلَّ سنةٍ مرةَ، وإنه عارَضَني العامَ مرتين، ولا أراه إلا حضرَ أجلي، وإنك أُوَّلُ أهلِ بيتي لَحَاقًا بي. فبكيتُ! فقال: أما تَرْضَيْنَ أن تكوني سيدةَ أهلِ الجنةِ، أو نساءَ المؤمنين. فضَحِكْتُ لذلك). - رواه البخاري
لماذا أطلق عليها الرسول لقب "أم أبيها"؟
وعن سبب إطلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لقب "أم أبيها" على السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، قال الداعية الشيخ رمضان عبد المعز - أحد علماء الأزهر الشريف - إن الطبرانى ذكر في المعجم الكبير أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "إنما فاطمى حوراء أنسية كلما اشتقت لرائحة الجنة شممت فاطمة" صدقت يا سيدى يا رسول الله.
وأضاف عبد المعز خلال أحد لقاءاته فى برنامج "لعلهم يفقهون" عبر فضائية "dmc": "هى الصديقة فما أثر عنها كذباً قط، وهى أيضاً الحانية (تعنى شديدة الحنان) لما كان لها من العطف والحنان على الحبيب صلوات الله وسلامه عليه، لذلك أطلق عليها النبى صلى الله عليه وسلم "أم أبيها" لما كان يرى منها من الاهتمام والحنان والخوف عليه.
فيديو قد يعجبك: