هل يمكن أن ينفر شخص من الدين بفعل الدين نفسه؟.. الجفري يجيب

كتبت – آمال سامي:

في حلقات مقتطفة من كتابه "الإنسانية قبل التدين" للشيخ الحبيب علي الجفري، يرصد الداعية، في 30 حلقة قصيرة ومنفذة برسومات الكولاج المتحركة، كيف تكون الإنسانية قبل التدين في ظل الحاجة إلى منظومة قيم أعلى وقابلة للتطبيق، مؤكدا أن النقص في الإنسانية يتبعه حتما نقص في التدين.

"إن منكم منفرين، فمن أمّ الناس فليتجوز، فإن خلفه الضعيف والكبير وذا الحاجة" بهذا الحديث استهل الحبيب علي الجفري الحلقة الثالثة والعشرين من سلسلة الإنسانية قبل التدين، مجيبًا فيها على تساؤل مهم وهو: هل من الممكن أن ينفر شخص من الدين بفعل من الدين نفسه؟ وعلق الجفري على الحديث بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا فيه أن من يتصدر لخدمة الدين ينبغي أن يلاحظ حالة المتلقي وألا يكون منفرًا للناس ولو حتى عبر تلاوة كلام الله أثناء الصلاة.

ثم تحدث عن نموذج لحالة التنفير هذه وهي قضية كثيرًا ما يدور اللغط حولها، وهي مسألة تهنئة أهل الكتاب في عيدهم، حتى يصل الأمر، في رأيه، إلى حالة التنفير من الدين من خلال الاسلوب الفظ والعبارات المسيئة، ويقول الجفري أن الحديث في هذا الموضوع أصبح جزءًا من الامعان في تمزيق منطقتنا المضطربة الممزقة عبر مفهوم الولاء والبراء، ثم يستطرد الجفري شارحًا رأي من نهى عن التهنئة وعلى أي قاعدة بنى رأيه في ذلك النهي قائلًا أن العلة التي نص عليها عدد منهم في فتواهم هي التباس التهنئة باقرار اهل الكتاب على عقيدتهم المخالفة لعقيدة الإسلام، "وهذا التعليل كان صحيحا في اطار الثقافة السائدة في الماضي، لكن هذه العلة قد انعدمت في الثقافة المعاصرة فقد تجاوز النضج الإنساني هذه النظرة واصبحت التهنئة مرتبطة بالبر وحسن الصلة وجميل التعايش بالمعروف وليس اقرار اهل الكتاب على عقائدهم" يؤكد الجفري، مضيفًا أن الأصل في الصلة بيننا وبين غير المسلمين الذين لا يقاتلوننا هو العدل والإحسان، فقد قال تعالى: "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ".