إسطبل عنتر ومائدة عم بنايوتي.. رمضان يوحد المصريين
كتب - حسام سليم:
لطالما كان لرمضان أجواء مختلفة في مصر، تثبت دومًا أن لهذا الشعب طابع مميز، يظهر جليًا كلما كانت الظروف ملائمة، ليؤكد أن قبط هذه الأرض مسيحيين ومسلمين في نسيج من طرفي خيط متين لا تعرف أيهما بدأ تلاحمه بالآخر.
في حي مصر القديمة، تجتمع في مثل هذا الوقت من كل عام مجموعة من المسلمين والمسيحيين، يتشاركون في مساعدة المحتاجين بـ"كرتونة" يجمعون محتوياتها من أغذية رمضان.
على مدار سنوات ثلاث، كان عاطف وليم يستضيف أنشطة منظمة "حلم إسطبل عنتر"، التي يقول عن جهودها في مساعدة الفقراء، لشبكة "يورو نيوز": "كلنا متساوون، نحن مصريون، لقد تربيت على عدم التمييز بين الناس على أساس الدين".
وتشير "يورو نيوز" إلى أن حي مثل مصر القديمة ليس الوحيد في هذا الاهتمام بذوي الدخل المحدود، وأن الأمر يتم في أحياء أخرى كحي شبرا، المتميز بسكانه الودودين من الطبقة المتوسطة، والذي يتمتع بمستوى عال من التعايش الاجتماعي.
جميل بنايوتي، وهو مسيحي من هذا الحي الذي يتقاسم فيه المسلمون والمسيحيون على حد سواء الود والألفة منذ عشرات السنوات، داوم طيلة 40 سنة مضت، على تنظيم "مائدة رحمن" لإفطار الصائمين، بالاشتراك مع بعض الأصدقاء.
ويقول بنايوتي: "نسمي مائدتنا الرمضانية وسيلة إعلام الوحدة الوطنية، وهي مفتوحة للجميع، مسلمون ومسيحيون، لا فرق بين أحد منهم بالنسبة لي". ويضيف: "لقد ارتبطت بشهر رمضان منذ حرب أكتوبر عام 1973؛ إذ كنت ضابطًا، وكنا نقاتل في رمضان، ولم أستطع إلا أن أصوم مع جنودي".
ويفتخر بنايوتي باستمرار مائدة الرحمن كل هذه الأعوام، التي لا يزال يجني منها ثمار الوحدة بين أفراد المجتمع، على حد قوله.
فيديو قد يعجبك: