آية ومعنى (17): {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ}
كتب- محمد قادوس:
يقدم مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الالكتروني (خاص مصراوي) تفسيرا ميسرا لبعض آيات من القرآن الكريم على مدار الشهر الكريم، ومن قول الله تعالى.. {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.. [يونس:24]
وجاء في شرح مختصي المركز لمعنى الآية الكريمة، أن الله تبارك وتعالى ضرب مثلا لزهرة الحياة الدنيا وزينتها وسرعة انقضائها وزوالها، بالنبات الذي أخرجه الله من الأرض بما أنزل من السماء من الماء، مما يأكل الناس من زرع وثمار، على اختلاف أنواعها وأصنافها، وما تأكل الأنعام من أبٍّ وقَضْبٍ وغير ذلك، حتى إذا أخذت الأرض زينتها الفانية، وتحسنت بما خرج من رُباها من زهور نضرة مختلفة الأشكال والألوان، وظن أهلها الذين زرعوها وغرسوها أنهم متمكنون من جذاذها وحصادها ، فبينا هم كذلك ، إذ جاءتها صاعقة ، أو ريح باردة ، فأيبست أوراقها، وأتلفت ثمارها؛ كأنها ما كانت حسناء قبل ذلك، ضرب الله –عز وجل- هذا المثل البين الحجج والأدلة، لمن يعتبرون به في زوال الدنيا من أهلها سريعا مع اغترارهم بها، وأما الغافل المعرض، فهذا لا تنفعه الآيات، ولا يزيل عنه الشك بالبيان.
فيديو قد يعجبك: