"حطها في الجول يا رياض".. جملة ستظل محفورة بدموع دراجي

كتب- علي البهجي:

صمت تام كان يعلو ملامح الجماهير المتواجدة في ملعب القاهرة وخلف الشاشات، القلوب كلها تخفق بنبرة واحدة وكأنها اتفقت على نفس اللحن، دقات كلها خوف من نهاية المغامرة بعدما بات الحلم على بعد خطوة، فوحده المعلق القادر على انتزاعك من خوفك وبث روح الطمأنينة في نفوس العشاق والمتابعين.

هنا في ستاد القاهرة وداخل غرفة التعليق الخاصة به، أوصد حفيظ دراجي كل المنافذ ، متسلحا بصوته فقط لدعم منتخب بلاده الجزائر، فهم في الميدان محاربين كما اطلق عليهم قبل سنوات، وهو خلفهم بصوته يزأر دعما لهم في ملحمتهم الخاصة.

بعدما كادت الجماهير تفقد الأمل في الفوز واقتراب المباراة على نهايتها حيث كانت تشير النتيجة إلى التعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، جاءت صافرة الحكم بكاري جاساما لتبعث الأمل من جديد.

حصل المنتخب الجزائري على ركلة ثابتة خارج منطقة جزاء نيجيريا مباشرةً في الدقيقة 90+3، ليأتي دور المعلق حفيظ دراجي ويبدأ في الحديث وكأنه يلقن رياض محرز النصائح الأخيرة قبل تسديد الكرة.

دراجي بصوت باكي: حطها في الجول يا رياض.. حطها في الجول يا رياض ليعيدها على مسامع المشاهدين لأكثر من مرة، بعدها أطلق محرز تصويبة صاروخية في أقصى الزاوية اليمنى للمرمى معلنًا عن هدف الفوز القاتل لمحاربو الصحراء.

وبتلك التصويبة الصاروخية حقق منتخب الجزائر فوزًا قاتلًا على حساب نظيره النيجيري بهدفين لواحد، لينفجر بعدها استاد القاهرة الدولي فرحا بتأهل محاربي الصحراء إلى المباراة النهائية.