كيف مرت لحظة هدف أوروجواي على قلوب المصريين في روسيا؟
كتب- محمد زكريا:
لا جديد من الكرة؛ هي مجنونة، مثيرة، قاسية. على كل حال، خطف الأوروجواي هدف الفوز من المنتخب الوطني في الدقائق الأخيرة، فترك هذا أثرًا على نفس المصريين الذين حضروا مباراة مصر الأولى في مونديال 2018 هناك في روسيا.
بمجرد أن سكنت الكرة شباك الكونغو، لتضمن لمصر الصعود إلى كأس العالم، حسمت جيهان شكري قرارها، إلى روسيا ستسافر السيدة، ومن المدرجات ستُشجع لاعبي المنتخب الوطني، وهو فعلًا ما كان.
في مدرجات ملعب إيكاترينبرج أرينا، الموجود في مدينة يكاترينبورغ الروسية، جلست جيهان رفقة أصدقائها المصريين في ليلة عيد، كان التشجيع حاضرًا بينهم أغلب فترات المباراة، أجواء الكرة تشد نظرها، والكرة بين أقدام لاعبي منتخب مصر تلهب حماسها، قبل أن تفعل الكرة فعلتها، وتهدي هدفها الأول إلى منتخب أوروجواي في الدقائق الأخيرة.
"الهدف كان زي ما تكون شومة نزلت على دماغي".. في لحظة، أحست جيهان ذلك. قبل أن تبدأ المباراة، لم تتوقع السيدة فوز مصر، تمنت هي التعادل، مجريات اللعب دعمت ذلك في رأيها، لذلك شعرت بالصدمة بمجرد أن سكنت الكرة شباك الفراعنة، لم تبك جيهان لحظتها، لكن آثرت الصمت حتى نهاية المباراة.
لكن فريد قطب، كان في روسيا، ليلتقط بعدسته صورًا لمباريات كأس العالم. هو مصور صحفي، وظل السفر إلى روسيا في السنوات الماضية واحد من أحلامه.
على أرض ملعب إيكاترينبرج أرينا، كان تركيز قطب حاضرًا طوال عُمر المباراة، يلتقط الصور هنا وهناك، وكل ما يشغله الحصول على صورة مُميزة، هذا يُشبع شغفه تجاه التصوير الصحفي، كذلك لم يختلف الأمر لحظة إحراز أوروجواي هدفه الخاطف.
لحظتها، لم يشعر قطب بشيء، فقط عينه على أرض الملعب، رادار من أجل الصور، هذا ما اعتاده المصور طوال سنوات عمله، كما يقول، الانتماء شيء والعمل شيء آخر، هل يغنيه التعاطف عن لقطة مميزة؟، لا طبعًا، طرح هو السؤال وجاوب عليه سريعًا.
يعرف قطب قواعد الاحتراف، كما يُبين، ويطمح أن يكون واحد من أحرف المصورين في بلده مصر، ولأن الأحلام لا تتوقف، يتمنى أن تصل صوره إلى كل العالم.
أما زياد الحسيني، فكان سفره إلى روسيا، من أجل الفسحة والاستمتاع. وجد الشاب في بطولة كأس العالم فرصة مناسبة للسفر، اصطحب زوجته وراح على بلد الكرملين، يُشاهدوا المباريات سويًا ويزوروا الأماكن السياحية.
شاهد الحسيني مباراة مصر الأولى، وسط حوالي 6000 شخص، أغلبهم من المصريين كما يقول، في منطقة عرفها هو بـ"fan zone"، وهو مكان تُعرض فيه المباريات على شاشات عملاقة وموجود فيه مطاعم للمأكولات والمشروبات، أعده الروس لمن لن يستطع مشاهدة المباريات من المدرجات.
قبل بداية المباراة، لم يكن التفاؤل ثمة آلاف المصريين التي حضرت بجانب الحسيني، كانت الحسابات تغلب التمنيات، لكن الأمر اختلف مع مرور الدقائق، المنتخب المصري يجاري المتخب اللاتيني اللعب، مما رفع سقف توقعات الحاضرين، وهو السقف الذي تهدم بهدف خوسيه خيمينيز الخاطف.
رغم ذلك، لا تزال آمال صعود مصر إلى دور الـ16 قائمة حتى الآن، كما يعتقد الحسيني، فالكرة تتحدد نتائجها على أرض الملعب كما يقول، لذلك ينوي الشاب مؤازرة المنتخب الوطني من المدرجات في مباراته القادمة أمام روسيا.
فيديو قد يعجبك: