حديث ومعنى (14): "أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ..."

كتب- محمد قادوس:

يقدم أعضاء مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الالكتروني "خاص مصراوي" تفسيرا ميسرا لبعض الأحاديث النبوية الصحيحة والتي تتعلق بالصيام وشهر رمضان المبارك، وحديث اليوم ما ورد عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا»، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ»، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»، قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي».

وفسر الدكتور أسامة أمين سيد بدوي، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية معنى الحديث النبوي الشريف قائلًا: من أكثر الأعمال التي يحبها الله تعالى هو المحافظة على الصلاة في أوقاتها، ومع دخول شهر رمضان المبارك تأتي فرصة عظيمة لكي يجمع المسلم بين عبادتي الصيام والصلاة، فرصة قد لا تتكرر للكثير من المسلمين في العام إلا شهرًا واحدًا، وهو فرصة للتنافس الشريف في الطاعات، والرغبة في التسابق إلى الخيرات، يسوقها الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في صورة سؤال لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل القربات. ويجيبه صلى الله عليه وسلم: أحب الأعمال إلى الله تعالى هو المحافظة على أداء الصلوات في مواقيتها، ويرى ابن مسعود أنه -بحمد الله -يقوم بهذا العمل الصالح، لكنه يجب أن يترقى ويزداد فيسأل: ثم ماذا بعد هذا؟ فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثم بر الوالدين، ورعاية أمورهما والإحسان إليهما، قال ابن مسعود: ثم ماذا من الأعمال أحب إلى الله بعد الصلاة على وقتها وبر الوالدين؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثم الجهاد في سبيل الله.

ورغب ابن مسعود في الاسترسال في السؤال حرصا على الاستزادة من العلم ومعرفة أبواب الخير، لكنه استشعر، أو خاف ملل الرسول صلى الله عليه وسلم فسكت شفقة منه عليه، وهو يعلم أنه لو سأل زيادة لأجيب.

ما يستفاد من الحديث:

1 - أن أعمال البر يفضل بعضها بعضًا.

2 - الرفق بالعالم والتوقف من الإكثار عليه خشية الملل.

3 - ما كان عليه الصحابة من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم والشفقة عليه.

4 - وفيه حسن المراجعة في السؤال.

5-الحرص على الجمع بين الصلاة والصيام في رمضان.

6-التسابق والتنافس المحمود إلى الخيرات.