تقرير.. حين دخل رونالدينيو لـ"برنابيو" خصمًا.. وخرج ساحرًا للأعين
كتب- علي البهجي:
في ملعب طالمًا أرعب كل من دخله من المناصرين قبل الوافدين قلعة البرناييو، وتحديدا يوم 19 نوفمبر عام 2005، كان النجم البرازيلي رونالدينيو على موعد مع احتفاء من نوع الخاص، فالكل يعلم أن أشد من يكرهونك في الملعب هم جماهير الفريق المنافس وخاصة لو كنت في ملعبهم ، لكن الجوهرة البرازيلية كسر تلك القاعدة في هذه الليلة، التي سجلت حضورًا مضيئا لأفضل لاعب في العالم في تلك السنة.
قبل 13 عاما احتشدت جماهير غفيرة بين جنبات ملعب البرنابيو في كلاسيكو الأرض، الكل أعد العدة وذهب لمشاهدة نجمه المفضل على أرضية الميدان، لكن تلك الجماهير لمن تكن لتتخيل أن ينقلب السحر على الساحر، جاءوا لسبه فسحرهم، جعلهم يقفون احترامًا لموهبته.
الدقيقة 77 والنتيجة لاتزال تشير لتقدم برشلونة بهدفين سجل الأول، الكاميروني صامويل إيتو في الدقيقة 14، قبل أن يضيف الثاني رونالدينيو في الدقيقة59.
مهارة ساحر
الكرة تصل إلى الساحر رونالدينيو قادمة من وسط الملعب وهو بمحازة الخط ناحية الجانب الأيمن لأصحاب الأرض، في جبهة كان المدافع عنها في الخط الخلفي هو سيرجيو راموس، الذي كان وقتها في ريعان شبابه، قبل أن يتقدم به العمر ويصبح قائد ريال مدريد في قادم الأيام، عقب رحيل الحارس إيكر كاسياس إلى بورتو البرتغالي.
الساحر كعادته لم يجد أنسب من تلك الفرصة لمراوغة المدافع راموس، الذي ظل يتراجع للوراء كلما تقدم رونالدينيو للأمام، وكأنه خائف من شيء ما، لكن خوفه لم يكن أسوأ من مرور الساحر والتقدم نحو شباك كاسياس.
محاولة يأسة من كاسياس
في محاولة يأسة من كاسياس، فكر لبرهة أن يصلح ما أفسده المدافع راموس، مستغلا خبرته الطوال وخرج من مرماه لغلق كل منافذ التسديد أمام الساحر، لكنه أغفل قدرة الجوهرة البرازيلية على تمرير الكرة حتى ولو كان السبيل الوحيد لها هو بين قدمي "القديس".
روناليدينو اختار الحل الأسهل والمستحيل في نفس الوقت، لمس فقط الكرة بمقدمه حذائه على الطرف الأخر من المرمى، لتمر بسرعة البرق نحو الشباك الخالية.
وعقب هدف رونالدينيو وقفت جماهير ريال مدريد تصفق للساحر، في موقف مهيب صعب تكراره، لكن رونالدينيو أجبر الجميع على اعطائه شهادة معتمدة بانه اللاعب الأمتع والأكثر سحرًا في العالم طوال السنوات التي سبقت ظهور ميسي ورنالدو.
مسيرة الساحر
رونالدينيو ولد في مدينة بورتو أليغري، عاصمة ولاية ريو غراندي دو سول في البرازيل، لأب يدعى جواو موريرا، وكان عامل بناء السفن المحلية، ولاعب كرة قدم للنادي كروزيرو وام هي دونا أسيس، هي مندوبة المبيعات سابقاً ودرست لتصبح ممرضة، لم يتأخر الطفل رونالدينيو في إظهار مهارته، وقيل انه بالنظر أول لقب رونالدينيو لأنه كثيرا ما كان أصغر لاعب في المباريات واصغر لاعب في نادي الشباب.
وأمضى رونالدينيو موسمه الأول مع برشلونة بشكل جيد وسرعان من اتخذ لنفسه مكانًا أساسيا في التشكيل، وظهر وكانه ولد ليكون نجم الفرق الأول، وهذا ما ظهر جليا في موسمه الثاني مع الفريق، الذي تمكن خلاله من حصد لقب الدوري موسمي 2004 و 2005، بالإضاف لحصد لقب السوبر الإسباني في 2005 و2006.
وحصل رونالدينيو على جائزة أفضل لاعب في العالم عامي 2004 و2005.
فيديو قد يعجبك: