حوار.. حكاية عمر الحسيني.. صاحب الثلاثية في أوروبا الذي طالبته جماهير الهند بالفوز بالدوري
حواره ـ مصطفى الجريتلي:
منذ أن قرر الرحيل في 2013 عن صفوف كهرباء الإسماعيلي لخوض تجربة الاحتراف في أوروبا عبر بوابة إستونيا وهو يسير بخطى ثابتة فحصل على الثلاثية الأولى في عامه الأول قبل أن يرحل للدوري الإندونيسي ولكن لم "يعجبه الوضع هناك" فعاد مرة أخرى لمدة نصف موسم لدوريه السابق قبل الاحتراف في مالطا؛ حيث جائه بعد موسم هناك عرضًا من أحد أعرق الأندية الهندية الذي انضم لصفوفه خلال الأيام الماضية.. مصراوي كان له حوارًا مع عمر الحسيني المحترف المصري في صفوف نادي موهان بوجان الهندي وإلى نص الحوار:
* كيف وصلك العرض الهندي؟
- تواصل معي وكيل لاعبين منذ فترة وأخبرني إنه يريد التعاون معي ولديه عرضًا جيدًا في الدوري الهندي فوافقت بعدما سألت أحد أصدقائي الذي كان يلعب في دوري إستونيا ولكن في فريق منافس في والآن يلعب في الهند وأخبرني أن الأمر سيكون خطوة جيدة لي.
* ما الميزة في العرض الهندي التي جعلتك تُغادر مالطا؟
- الجمهور وتاريخ النادي قولًا واحدًا ولن أنكر أن المقابل المادي جيد ولكن الجمهور وتاريخ النادي كانا الأكثر تحفيزًا بالنسبة لي؛ فنادي موهون بوجان أحد أقدم الأندية في آسيا والهند فتم تأسيسه 1889 ولديه جمهور كبير جدًا؛ حيث يحضر في دربي المدينة بالملعب من جماهير الناديين أكثر من 80 أو 90 ألف مشجع والموسم الماضي احتل المركز الثاني بفارق نقطة عن صاحب اللقب.
* في مالطا كنت في نادي كبير وله جماهيره.. ما الأمر؟
- قبل وصول العرض الهندي كنت المفترض أعود إلى مالطا مرة أخرى ولكن تأخرت بسبب بعض الإجراءات من قٍبل النادي وكان عقدي لمدة موسم وموسم ثاني باختيار النادي إذا أراد التجديد معي ولكنه لم يفعل الأمر فجاء العرض الهندي ووافقت.
* هناك تفاعلاً من قٍبل جماهير ناديك الجديد معك على مواقع التواصل.. كيف كان استقبالك؟
- الاستقبال كان ممتاز وحار جدًا خاصة وإني لم ألعب هناك من قبل وفي الهند نادي موهون لديه شعبية كبيرة جدًا والجماهير حينما علمت إني قادم للخضوع الكشف الطبي كانوا يبعثون الرسائل على حساباتي المختلفة بمواقع التواصل الاجتماعي يطلبون مساعدتهم في إحضار لقب الدوري قبل حضوري.
* وكيف ترى ذلك؟
-الجمهور دافع كبير لأي لاعب ولكن في أوقات ممكن يكون عامل ضغط ولكنني أتمنى أن تسير الأمور بشكل جيد ويظل الجمهور دافعًا لي.
* كيف ترى الهند اللاعب المصري في ظل عدم احتراف لاعبين كُثر من مصر؟
-اللاعب المصري لديهم محمد صلاح وميدو لكن منهم من يعرف أيضًا أحمد حجازي، محمد النني وغيرهم بالإضافة إلى عبد الحميد شبانة المحترف المصري السابق في الدوري الهندي.
* هل الثلاثية في أوروبا لم تكن شفيعة لكي تواصل هناك.. لماذا الهند؟
- فخور طبعًا بالثلاثية ولكن العرض الهندي كما أشرت كان جيد لأكثر من سبب.
(عمر حقق في الموسم الأول ثلاثية الدوري والكأس والسوبر في إستونيا)
* دعني أكون أكثر وضوحًا.. هل تقدم عمر في السن منعه من الاستمرار في أوروبا فيُفكر في تأمين مستقبله؟
- بالطبع هذا شيء مهم وفي الحسبان ولماذا لا أفكر بتأمين مستقبلي، فالإيطالي ديل بيرو سبق ولعب في الهند وغيره من احترف في أستراليا وأمريكا والخليج هذه خطوة لا أخترعها.. أي شيء قد يجعل الانسان يشعر بالإحراج وأنا قمت به فأنا فخور به.
*لماذا لم تعد لمصر؟
- لم تصلني عروضًا ومسيرتي في الخارج مرضية بالنسبة لي لذا مستمر بها.
* هل كنت ترى في وقت من الأقات أنك تستحق الانضمام للمنتخب الوطني؟
- كنت أرى في وقت من الأوقات إني استحق فرصة تمثيل المنتخب خاصة في وقت حادثة الدفاع الجوي كنت أُشارك وفزت بالسوبر بعدها بأيام ثم توقف الدوري المصري ولكن لم يتم حتى الحديث معي.
* كيف كنت ترى ذلك.. هل حاولت التواصل مع أحد المسؤولين بالاتحاد أو الجهاز الفني؟
- لا أظن أن على اللاعب عرض نفسه على المدرب خصوصًا لو الأمر متعلق بالمنتخب ممكن يتم الأمر من خلال أشخاص معينة توصل للمدرب فكرة عن اللاعب ولكن حقيقة لا أعرف أحدً من هؤلاء الأشخاص الذين من الممكن أن يقوموا بذلك وهناك لاعبين معي في الفريق بعد الثلاثية انضموا لمنتخاباتهم حتى ولو كنوع من التعارف عليهم أو التكريم أو الأمرين معًا.
* هل السن قد يكون عاملًا؟
- عامل السن يُشكل فارق بالطبع خاصة مع سياسة المنتخب الجديدة ولكن لا أظن أن ذلك يجعل الحلم مستحيلاً.
*فلنعد مرة أخرى لخطوتك الجارية.. هل تتوقع تحقيق الثلاثية مرة أخرى في الهند؟
- النادي من أهدافه الفوز بكل البطولات وأتمنى طبعًا تكرار إنجاز الثلاثية معه.
* ماهي أبرز نقاط الاختلاف بين أوروبا والهند؟
الأجواء مختلفة في كل حاجة بين هنا و أوروبا، أصعب شيء الطيران المتكرر بسبب المسافات و بعض المناطق المرتفعة لكن لا أعتقد أن الأمر سيسبب لي مشكلة كبيرة.
* هل ستُشكل اللغة بالنسبة لك عائقًا؟
- لا أعتقد فيتحدثون هنا الإنجليزية وأنا أجيدها جيدًا.
* هل تضع عمرًا مُحددًا لاعتزالك الكرة.. وما هو عقدك مع ناديك الهندي؟
- عقدي لمدة موسم واحد وهذا هو العادي في آسيا وسأواصل لعب الكرة حتى يتوقف جسدي عن تنفيذ المطلوب مني أو يقل مستوايا في الملعب.
*ما الدور الذي طلبه منك المدرب مع الفريق؟
-المدرب طلب مني أن أقود خط وسط الملعب وأستغل خبراتي التي أكتسبتها في مشواري وأحاول نقلها لباق الفريق فمتوسط الأعمار صغير.
*نعود مرة أخرى لمصر.. أين كانت بدايتك للكرة؟
- بدأت في مصر عبر بوابة نادي الشرقية للدخان وأنا في سن الـ 10 ثم انتقلت لصفوف إيسكو وأنا في عمر الـ 21 ثم انتقلت لصفوف القناة ثم كهربا الإسماعيلية وكنت دائما اقترب من الانتقال إلى صفوف أحد أندية الدوري الممتاز ولكن الأمور لم تكن تتم في النهاية.
* ومتى فكرت في الاحتراف؟
- دائمًا أفكر في الأمر ففي مصر إن لم تكن بالدوري الممتاز فأنت لا تلعب كرة قدم فتواصلت مع أحد وكلاء اللاعبين مصري/ فرنسي الجنسية وكان عمري 19 سنة وجائني عرضًا للمعايشة في سانت إميان الفرنسي وكان حينها في الدرجة الثانية وكان معنا لاعبين مصريين حاليين ولا أود أن أذكر اسمائهم حصلوا على الفيزا ولكن ماعدا أنا فلم أسافر واستمريت بصفوف الشرقية للدخان.
* والأمر كان عاديًا بالنسبة لك!
- بالطبع لا.. هم حصلوا على التأشيرة لأنهم كانوا في أندية بالدوري الممتاز أما أنا لا.. وعدم سفري أثر عليا بالطبع ولكن كان ظل الأمر في ذهني حتى بعد 10 سنوات عندما جائني عرض الاحتراف في إستونيا.
* وكيف جاءك الأمر؟
- بعد الثورة وحادثة بورسعيد وضع الكرة في مصر لم يكن مستقرًا وكنت على يقين إني لو واصلت اللعب لم أكن أصل لأي شيء مما أتمناه في مشواري فقررت السفر رغم وجود عروضًا من أندية جيدة في الدوري المصري بمقابل أكبر من الذي سأتقاضاه في إستونيا ولكنني قررت خوض التجربة.
* هل كان الأمر سهلاً؟
- بالطبع لا.. حينما تواصلت مع الوكيل وأخبرته إني مصريًا قال لي نصًا:(وأنت في مصر لن أستطع فعل أي شيء لك) فسافرت إلى إستونيا؛ حيث خضت فترة معايشة مع نادي ليفاديا تالين وبعد 10 أيام عرض المدرب علي الاستمرار معهم بالفريق وكانت البداية لعقد لمدة موسم.
*حدثنا عن بدايتك مع ليفاديا تالين؟
- الأمر لم يكن سهلاً كل شيء كان جديدًا بالنسبة لي ولكنني كنت أتأقم سريعًا وهذا كان يُسعد المدرب لأنني أشارك معاهم ولا أشتكي.
(شارك عمر الحسيني مع ليفاديا تالين في موسمه الأول 2013/2014 في 31 مباراة؛ حيث سجل 7 أهداف وصنع 8 لزملائه خلال 2161 دقيقة لعب).
* أرقامك في الموسم الأول كانت جيدة..
- الحمدلله.. ورد الفعل من جانب النادي كان ممتازًا ولكنني لم أكن محظوظًا فتعرضت لإصابة قوية في نهاية الموسم ولكن النادي قرر التجديد معي لمدة موسم لثقتهم في إمكانياتي ولما قدمته في الموسم الأول فقد حصلنا على الدوري والكأس ثم افتتحنا الموسم التالي بالسوبر فحققت الثلاثية كثاني لاعب مصري في أوروبا بعد ميدو مع آياكس وهذا شيء يدعوا للفخر بالنسبة لي.
* ولماذا لم تواصل معهم بعد الموسم الثاني؟
- الفريق لم يُحقق أي هدف له في الموسم خرجنا من الكأس من الدوري ومن الدور الأول بدوري الأبطال وكان لابد أن يحدث تغيير فتعاقدوا مع أجانب جُدد وتم عرض عليا البقاء ولكن بشروط مختلفة لم نصل لاتفاق ورحلت.
(وفي الموسم الثاني شارك عمر الحسيني مع ليفاديا تالين 2014/2015 في 39 مباراة؛ حيث سجل 3 أهداف وصنع 7 لزملائه خلال 2810 دقيقة لعب منهم هدف وصناعة اثنين لزملائه في مباراة بتصفيات دوري أبطال أوروبا).
* بمناسبة دوري الأبطال.. كان لك بصمة بهدف خلال مشاركتك؟
- هذه المباراة لن أنساها بالطبع.. فكنت عائد من إصابة فلم أُشارك معهم لمدة 20 يومًا ولم أخض الذهاب فكنت "هتجنن" لأشارك والحمدلله دفع بي المدرب بين الشوطين فسجلت بعد أول 10 دقائق من نزولي وليس هذا فقط بل صنعت هدفين لزملائي كان يومًا عظيم لو راهنت على أي شيء في هذا اليوم كنت واثق أني سأفوز به.
لمشاهدة هدفه الحسيني في دوري الأبطال:
* كيف كان رد الفعل على هدفك بالنادي وفي مصر؟
- الحمدلله الكل أثنى بإدائي في المباراة وفي مصر كانت رد الفعل في دوائر صغيرة ولكنني كنت سعيدًا جداً.
* بعدما لم تتفق مع فريقك .. ماهي خطوتك التالية حينها؟
- انتقلت إلى إندونسيا ولكن كان هناك عقوبة من فيفا على الكرة هُناك فلم أكن سعيدًا وعدت إلى فريق أخر في إستونيا اسمه بايد وأكلمت معه نص الموسم وكان أكثر موسم يحصلون فيه على نقاط في تاريخهم وظهرت بصورة جيدة كعادتي هناك الحمدلله فجائني عرضًا من الدوري في مالطا.
(في موسم 2015/2016 شارك في 4 مباريات مع ليفاديا تالين منهم اثنتين في تصفيات دوري أبطال أوروبا؛ حيث سجل هدفين ولكن في بطولة الدوري ثم رحل إلى إندونيسا حيث لا يعترف فيفا بمباريات هذا الموسم ثم شارك مع بايد 17 مباراة؛ حيث سجل 5 أهداف وصنع هدفين آخرين لزملائه).
* كيف جاءك العرض؟
- تواصل معي أحد وكلاء اللاعبين وعرض علي النادي وكل شيء تم بسرعة ولعبت لمدة موسم والحمدلله وصلني عرضًا في أحد أعرق الفرق الهندية.
* حينما تقف وتنظر إلى مسيرتك مع الكرة.. ماذا تقول؟
- أقول إن الشك والإحباط هم أسوء شيء لأي شخص لديه طموح فأوقات كثيرة قرار جريء ومدروس يُمكن أن يُغير أشياءً كثيرة.
* شكرًا لك عمر ونتمنى لك التوفيق في خطوتك الجديد..
- شكراً لك..
فيديو قد يعجبك: