فعقدوا العزم.. فحيت الجزائر بمحاربي الصحراء
الجزائر
كتب- علي البهجي:
تصوير- علاء أحمد:
هنا شوارع وهران ومرتفعات عنابة، مرورا بأسواق أهراس وبلدة قسنطينة العتيقة، الجميع يجلس أمام الشاشات في البيوت والمقاهي، يرددون: "قسمًا بالنازلات الماحقات.. والدماء الزاكيات الطاهرات.. والبنود اللامعات الخافقات.. في الجبال الشامخات الشاهقات.. نحن ثرنا فحياة أو ممات وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر فاشهدوا.. فاشهدوا.. فاشهدوا".
وعلى بعد آلاف الكيلو مترات، يزأر 11 محاربًا في أرض الكنانة، للدفاع عن الراية الجزائرية، في محاولة لنيل الأميرة السمراء التي غابت عن خزائن الخضر منذ عام 1990.
يوما بعد يوم يكسب منتخب الجزائر تعاطف غالبية الجماهير المصرية، التي احتشدت لمساندتهم بعد خروج المنتخب المصري من كأس الأمم الأفريقية، لتسجل المدرجات المصرية حضورًا كبيرًا في مباريات محاربي الصحراء، فما بين مصري وجزائري ومغربي، يحلم الجميع بنهاية سعيدة تليق بكتيبة المدرب جمال بلماضي.
في مباراة صنفها الكثيرون بـ"النهائي المبكر"، كان المحاربين على أهبة الاستعداد لمواجهة أفيال الكوت دي فوار، بعد الجسر الجوي للجماهير الجزائرية التي أتت من كل حدب وصوب لتشجيع منتخب بلادها لتخطي تلك العقبة الصعبة والوصول لقبل نهائي أمم أفريقيا.
النشيد الوطني الجزائري الذي كتبه مفدي زكريا ولحنه الموسيقار المصري محمد فوزي عام 1956، يحرك الصخر وليس الرجال، كلامته كانت كفيلة قبل مواجهة كوت ديفوار بجعل الـ11 لاعبًا في الملعب يحملون صفة المحاربين التي طالما ترافق منتخب الجزائر.
"محاربو الصحراء" لم يكن النشيد الوطني لهم مجرد كلمات تتردد في الملاعب، التي لعبوا فيها أمم أفريقيا، ولكنهم اعتبروها قسمًا يحاولون جاهدين الوفاء بها مهما كلفهم الأمر، لتحيا الجزائر وهذا ما كان وفي انتظار ما سيكون خلال مواجهتي نصف النهائي والنهائي.
ومن يتابع منتخب الخضر، سيرى أنهم أكثر ميلًا للمحاربين عن كونهم لاعبين عاديين يحملون صفات "جرينتا الطليان" ونخوة العرب وشجاعة ثوار الجزائر، مزيج سيقودهم في النهاية لمجد عظيم.
محرز ورفاقه ينتظرهم مواجهة صعبة أمام نسور نيجريا، الأحد المقبل في دور نصف النهائي، سيحاولون إكمال الملحمة بالتأهل لنهائي البطولة لمواجهة الفائز من مباراة تونس والسنغال.
فيديو قد يعجبك: