عبادات

تسجيل الدخول

إعلان

آخر وقت لزكاة الفطر.. خطيب المسجد النبوي يكشف عن اختلاف فقهي بين الإفتاء المصرية والسعودية

03:12 م الجمعة 28 مارس 2025

الشيخ الدكتور أحمد بن على الحذيفي

كتب- علي شبل:

في رأي فقهي مغاير لدار الإفتاء المصرية، كشف إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة الشيخ الدكتور أحمد الحذيفي في خطبة الجمعة اليوم، عن آخر وقت لإخراج زكاة الفطر، محذرا من أن إخراجها بعد هذا الوقت يعد صدقة من الصدقات.

وقال الحذيفي، في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي الشريف، إن الإسلام شرع زكاة الفطر في خواتيم هذا الشهر الكريم ترسيخًا للمعاني الإنسانية، وتوثيقًا لعرى الأخوة الإيمانية، تكاملًا وتكافلًا، وتراحمًا وتواصلًا، ومن أداها قبل الصلاة، فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة، فهي صدقة من الصدقات.

ويتوافق رأي خطيب المسجد النبوي مع رأي مفتي السعودية، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، مفتي عام المملكة، الذي يؤكد أن زكاة الفطر تجب على المسلم في المكان الذي يدركه فيه غروب الشمس في آخر يوم من رمضان، كما يجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، وآخر وقت لإخراجها هو ما قبل صلاة عيد الفطر.

أما دار الإفتاء المصرية، فتقول إن إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد هو الأفضل والأولى، ويجوز إخراجها إلى مغرب يوم العيد، ويحرم تأخيرها عنه، ومع ذلك فإنه يجب قضاؤها حينئذ.

أما أفضلية تقديمها على صلاة العيد؛ فاستشهدت الإفتاء بما رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بزكاة الفطر أن تُؤَدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة.

وأما جوازُ إخراجها إلى نهاية يوم العيد؛ فلما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: "كنَّا نخرجُ في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله سلم يوم الفطر صاعًا من طعام"؛ واليوم صادق على جميع النهار.

وما رواه الإمام البيهقي في "السنن الكبرى" من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اغْنُوهُمْ -يعني المساكين- عَنْ طَوَافِ هَذَا الْيَوْم».

وأما حرمة تأخيرها عن يوم العيد؛ تقول الإفتاء، في نص فتواها عبر بوابة الدار الرسمية، فلتأخيره الواجب عن وقته، ولمخالفته الأمر، والزكاة قد شرعت في الأصل؛ لإغناء الفقراء في هذا اليوم، ولإطعامهم، ولدفع حاجتهم، ولكفايتهم وإدخال السرور عليهم، ولعدم إعوازهم للسؤال، فتأخير الإخراج عن يوم العيد فيه مخالفة للمعنى المقصود.

وأما وجوب قضائها؛ فلأن زكاة الفطر حقٌّ ماليّ وجب في ذمة المُكَلَّف، فلا يسقط هذا الحق بفوات وقته؛ قياسًا على الدين.

وأما فقهاء الحنفية فيرون أنه إنْ فات إخراجُها في يوم العيد، فتخرُجُ بعده، وتكون أداءً؛ لأنها تجب وجوبًا موسعًا؛ لأن وجهَ القربة فيها معقولٌ، فلا يتقدّر وقت الأداء فيها.

ويفند الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، آراء الفقهاء في تلك المسألة، موضحا أن فقهاء الحنفية يرون أنه إنْ فات إخراجُها في يوم العيد، فتخرُجُ بعده، وتكون أداءً؛ لأنها تجب وجوبًا موسعًا؛ لأن وجهَ القربة فيها معقولٌ، فلا يتقدّر وقت الأداء فيها.

وأضاف علام، في نص فتواه عبر بوابة الدار الرسمية: أما ما رواه أبو داود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "فرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زكاة الفطر طُهْرَةً للصائم من اللغو والرفث، وطُعْمَةً للمساكين، فمَن أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولةٌ، ومَن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقةٌ من الصدقات"، فليس دالًّا على أنَّ إخراج الزكاة بعد صلاة العيد في يومه يكون غير جائز وفي غير وقته؛ فإنه قد تكرَّر في الحديث لفظ الأداء مرتين، الأولى: في الأداء قبل الصلاة، والثانية: في الأداء بعد الصلاة، وهذا يرفع الإشكال الوارد على القول بأنَّ إخراجها بعد الصلاة يعتبر قضاءً، فمرجع الضمير في قوله: "أداها" في المرتين يعود على زكاة الفطر، وهذا يفيد إثبات وصف الأداء على إخراجها بعد الصلاة، غير أنه نقصَ ثوابُها فصارت كغيرها من الصدقات، كما أنه يُحْتَمَل أن يكون من اجتهاد ابن عباس رضي الله عنهما واستنباطه، فرواية "السنن" ليس فيها تصريح بالرفع.

وبناءً على ذلك، يقول المفتي السابق: فإذا تأخّر المسلم فلم يُخرج زكاة الفطر قبل صلاة العيد وأخرجها بعدها أجزأه ذلك، ووقعت أداءً وليس قضاءً.. والله سبحانه وتعالى أعلم.

اقرأ أيضًا:

علامات ليلة القدر.. وأفضل الأدعية الواردة المستجابة

دعاء ليلة القدر مكتوب.. 70 من الأدعية الواردة في القرآن وأحاديث النبي

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان