تناولها محمد رمضان في مسلسل "موسى".. ما رأي الشرع في أكل الثعابين؟

كـتب- علي شبل:

أثار النجم محمد رمضان الجدل بعد تناوله الثعابين في حلقة أمس الأول من مسلسله الرمضاني "موسى"، أثناء هروبه في الجبل، اختفاءً من أهل «حميد» والذي يجسد شخصيته الفنان أحمد محمد ماهر، بعدما قام بقتله، وتساءل البعض عن الرأي الشرعي في أكل الثعابين والزواحف.

أكد أكثر الفقهاء وأهل العلم على عدم جواز أكل لحوم الأفاعي والثعابين، حيث ورد عن الإمام النووي رحمه الله في "المجموع"، قوله: (مَذَاهِبِ الْعُلَمَاءِ فِي حَشَرَاتِ الْأَرْضِ كَالْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبِ وَالْجِعْلَانِ وَبَنَاتِ وَرْدَانَ وَالْفَأْرَةِ وَنَحْوِهَا : مَذْهَبُنَا أَنَّهَا حَرَامٌ , وَبِهِ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَأَحْمَدُ وَدَاوُد , وَقَالَ مَالِكٌ : حلاَل).

والصواب قول الجمهور، وذلك لعدة أمور منها:

أولاً: أن الثعبان مما يفترس بنابه ، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع . متفق عليه

ثانياً: أن الثعبان مما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّه سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ : (اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ ...)

متفق عليه.

ثالثا: أنها مستخبثة، وقد قال الله تعالى، في سورة الأعراف/157: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ)

فأجمع الفقهاء على أنه لا يجوز أكل الفئران والثعابين والحنش السام والقردة؛ لأن جنسها مما يفترس بنابه، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع ، ولأنها مستخبثة، وقد قال تعالى في بيان صفة النبي صلى الله عليه وسلم : (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ)

وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن التداوي بالحرام ، فيما روى أبو داود عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ ، وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً ، فَتَدَاوَوْا وَلَا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ).

وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه فِي السَّكَرِ : "إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ" ذكره البخاري تعليقا.

وروى الإمام مسلم عن وائل بن حجر رضي الله عنه أَنَّ طَارِقَ بْنَ سُوَيْدٍ الْجُعْفِيَّ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَمْرِ؟ فَنَهَاهُ أَوْ كَرِهَ أَنْ يَصْنَعَهَا، فَقَالَ: إِنَّمَا أَصْنَعُهَا لِلدَّوَاءِ فَقَالَ: (إِنَّهُ لَيْسَ بِدَوَاءٍ وَلَكِنَّهُ دَاءٌ).