''كأس العالم'' كابوس المهمشين في البرازيل
(دويتشة فيله):
تسير أعمال البناء في البرازيل على قدم وساق استعدادا لبطولة كأس العالم لكرة القدم في شهر يونيو المقبل، غير أن سكان الأحياء الفقيرة يعتبرون أنهم يدفعون ثمن هذا الحدث الرياضي العالمي بعد إجلائهم من بيوتهم.
"بعد أسبوع واحد فقط ستأتي قوات الهدم" إنها العبارة التي سمعها خيرونيمو أوليفيرا من المسؤولين في مجلس المدينة. ويضيف الرجل وعمره 72 عاما: "عندما جاءوا كانت مواقفهم في غاية العنف دون أدنى تفهم لوضعنا". اختفت نحو 480 عائلة من حي كاماراجيب، وحل محلها العمال الذين يقومون بأعمال بناء طريق متعدد المسارات، حيث سيربط محطة الحافلات في مدينة ريسيفي في شمال البرازيل بأحد الملاعب المقررة لاستضافة مباريات كأس العالم.
انقضت ستة أشهر منذ أن اضطر خيرونيمو لمغادرة منزله، وحتى الآن لازال يسعى للحصول على التعويض الذي تقدر قيمته بنحو 15 ألف يورو. إنه مبلغ بسيط كما يرى الرجل المسن، مشيرا إلى أن قيمة منزله في سوق العقارات تقدر بثلاثة أضعاف هذا المبلغ. عدد كبير من جيران خيرونيمو لم يحصلوا على تعويضات بسبب البيروقراطية الشديدة التي تسببت في تأخير صرف التعويضات التي أقرتها الحكومة.
تشعر أدغولما بيريا بمزيج من "الحزن والغضب" وهي تنظر لأنقاض بيتها، وتقول المرأة البالغة من العمر 42 عاما هي أم لطفلين، إن بعض جيرانها أقاموا في هذا المكان لأكثر من 50 عاما. وكل يوم تذهب أدغولما للجهات المختصة بهدف الحصول على التعويضات، ولكن دون جدوى
إجلاء السكان لتنفيذ مشاريع خاصة
من غير المؤكد معرفة ما إذا كان إعداد الطريق سينتهي قبل موعد انطلاق بطولة كأس العالم. ولكن من المؤكد أن ربط المدينة المضيفة لفعاليات بطولة كأس العالم بالمناطق المحيطة سيتم بطريقة جيدة. فداخل الغابة الاستوائية بدأ بناء شقق فاخرة ومباني إدارية ومركز تجاري. وتنتقد بعض الجهات فكرة استخدام أموال الدولة لتمويل البنية التحتية لمشاريع اقتصادية للقطاع الخاص. لكن هذا الأمر لا يزعج خيرونيمو الذي يعتقد أن مشروع الطريق سيكون مفيدا للمنطقة بأكملها، في حين ينتقد في الوقت نفسه تخبط السلطات ويقول:"كان عليهم القيام بالتخطيط في البداية ثم تعويض المتضررين قبل البدء في العمل".
تشير بيانات منظمات غير حكومية أنه تم إجلاء حوالي 250 شخصا من منازلهم بهدف تنفيذ مشروعات لها صلة ببطولة كأس العالم في البرازيل. وقبل نحو عامين تم الاعلان عن إخلاء أحد الأحياء الفقيرة في ساو باولو لبناء شبكة مواصلات تربط بين مطار المدينة وملعب ساو باولو. وبالرغم من أن مباريات كأس العالم ستقام في ملعب نادي كورينتيانس فلا زالت أعمال بناء المشروع مستمرة ، ولكن بهدف ربط أحد أحياء الأثرياء بشبكة المواصلات.
تعويضات غير مناسبة
يبدو غيلسون سامبايو متفهما لما يحدث، رغم أنه يقف الآن فوق أنقاض منزله المهدم الذي عاش فيه 25 عاما. وهو يساعد الآن جيرانه من خلال المساعدات الاجتماعية. ويقول غيلسون إن نحو 400 عائلة في هذا الحي كانوا أمام أحد الخيارين: إما قبول تعويض قد يصل لنحو 40 ألف يورو أو الحصول على مساعدة لدفع إيجار بيوت تابعة للشؤون الاجتماعية، ستقوم السلطات ببنائها خلال عامين. ويضيف غيلسون:"لا أحد يصدق أن هذه المساكن سيتم بناؤها " موضحا أنه ليس لأغلبية السكان إمكانيات مادية للعيش خلال فترة انتظار البناء لذا كانت المواقف لصالح الخيار الأول.
عاشت تيردينا سوزا في هذا الحي نحو 54 عاما وهي بمثابة المتحدثة باسم سكان العشوائيات في المنطقة. وقد قررت السلطات تعويض تيردينا بنحو 28 ألف يورو وهو مبلغ ليس كافيا للحصول على مسكن جديد في المناطق المجاورة، كما إنها تخشى عدم الحصول على هذا المبلغ بسبب البيروقراطية المعقدة
يمكنك متابعة أهم وأحدث الأخبار الرياضية عبر صفحة مصراوي الرياضي على الفيس بوك
فيديو قد يعجبك: