على الحدود المغربية الجزائرية.. الكرة تجمع ما فرقته الجغرافيا
كتب- علي البهجي:
صافرة نهاية مباراة الجزائر ونيجيريا بالدور نصف النهائي لكأس الأمم الأفريقية 2019، كانت شرارة لاحتفالات اجتاحت مدينة السعيدية التي تقع على الحدود المغربية الجزائرية، بعد تأهل منتخب الخضر لنهائي أمم أفريقيا لأول مرة منذ عام 1990.
السعيدية تلك المدينة الواقعة على الحدود بين الدولتين التي يتنازعان على منطقة الصحراء الغربية، كانت على موعد مع فصل مغاير لما كان عليه الوضع قبل سنوات بين الدولتين، فبعد المباراة خرج سكان المدينة الحدودية ليحتفلوا بتأهل محاربي الصحراء إلى نهائي أمم أفريقيا.
يسكن المدينة غالبية مغربية لكن يوجد بها بعض العائلات التي يربطهم نسب بأخوانهم في الجزائر، لذلك نزلوا على الفور إلى منطقة الحدود للاحتفال بتأهل منتخب الخضر، رغم الصعوبات التي يواجهونها في العبور من وإلى الجانب الأخر في الجزائر، حيث يوجد اخوانهم هناك.
ومع الاحتفالات التي عمت المدينة الحدودية، كانت دعوات قد ترددت مع اقتراب منتخب الجزائر من المباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية، بأن يتوحد الشعبين تحت راية تشجيع محاربي الصحراء، دون الالتفات للمشاكل التي خلفها النزاع الحدود على الصحراء المغربية والتي يرجع النزاع عليها لاكثر من نصف قرن بين الجزائر والمغرب.
وتعد الصحراء الغربية أحد المناطق الحددية والتي تتميز بوجود مناجم للفسفات بها، وتقع شمال غربي افريقيا ومساحتها حوالي 266 ألف كيلومتر مربع، ويسيطر المغرب على نحو 80 % منها والباقي تحت سيطرة جبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر.
ويسكن منطقة الصحراء حوالي نصف مليون، وظلوا تحت حكم الاستعمار الإسباني في الفترة ما بين عام 1884 وحتى عام 1976 وبعد ذلك حدث نزاع على تلك المنطقة بين المغرب وجبهة البوليساريو.
بعد كل هذه السنوات من الاحتجاجات والأزمات التي تشهدها تلك المنطقة الحدودية، تأتي مباراة كرة قد لتذيب بعض من جليد العداء الذي ظل لسنوات داخل قاعات المفاوضات والمحاكم الدولية في محاولة يائسة منهم لفض النزاع.
فيديو قد يعجبك: