حديث ومعنى (2): "إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ"
كتب- محمد قادوس:
يقدم مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الالكتروني "خاص مصراوي" تفسيرا ميسرا لبعض الأحاديث النبوية الصحيحة والتي تتعلق بالصيام وشهر رمضان المبارك، وحديث اليوم هو: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ "
أخرجه الترمذي في السنن :( 682)
وجاء في تفسير مختصي المركز لمعنى الحديث النبوي الشريف: إن الحديث ينقل لنا صورة من صور هبوط غيث الرحمة وتوالي صعود الطاعة بلا موانع ومعاوق في رمضان تارة ببذل التوفيق وأخرى بحسن القبول من الله الكريم، فتفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران ، وتصفد الشياطين.
وقد يسأل سائل: كيف نرى الشُّرور والمعاصي واقعة في رمضان كثيرًا فلو صفِّدت الشَّياطين لم يقع ذلك؟
وقد أجاب عن هذا أهل العلم من قديم:
قال الإمام المناوي :«إن تصفيد الشياطين مجاز عن امتناع التسويل عليهم واستعصاء النفوس عن قبول وساوسهم وحسم أطماعهم عن الإغواء، وذلك لأنه إذا دخل رمضان واشتغل الناس بالصوم وانكسرت فيهم القوة الحيوانية التي هي مبدأ الشهوة والغضب الداعيين إلى أنواع الفسوق وفنون المعاصي وصفت أذهانهم واشتغلت قرائحهم وصارت نفوسهم كالمرائي المتقابلة المتحاكية وتنبعث من قواهم العقلية داعية إلى الطاعات ناهية عن المعاصي فتجعلهم مجمعين على وظائف العبادات عاكفين عليها معرضين عن صنوف المعاصي عائقين عنها فتفتح لهم أبواب الجنان وتغلق دونهم أبواب النيران ولا يبقى للشيطان عليهم سلطان، فإذا دنوا منهم للوسوسة يكاد يحرقهم نور الطاعة والإيمان!.
وقال الإمام السندي : لا ينافيه وقوع المعاصي إذ يكفي في وجود المعاصي شرار النفس وخباثتها، ولا يلزم أن تكون كل معصية بواسطة شيطان ،فصدور المعصية ليس من أثر الشيطان بل من أثر النفس الأمارة التي تشربت من أثر الشيطان في سائر السنة، فإن النفس لما تصبغت بلونه تصدر منها أفعاله، والفائدة إذ ذاك في التصفيد ضعف التأثير في ارتكاب المعاصي فمن أراد التجنب إذ ذاك يسهل عليه.
فالشر في رمضان أقل منه في غيره والقدرة على تجنب المعاصي في رمضان أقوى من سائر الشهور.
ما يستفاد من الحديث:
1- الحض على المبادرة إلى تنقية النفس من مساوئها في هذا الشهر.
2- الصيام يعين المسلم على صالح الأعمال.
فيديو قد يعجبك: