احذري على مائدة رمضان: الخشاف وجوزة الطيب "حرام" في هذه الحالة

كتبت- آمال سامي:

الخشاف وجوزة الطيب من الأطعمة الأكثر إثارة للجدل، وهي تتواجد بشكل دائم على مائدة رمضان، فلجوزة الطيب نكهة لطيفة تضاف إلى العديد من الأطعمة، إلا أن هناك من حرمها، وكذلك خشاف رمضان في حالات محددة، فرغم أنه من الأكلات الرمضانية المتعارف عليها في مصر إلا أنه بين الحين والآخر تصدر فتاوى حول تحريمه أو كراهته..

تجنبي غلي الخشاف أو تخزينه فترة طويلة

أكدت دار الإفتاء المصرية في فتوى سابقة لها كراهة خلط التمر بالزبيب، وهو ما يحدث في حالة الخشاف، كراهة تنزيهية وليس محرمًا، لكنها قالت إن "الأولى تركه" أيضًا، وذلك لما ورد في عدة روايات منها ما رواه البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن ينبذ التمر والزبيب جميعا، ونهى أن ينبذ الرطب والبسر جميعا.

وذلك لأن الجمع بين التمر والزبيب مع التخمير يؤدي إلى تحولهما إلى مادة مسكرة، وهو ما نهى الإسلام عنه بشكل قاطع ولو بدرجة طفيفة، ويعلق الإمام النووي في شرحه على ذلك قائلًا: " لا تجمعوا بين الرطب والبسر وبين الزبيب والتمر بنبذ، وفي رواية: من شرب النبيذ منكم فليشربه زبيبا فردا أو تمرا فردا أو بسرا فردا، وفي رواية: لا تنتبذوا الزهو والرطب جميعا».

واستكمل «هذه الأحاديث في النهى عن انتباذ الخليطين وشربهما وهما تمر وزبيب أو تمر ورطب أو تمر وبسر أو رطب وبسر أو زهو وواحد من هذه المذكورات ونحو ذلك، قال أصحابنا وغيرهم من العلماء سبب الكراهة فيه أن الإسكار يسرع إليه بسبب الخلط قبل أن يتغير طعمه فيظن الشارب أنه ليس مسكرا، ويكون مسكرا ومذهبنا ومذهب الجمهور أن هذا النهى لكراهة التنزيه ولا يحرم ذلك ما لم يصر مسكرا وبهذا قال جماهير العلماء".

وفي تصريح سابق، أكد الدكتور أحمد كريمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان "ينتبذ" الفاكهة، وتقدم إليه ويشرب منها، وهو الخشاف بالمعنى الحالي لا النبيذ كما يظن البعض، وأشار كريمة أن الخشاف حلال ولا علاقة له بالخمور خاصة أن الخمر تغلى أولًا حتى يقذب العنب الزبد الذي بداخله ثم يبرد ويشرب، وهو يسكر، وقال كريمة أن هذا ما لا يحدث مع الخشاف فهو ينقع، وهو جائز وحلال بإجماع أهل العلم حسب تعبيره.

أما الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، فذكر في فتوى له أن حتى ترك الخشاف في الثلاجة لمدة خمسة أيام لا يحرم تناوله كما يقول البعض، وذلك لأن التبريد يمنع من نشاط البكتيريا بداخله فلا يصبح مسكرًا، إلا إذا ترك خارج الثلاجة فإنه سوف يتحول إلى مسكر خاصة إن تعمد الإنسان ذلك.

جوزة الطيب حرام في هذه الحالة

عرفت دار الإفتاء المصرية جوزة الطيب بأنها ثمار شبه كروية، وأشجارها هرمية عالية، وهي منبه لطيف يساعد على طرد الغازات من المعدة، ولها تأثير مخدر إذا أخذت بكميات كبيرة، وتؤدي إلى التسمم إذا أُخِذَت بكميات زائدة، ولها رائحة زكية وطعم يميل إلى المرارة، وقشور جافة عطرية، ويستخلص منها دهن مائل للاصفرار يعرف بدهن الطيب الذي يدخل في صناعة الروائح العطرية، ويضاف إلى الحلوى وبعض أصناف المأكولات، كما يستخدم في الصابون، ولجوز الطيب استخدامات كثيرة في علاج بعض الأمراض، كما يُستخدم في تطييب الطعام والشراب.

تؤدي جوزة الطيب إلى السكر، لكن في حال تناول كميات كبيرة منها، ولهذا اتفق العلماء على تحريمها بلا خلاف، لكن يقول الدكتور علي جمعة في فتوى سابقة له بدار الإفتاء المصرية أن بعض الأئمة قد أجازوا استعمال القليل منها الذي لا يؤدي إلى التخدير والسكر، فيقول: " قال الإمام الرملي الشافعي: وقد سئل عن حكم أكلها، فأجاب: نعم يجوز إن كان قليلًا، ويحرم إن كان كثيرًا".